المعارك تتسع والقمع يتواصل؛ بريطانيا: الأسد سيبقى "لبعض الوقت"

مقتل 11 مدنيا بقصف التحالف بقيادة أميركا، و33 عنصرا بمعارك* منظمة حقوقية: ما لا يقل عن 7706 حالات اعتقال تعسفي في العام 2018، والنظام السوري مسؤول عن 87% منها* إردوغان: تركيا والعراق ستكافحان "الإرهاب"

المعارك تتسع والقمع يتواصل؛ بريطانيا: الأسد سيبقى

مسلحون معارضون للنظام السوري (أ.ف.ب.)

تؤكد آخر المعلومات والإحصائيات أن النظام السوري ماض في قمعه لمعارضيه السلميين، وليس المسلحين، وأن قوات أجنبية تواصل استهداف مناطق في سورية، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين، ولا تزال معارك تدور في الأراضي السورية خدمة لمصالح خارجية. رغم ذلك تنفذ دول وأنظمة غربية وعربية، عارضت النظام في السنوات الماضية، خطوات من شأنها أن تمنح شرعية لهذا النظام غير القادر على حماية بلاده وشعبه، وماضٍ في القتل والقمع.

وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، اليوم الخميس، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، سيبقى "لبعض الوقت" بفضل الدعم الذي تقدمه روسيا، لكن بريطانيا لا تزال تعتبره عقبة أمام السلام الدائم.

وقال هنت لقناة "سكاي نيوز" إن "موقف بريطانيا الثابت منذ وقت طويل هو أننا لن نحظى بسلام دائم في سورية مع هذا النظام، لكن للأسف، نعتقد أنه سيبقي لبعض الوقت".

والأسبوع الماضي، أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق، في خطوة تمثل دفعة دبلوماسية للأسد من دولة عربية حليفة للولايات المتحدة كانت ذات يوم تقدم الدعم لمعارضين يحاربونه.

وقُتل 11 مدنيًا من عائلة واحدة، اليوم، بينهم أطفال، جراء غارات نفذها طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، شرقي سورية. ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصادر محلية قولها إن طائرات التحالف استهدفت بعدة صواريخ منزلًا في بلدة الشعفة في ريف ديرالزور الشرقي.

7706 حالة اعتقال تعسفي

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن ما لا يقل عن 7706 حالات اعتقال تعسفي من قبل أطراف النزاع في سورية تم تسجليها في العام 2018، مؤكدة أن النظام السوري مسؤول عما لا يقل عن 87% من حصيلة الاعتقالات التَّعسفية.

وأشارت الشبكة في تقرير، اليوم، إلى أنه رغم جميع المفاوضات والاتفاقيات وبيانات وقف الأعمال العدائية، التي شهدها النزاع السوري، فإن قضية المعتقلين تكاد تكون المعضلة الوحيدة التي لم يحدث فيها أي تقدم يذكر.

وعزا التقرير ارتفاع أعداد المعتقلين لدى قوات النظام السوري إلى عدة أسباب، من أهمها أن كثيرا من المعتقلين لم يتم اعتقالهم لجريمة قاموا بارتكابها، بل بسبب نشاط أقربائهم في فصائل المعارضة المسلحة، أو بسبب تقديم مساعدة إنسانية. وأوضح التقرير أن "أغلب حالات الاعتقال تتم بشكل عشوائي وبحق أناس ليس لديهم علاقة بالحراك الشعبي أو الإغاثي أو حتى العسكري، إضافة إلى تعدد الجهات المخولة بعمليات الاعتقال والتابعة لقوات النظام السوري وقيامها بعمليات الاعتقال التعسفي دون أي رقابة قضائية من الجهات الحكومية".

وسجل التقرير 5607 حالة اعتقال تعفسي على يد قوات النظام السوري، بينها 355 طفلا و596 سيدة، فيما سجل 755 حالة اعتقال تعسفي على يد التنظيمات المتشددة، بينها 43 طفلا و16 سيدة. ووثق التقرير 379 حالة اعتقال تعسفي على يد فصائل في المعارضة المسلحة، بينها 23 طفلا و13 سيدة. كما وثق 965 حالة اعتقال تعسفي على يد منظمات كردية، بينها 83 طفلا و74 سيدة.

معارك تمتد لمناطق جديدة

في غضون ذلك، قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي، برهم صالح، اليوم، إن تركيا والعراق سيعززان تعاونهما في مكافحة الإرهاب، في إشارة إلى تنظيم "داعش" والمليشيات الكردية في سورية.

ويأتي ذلك بعد إعلان تركيا عن أنها ستتولى المعركة ضد تنظيم "داعش" في سورية بعد قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من هناك. وتنفذ أنقرة أيضا ضربات جوية على نحو متكرر على قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

وامتدت المواجهات بين الجهاديين وفصائل المعارضة، اليوم، الى مناطق جديدة في شمال غرب سورية، أسفرت عن مقتل 33 محاربا من الجانبين، في اليوم الثالث من المعارك حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ومنذ أول من أمس، الثلاثاء، يخوض تنظيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) معارك مع الجبهة الوطنية للتحرير، وهي تحالف فصائل معارضة مدعومة من تركيا. والمعارك التي كانت محصورة في بادىء الأمر في مناطق فصائل المعارضة في محافظة حلب، توسعت الى محافظتي حماة وإدلب، أخر معقل لفصائل المعارضة في شمال غرب سورية، بحسب المرصد.

وقال المرصد إن 17 عنصرا من "هيئة تحرير الشام" و16 عنصرا من الجبهة الوطنية للتحرير قتلوا في المعارك. وأضاف أن 75 عنصرا من الجانبين قتلوا خلال ثلاثة أيام من المعارك وكذلك ستة مدنيين.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، قوله إنه "لقد فتحت جبهات جديدة في قطاعات جديدة. والجبهات امتدت الى مناطق جديدة. الاشتباكات توسعت إلى ريف حماة الشمالي الغربي وريف إدلب الجنوبي الغربي مرورا بريف إدلب الجنوبي الشرقي وريف حلب الغربي".

وأوضح عبد الرحمن أن هيئة تحرير الشام تواصل تقدمها وسيطرت على 17 بلدة وقرية. وكانت قد اتهمت يوم الإثنين الماضي، حركة نور الدين زنكي، بقتل خمسة من عناصرها، فردت بشن هجوم على مواقع لحركة زنكي في ريف حلب الغربي المحاذي لإدلب.

التعليقات