سورية: أسرة نازحة تترقّب الشّتاء خائفةً من جرف ملاذها

تترقّب أسرة سميّة (أم أحمد) السّوريّة النّازحة ن حماة إلى ريف إدلب بقلق اقتراب فصل الشّتاء، مخافة النّزوح مجدّدًا بعد أن تحوّل الأمطار مكان إقامتها، وهو نفق تحت طريق الملاذ الآمن، إلى نهر جارف.

سورية: أسرة نازحة تترقّب الشّتاء خائفةً من جرف ملاذها

سمية وأولادها (الأناضول)

تترقّب أسرة سميّة (أم أحمد) السّوريّة النّازحة من حماة إلى ريف إدلب بقلق اقتراب فصل الشّتاء، مخافة النّزوح مجدّدًا بعد أن تحوّل الأمطار مكان إقامتها، وهو نفق تحت طريق الملاذ الآمن، إلى نهر جارف.

ونزحت الأسرة الحموية من بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي إلى ريف إدلب الأسبوع الماضي، بعد أن أدى قصف قوات النظام وداعميه إلى دمار منزلها، لتتقطّع السّبل بسميّة الأم لخمسة أولاد ولم تجد منزلا يأويها وصغارها، خصوصا وأن بعض المؤجرين طلبوا منها 100 دولار في الشهر لقاء منزل تحتمي بين جدرانه.

أبناء سميّة في مكان إقامتهم (الأناضول)

سمية (أم أحمد)، مثلها مثل مئات الآلاف من المدنيين نزحت من منطقتها جراء القصف الجنوني لقوات النظام والطائرات الحربية الروسية؛ إلا أن سيمة وأولادها وجدوا وبطريق الصدفة، نفقا صغيرا مخصصا لتصريف مياه الأمطار والجداول، قرب الحدود السورية التركية.

وقررت الأسرة الاحتماء بهذا النفق، ووضعت أغراضها الشخصية داخله، وبنت منصة بدائية وضعت فوقها قدرا لطهي الطعام، ثم أسدلت بعض الأقمشة أمام فتحة النفق كي تشكل ساترا يقيها من أعين المارة، لاسيما وأن النفق يمر من فوقه عشرات السيارات والدراجات النارية يوميًّا.

وروت أم أحمد، التحديات والصعاب التي تواجهها مع أسرتها في النفق. مشيرة إلى أنها تصادف بين الحين والآخر العقارب والأفاعي تحت فراشهم أو بالقرب من النفق، ما يشكل خطرا كبيرا على حياتهم.

(الأناضول)

وأكدت الأم أنها تجد صعوبة كبيرة في تلبية الاحتياجات الضروريّة، مثل الطعام لأسرتها. مشيرة إلى الغلاء الكبير في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام والتي تتعرض للقصف بشكل شبه يومي.

وأضافت أم أحمد أن النفق يسترهم في الوقت الراهن، مستدركة أن مياه الأمطار والسيول المنحدرة من التلال المجاورة له، ستتدفق خلال الفترة القادمة من داخل هذا النفق، ما سيجعل الحياة فيه مستحيلة، وقالت: "عندما يأتي الشتاء، ستجرفنا المياه، ماذا عسانا أن نفعل؟ وإلى أين سنذهب؟ لا أدري".

وفي أيار/ مايو 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" بإدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري، حيث شملت منطقة خفض التصعيد بحسب الاتفاق محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي وريف حماه الشمالي وريف اللاذقية الشمالي.

إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة، رغم التفاهم المبرم بين تركيا وروسيا في أيلول/ سبتمبر 2018، بمدينة سوتشي الروسية حيال تثبيت خفض التصعيد في المنطقة المذكورة.

التعليقات