بومبيو يقود محادثات حول "منطقة عازلة" بسورية لا تعارضها تركيا

أميركا تريد إنشاء "المنطقة العازلة" لحماية حلفائها الأكراد، في الوقت الذي تهدد فيها تركيا بشن عملية عسكرية ضدهم. وزير الخارجية التركي يقول إن أنقرة لا تهاب تهديدات ترامب بكارثة اقتصادية وفي الوقت نفسه عبرت عن عدم معارضتها لمنطقة عازلة

بومبيو يقود محادثات حول

بومبيو وولي العهد السعودي في الرياض، اليوم (أ.ب.)

أجرى وزير الخارجية الأميركية، مايك بوبيو، محادثات مع أطراف إقليمية معنية بإقامة "منطقة عازلة" في شمال سورية. وقال قبل مغادرته الرياض، اليوم الإثنين، إن هذه المحادثات تتعلق بشكل هذه المنطقة الأمنية، التي كان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، دعا إلى إنشائها لتفادي هجوم تركي ضد مناطق سيطرة الأكراد في شمال وشمال شرق سورية. وأعلنت تركيا أنها لا تعارض منطقة كهذه بين حدودها ومناطق الأكراد.

وقال بومبيو إنه "نريد أن نضمن أمن الذين حاربوا معنا لإسقاط الخلافة وتنظيم الدولة الإسلامية، وأيضا ألا يتمكن الإرهابيون الذين ينشطون من سورية من مهاجمة تركيا". ولكنه أشار "نحن لا نزال نعمل على المنهجية المحددة لضمان أمن هذه العناصر على طول الحدود"، مضيفاً أن "مطلبنا ألا يقوم الأتراك بالتعرض للأكراد بطرق قد لا تكون مقبولة".

وتهدد تركيا بشن هجوم ضد مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، في شمال وشمال شرق سورية. وأثار قرار ترامب، الشهر الماضي، بسحب قواته الداعمة لقوات سورية الديمقراطية من سورية، خشية الأكراد من أن يفسح المجال أمام أنقرة لتنفيذ تهديداتها.

وحذر ترامب، أمس، تركيا بكارثة اقتصادية إذا شنت هجوماً ضدّ الأكراد بعد انسحاب القوات الأميركية، داعياً في الوقت نفسه الأكراد إلى عدم "استفزاز" أنقرة. وكتب ترامب على "تويتر" أنه "سندمر تركيا اقتصادياً إذا هاجمت الأكراد"، داعيا إلى إقامة "منطقة آمنة بعرض" 30 كيلومتراً من دون أن يضيف أي تفاصيل عن مكانها أو تمويلها.

في المقابل، صرح وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، اليوم، بأن "التهديدات الاقتصادية" الأميركية "لن ترهب" تركيا، مؤكداً أن بلاده "ليست ضد" فكرة منطقة أمنية في سورية بين حدودها ومواقع المقاتلين الأكراد.

ويبدو أن تصريح تشاوس أوغلو تعبر عن ليونة معينة في الموقف التركي. فقد رد الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، على تغريدة ترامب بتغريدة قال فيها إن "الإرهابيين لا يمكن أن يكونوا شركاءكم وحلفاءكم. ليس هناك أي فرق بين الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية". كما قال مدير الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، إن تركيا "ستواصل مكافحة الإرهاب بتصميم"، وأن "تركيا ليست عدوة للأكراد" وأن "الإرهابيين" وحدهم سيستهدفون.

وكان الرئيس التُركي، رجب طيب إردوغان، بشدة خلال زيارة لجون بولتون، مستشار الأمن القومي لترامب، الأسبوع الماضي، الموقف الأميركي الداعي إلى ضمان حماية القوّات الكرديّة المسلّحة في شمال سورية لدى انسحاب القوّات الأميركيّة. واعتبر إردوغان في كلمة ألقاها في أنقرة، أنّ تصريحات بولتون "غير مقبولة بالنسبة إلينا، ولا يمكن التساهل معها"، وذلك بعد لقاء جمع في أنقرة بين بولتن وإبراهيم كالين.

وتصنف أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية منظمة "إرهابية"، وتعتبرها امتداداً لحزب العمل الكردستاني الذي يقود تمرداً ضدها منذ عقود. كما تخشى إقامة حكم ذاتي كردي قرب حدودها من الممكن أن يؤجج النزعة الانفصالية للأكراد في تركيا.

وخاضت تركيا ضد المقاتلين الأكراد في سورية معارك دموية، وسيطرت في العام 2018 على منطقة عفرين، التي كانت تعد أحد أقاليم الإدارة الذاتية الكردية الثلاثة في سورية. وتسيطر قوات سورية الديمقراطية على نحو 30% من مساحة سورية، بعدما تمكنت بدعم أميركي من طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد.  

التعليقات