سورية: أوروبا تطالب تركيا بوقف عمليتها العسكرية ومجلس الأمن يطالب بحماية المدنيين

طالب رئيس الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر، تركيا، اليوم الأربعاء، بوقف عمليتها العسكرية في شمالي سورية، وقال لأنقرة إن الاتحاد لن يدفع أموالا لإقامة ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" في المنطقة.

سورية: أوروبا تطالب تركيا بوقف عمليتها العسكرية ومجلس الأمن يطالب بحماية المدنيين

(أ ب)

طالب رئيس الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر، تركيا، اليوم الأربعاء، بوقف عمليتها العسكرية في شمالي سورية، وقال لأنقرة إن الاتحاد لن يدفع أموالا لإقامة ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" في المنطقة. 

وقال يونكر في البرلمان الأوروبي "أدعو تركيا وغيرها من الأطراف إلى التصرف بضبط نفس ووقف العمليات التي تجري حاليا". 

وأثارت العملية العسكرية التركية في شمالي سورية، المخاوف بشأن مصير آلاف مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذين يحتجزهم الأكراد حاليا قرب تلك المنطقة.

وتابع "لدى تركيا مشاكل أمنية على حدودها مع سورية، وهو أمر يجب أن نفهمه، لكنني أدعو تركيا والجهات الفاعلة الأخرى إلى التحرك مع ضبط النفس. سيؤدي التوغل إلى تفاقم معاناة المدنيين. وهذا أمر لا يمكن أن تصفه الكلمات".

بدورها، قالت وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي في فرنسا، أميلي دو مونشالان، اليوم، إن باريس ولندن ستدعوان لجلسة بمجلس الأمن لبحث العملية العسكرية التركية في شمالي سورية، والتي تستهدف المليشيات الكردية.

وأوضحت دو مونشالان أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية "تضع فرنسا وألمانيا وبريطانيا اللمسات الأخيرة على إعلان مشترك سيكون في غاية الوضوح نؤكد فيه إدانتنا الشديدة والحازمة لما يحصل"، مضيفة "سنطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي".

من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، اليوم، إن تركيا "تخاطر عمدا بزعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر، بما في ذلك عودة تنظيم ‘الدولة الإسلامية‘ (داعش)" من خلال عمليتها العسكرية في سورية.

وأضاف في بيان "سورية بحاجة إلى الاستقرار وإلى عملية سياسية.. ولكن الهجوم التركي يهدد الآن بالتسبب بكارثة إنسانية جديدة"، مشيرا إلى أن برلين "ستدعو تركيا إلى إنهاء هجومها والسعي لتحقيق مصالحها الأمنية بشكل سلمي".

وذكرت مصادر دبلوماسية، أن الدول الأوروبية في مجلس الأمن طلبت عقد اجتماع طارئ مغلق لمجلس الأمن، يوم غد، الخميس، لبحث العملية العسكرية التركية في سورية.

وتقدمت بالطلب بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة. وستعقد الجلسة منتصف النهار في أعقاب مشاورات مغلقة في مجلس الأمن بشأن كولومبيا، وفقا للمصادر.

تفاوت في الموقف الأميركي

ووصف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، العملية العسكرية التركية في شمال سورية بأنها "فكرة سيئة". 

وأكد ترامب أن واشنطن "لا توافق على هذا الهجوم"، مؤكدا على أن تركيا ملتزمة "بضمان عدم حدوث أزمة إنسانية - وسنحملهم مسؤولية هذا الالتزام".

بدروه، أعلن السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، أن الكونغرس سيجعل الرئيس التركي  "يدفع غاليا جدا"، ثمن هجومه على القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سورية.

وكتب السناتور المعروف بدعمه للرئيس ترامب "لنصلي من أجل حلفائنا الأكراد الذين تم التخلي عنهم بشكل معيب من قبل إدارة ترامب". 

وقال "هذه الخطوة ستضمن عودة ظهور تنظيم داعش"، مضيفا "سأقوم بقيادة الجهود في الكونغرس لجعل إردوغان يدفع الثمن غاليا جدا".

وقال غراهام "أدعو الرئيس ترامب إلى تغيير المسار بينما لا يزال هناك وقت، بالعودة إلى مفهوم المنطقة الآمنة الذي كان فعالا".

رئيس مجلس الأمن: المطلوب.. ضبط النفس

بدوره، دعا الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، سفير جنوب إفريقيا، جيري ماتيوز ماتجيلا، تركيا إلى "حماية المدنيين" والتحلي "بأكبر قدر من ضبط النفس" في عملياتها العسكرية في سورية.

وعبر رئيس المجلس لشهر تشرين الأول/ أكتوبر، عن أمله في أن يعقد اجتماع لهذه الهيئة بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أنه يعود إلى الذين يصيغون قرارات حول سورية الدعوة إلى اجتماع من هذا النوع.

وفي هذه الإطار تقوم الكويت وبلجيكا وألمانيا بصياغة نص حول المساعدة الإنسانية.

أوغلو: عمليتنا العسكري تجري وفقًا للقانون الدولي

في المقابل، شدد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، على أن العملية العسكرية التي أطلقتها بلاده شمالي سورية، تجري وفقًا للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة.

وقال أوغلو في تغريدة على تويتر "عمليتنا العسكرية تجري وفقًا للقانون الدولي، والمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب".

واعتبر أن العملية العسكرية ستقوم بتطهير المنطقة من الإرهاب وسيتم ضمان أمن الحدود ووحدة الأراضي السورية. وأشار إلى أن العملية العسكرية ستوفر العودة الآمنة للسوريين إلى ديارهم وبلادهم.

تركيا تدعو أوروبا لاستعادة مواطنيها "الجهاديين"

هذا ودعت تركيا أوروبا إلى استعادة مواطنيها "الجهاديين" الأسرى في سورية، تزامنا مع العملية العسكرية التي تشنها في شمالي سورية.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، لهيئة البث البريطاني (بي بي سي)، "جذور هذه المسألة... هو أن الدول الأصلية (للأسرى) لا تريد عودتهم". وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "محق في هذا الأمر". 

وأكد أن "دولا مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وبلجيكا لا تريدهم أن يعودوا، ولكنهم من مواطنيها وعليها استعادتهم ومحاكمتهم وتطبيق الإجراءات القضائية الواجبة عليهم". 

وقال كالين إن تركيا ستضمن عدم فرار هؤلاء. وأضاف "نعمل على وضع خطة مع شركائنا والسكان المحليين هناك مثل الجيش السوري الحر". 

كما شدد على أن الهجوم التركي يهدف إلى إقامة "منطقة آمنة" في شمالي سورية تسمح بإعادة اللاجئين. 

وتابع "نريد إيجاد ظروف لهم لإخلاء (المخيمات) براحة والعودة إلى بلداتهم وقراهم. لن نجبر أي شخص على الذهاب إلى أي مكان لا يريد الذهاب إليه، نحن لا نحاول تغيير التركيبة السكانية في أي جزء من سورية". 

والأحد، أعلن البيت الأبيض سحب قوة أميركية من الحدود التركية السورية كانت تمنع الأتراك من شن عملية ضد الأكراد.

وقال إن تركيا ستتحمل مسؤولية الأسرى الأوروبيين الذين قاتلوا تحت ألوية "جهادية"، لكن ترامب دعا الدول الأوروبية كذلك للتعامل مع مواطنيها الجهاديين الأسرى.

 

التعليقات