حصار مخيم الركبان السوري... الموت جوعًا وصمتًا

تقطعّت السبل، الجمعة، لليوم الثاني على التوالي بآلاف السوريين على الحدود الأردنيّة - السوريّة، ويوشك ما لديهم من غذاء على النفاد، بعد أن قطع جيش النظام السوريّ الطرق المؤديّة إلى مخيّم الركبان الذي يقيمون فيه.

حصار مخيم الركبان السوري... الموت جوعًا وصمتًا

من المخيّم (أ ف ب)

تقطعّت السبل، الجمعة، لليوم الثاني على التوالي بآلاف السوريين على الحدود الأردنيّة - السوريّة، ويوشك ما لديهم من غذاء على النفاد، بعد أن قطع جيش النظام السوريّ الطرق المؤديّة إلى مخيّم الركبان الذي يقيمون فيه، في حين أوقف الأردن تسليمهم المساعدات الإنسانيّة بعدما أغلق حدوده بوجههم.

وشدد النظام السوري حصاره على مخيم الركبان قرب المثلث الحدودي السوري – العراقي - الأردنيّ، ما منع توصيل الغذاء لنحو 50 ألفًا يقيمون فيه، أغلبهم من النساء والأطفال.

وقال مسؤول المكتب المدني الذي يدير مخيم الركبان: "منذ أكثر من أسبوع قام النظام بقطع جميع طرق الإمداد باتجاه مخيم الركبان، الآن لا يوجد إلا بعض الكميات القليلة يأتي بها المهربون من الغذاء".

وأضاف في اتصال هاتفي مع "رويترز" أن "المخيم بالون سينفجر في أي لحظة بسبب الجوع والمرض وقلة الغذاء وقلة المساعدات، وإذا استمر الوضع على هذا الحال سيكون هناك مجاعة حقيقية".

وفرّ عشرات الآلاف على مدى السنوات الثلاث الماضية إلى المخيم من مناطق في سورية يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، استهدفتها ضربات جوية شنتها روسيا والتحالف بقيادة الولايات المتحدة.

ويقع مخيم الركبان قرب قاعدة للقوات الأميركية في جنوب شرق سورية في التنف على الحدود العراقية السورية، وداخل ما يطلق عليها منطقة "عدم اشتباك" حددتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بهدف حماية قاعدة التنف من هجمات القوات الموالية لرئيس النظام السوري، بشار الأسد.

ومنع الأردن، منذ بداية العام، تسليم أي شحنات مساعدات عبر حدوده، وأعلن أنه لن يكون مسؤولا عن توصيل المساعدات الآن بعد أن استعاد النظام السوري السيطرة على الأراضي المحيطة بالمخيم.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الخميس، من أنه بدون "إجراء حاسم" تتخذه أطراف الصراع للسماح بدخول المساعدات وتسهيل ذلك، فإن حياة آلاف الأطفال في المخيم ستكون مهددة.

وقال المدير الإقليمي ليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشماليّ أفريقيا، جيرت كابيليري، في بيان، إنّ "الوضع بالنسبة لمن يقدر عددهم بنحو 45 ألف شخص، منهم العديد من الأطفال، سيزداد سوءًا في شهور الشتاء الباردة التي تقترب سريعًا، خاصة عندما تنخفض درجات الحرارة عن درجة التجمد في الظروف الصحراوية الصعبة".

وكشف كابيليري أن رضيعين آخرين توفيا بالفعل في آخر 48 ساعة، كما أفاد عمال إغاثة داخل المخيم أن امرأةً توفيت كذلك، هذا الأسبوع.

وتعتقد مصادر دبلوماسية غربية أن حصار المخيم يأتي في إطار جهود للنظام السوري تدعمها روسيا للضغط على واشنطن للخروج من التنف.

التعليقات