طلاب إدلب يحتجون على إغلاق "هيئة تحرير الشام" لجامعاتهم

مُنع آلاف الطلاب السوريين، على مدار الأسابيع الأخيرة، من إكمال تعليمهم في الكليات والجامعات في محافظة إدلب في شمال غرب سورية، بسبب إصدار تنظيم "هيئة تحرير الشام"، المسيطرة على المنطقة، قرار بإغلاق كافة الجامعات "غير المرخصة"

طلاب إدلب يحتجون على إغلاق

(تويتر)

مُنع آلاف الطلاب السوريين، على مدار الأسابيع الأخيرة، من إكمال تعليمهم في الكليات والجامعات في محافظة إدلب في شمال غرب سورية، بسبب إصدار تنظيم "هيئة تحرير الشام"، المسيطرة على المنطقة، قرار بإغلاق كافة الجامعات "غير المرخصة".

وأدى هذا الإغلاق إلى احتجاج مئات الطلاب الذين رفضوا هذا الإجراء الذي اتخذه مجلس تربوي متعاون مع التنظيم بحقهم، عبر اعتصامات وتحركات، خصوصا في مدينة معرة النعمان.

وعلى غرار هذه الكلية التابعة لجامعة خاصة، تم إغلاق أكثر من عشر جامعات في المحافظة بناء على قرار صدر عن مجلس التعليم العالي بهدف "تنظيم" القطاع الجامعي. وتولت تنفيذه وزارة الداخلية التابعة لـ"حكومة الإنقاذ"، التي تعدّ الواجهة المدنية لـ"هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقا) التي تسيطر على كامل المحافظة.

ولم يعد بإمكان آلاف الطلاب في مدن عدة في إدلب متابعة تحصيلهم إلا في بضع جامعات تحظى بترخيص من هذا المجلس. ويشكو هؤلاء من عدم قدرتهم على تحمل أقساطها الباهظة.

وقال الطالب في كلية الطب، مضر درويش (28 عاما)، خلال اعتصام للطلاب في معرة النعمان تعبيرا عن احتجاجهم، "يضيع مستقبلنا بسبب قرارات مجحفة يتخذها عدد من الأشخاص بحق جامعتنا.. ولن نسمح بذلك".

وشهدت محافظة إدلب، وهي الوحيدة الخارجة عن سيطرة النظام السوري، اقتتالاً داخليا انتهى في كانون الثاني/ يناير بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أتاح لـ"هيئة تحرير الشام" بسط سيطرتها على كامل هذه المنطقة مقابل انسحاب فصائل معارضة منها.

وتؤوي المحافظة نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم نازحون من محافظات أخرى. وانتقلت إدارة المؤسسات التعليمية الموجودة فيها تباعا إلى هيئات تعليمية تابعة للمعارضة السورية كما تم استحداث جامعات بإدارات مدنية خاصة في مناطق سيطرة الفصائل.

إلا أنه وبعد تفرّد "هيئة تحرير الشام" بالسيطرة على المحافظة تبدّلت الأمور، وبات لزاماً على الجامعات أن تحظى بترخيص من مجلس التعليم العالي. وتشترك جامعات المحافظة كافة في كون الشهادات التي تمنحها غير معترف بها وتسمح لحاملها بإيجاد وظيفة في المنطقة فقط.

وذكر درويش أن قرار إغلاق جامعته سوف يقضي على مستقبل 1700 طالب من زملائه في الكلية.

وأضاف" "ندفع قسطاً لا يتجاوز 300 دولار أميركي، ولا يمكننا أن ندفع 1800 دولار في الجامعات" التي منحتها السلطات المحلية ترخيصا.

وعُلقت التظاهرات في معرة النعمان بعد أسبوعين من بدء حركة الاحتجاج مطلع الشهر الماضي. وقرر الطلاب نقلها إلى مدينة إدلب، وتحديدا أمام مقر مجلس التعليم العالي.

إلا أن اعتصامهم الذي رفعوا خلاله لافتات وشعارات مناهضة لرئيس المجلس لم تستمرّ لوقت طويل. فقد وضعت "هيئة تحرير الشام" حواجز لمنع وصولهم إلى إدلب وهدّدت بتوقيف المحتجين إذا لم يكفّوا عن التظاهر، وفق ما رواه الطلاب.

وتتعرض مدن عدة في الأسابيع الأخيرة لغارات وقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام وحلفائها الروس والإيرانيين. كما يشهد بعضها بين الحين والآخر تفجيرات واعتداءات انتحارية ينفذها مجهولون.

ويتواصل المجلس مع جامعات خارج سورية، في تركيا وماليزيا وسواها "لتأمين نوع من الاعتراف" بالشهادات التي تمنحها الجامعات المستوفية للشروط.

ورغم تراجع حركة الاحتجاج في الأيام الأخيرة، إلا أن عددا من الطلاب والأساتذة ما زالوا يعبّرون عن غضبهم إزاء قرارات المجلس.

وقرر طبيب في علم التشريح وأستاذ آخر في كلية الطبّ إعطاء دروس في الشارع، أمام مبنى الكلية المغلقة في معرة النعمان.

التعليقات