التحالف الدولي يكرّر توحّشه: المدنيون ثمن القضاء على داعش

أخيرًا، وبعد سنواتٍ من المعارك الضارية ضدّ "داعش، أعلنت"قسد" السبت، القضاء عليه، شرقيّ سورية، غير أن تحرير الباغوز، وهي آخر معاقل التنظيم، كان على نسق المعارك الكبرى الأخرى في الموصل والرقّة والرّمادي: المجازر مقابل القضاء على "داعش".

التحالف الدولي يكرّر توحّشه: المدنيون ثمن القضاء على داعش

من الباغوز (أ ب)

أخيرًا، وبعد سنواتٍ من المعارك الضارية ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش)، أعلنت قوات سورية الديمقراطيّة (قسد)، السبت، القضاء عليه، شرقيّ سورية، غير أن تحرير الباغوز، وهي آخر معاقل التنظيم، كان على نسق المعارك الكبرى الأخرى في الموصل والرقّة والرّمادي: المجازر مقابل القضاء على "داعش".

ووقع أهالي الباغوز، كما أهالي المدن التي كانت خاضعة لسيطرة داعش من قبل، بين سندان الإجرام الداعشي، وبين عدم تفريق التحالف الدولي وقوات قسد (في سورية) والحشد الشعبي (في العراق) بين المدنيّين والمسلّحين، وفق ما يقول الأهالي، فشنّت خلال أشهر من المعارك، غارات جويّة وقصفًا بريًا على الباغوز، دون مراعاة المدنيين من أهالي البلدة واللاجئين القائمين إليها من مناطق أخرى.

أمّا تنظيم "داعش"، فيقول الفارون من البلدة إنه منع فرار أعداد كبيرة منهم، بهدف إطالة أمد المعارك قدر الإمكان، وعدم منع التحالف الدولي نصرًا آخر عليه.

وخلال الأشهر الماضية تجمّع عشرات آلاف المدنيّين في بقعة ضيّقة من الأرض لا تتجاوز مساحتها الـ1500متر، منع "داعش" عددًا كبيرًا منهم من الخروج، محتفظًا بالآخرين رهائن ودروعًا بشريّة عنده، وقعوا بين خيارات قليلة جدًا وصعبة: تسليم أنفسهم لقوات "قسد" (وهي قوّات غالبيّتها من عشائر كرديّة، يخشى الأهالي أن تنفّذ عمليات انتقاميّة ضدّهم لأسباب عرقيّة) أو البقاء تحت سيطرة "داعش" رغم ما عانوه منه، أو الموت حرقًا تحت غارات التحالف الدوليّ.

ومع انتهاء مهلة التحالف الدولي لاستسلام مقاتلي "داعش"، السّبت الماضي، أمطر طيران التحالف الباغوز بالصواريخ والقذائف، ليكرّر مشاهد الدّمار والمجازر المتوحّشة في الموصل والرقّة والرمادي.

وترد صور من داخل الباغوز، يصفها ناشطون سوريون بـ"الصادمة"، تظهر مئات الجثث المتفحمة أو الممزقة لأطفال ونساء ورجال جراء القصف الجوي والمدفعي.

وتقدر مصادر محلية مقتل نحو 400 مدني ومسلح بالقصف الجوي على الباغوز، الذي كانت غايته قتل كل الموجودين في القرية، لتفادي أي خطر في حال تقدم عناصر "قسد" لتمشيط المنطقة المليئة بالأنفاق والألغام.

وحاول المحاصرون في الباغوز، أكثر من مرة، شقّ طريق لهم إلى العراق أو إلى البادية السورية، لكنهم فشلوا، ولم يعد أمامهم إلا الانتحار بأحزمة ناسفة لإيقاع خسائر في عناصر "قسد" التي فقدت عددًا كبيرًا من عناصرها في معركة استعادة ريف دير الزور الشرقي، شمال نهر الفرات.

ولا يعني إعلان "قسد" القضاء على "داعش" في منطقة شرقي نهر الفرات، انتهاء أسطورة ما يُسمّى بـ"الدولة الإسلامية"، والتي بدأت في سورية عام 2013، وازدهرت في عامي 2014 و2015، حيث لا يزال التنظيم محتفظًا بخلايا نائمة ومجموعات من "الذئاب المنفردة" في العديد من الأماكن، وخاصة في البادية السورية المترامية الأطراف، تستخدم تكتيك توجيه ضربات سريعة ومؤثرة.

التعليقات