تصعيد سياسي أميركي تركي مستمرّ مع اشتداد المعارك في سورية

رغم استمرار الضغط الدولي، رفض الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، "بشكل قاطع" وقف إطلاق نار في سورية، عشيّة زيارة نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، ووزير الخارجيّة، مايك بومبيو، ما يصعد التوتر أكثر مع واشنطن.

تصعيد سياسي أميركي تركي مستمرّ مع اشتداد المعارك في سورية

إردوغان خلال كلمته اليوم (أ ب)

رغم استمرار الضغط الدولي، رفض الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، "بشكل قاطع" وقف إطلاق نار في سورية، عشيّة زيارة نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، ووزير الخارجيّة، مايك بومبيو، ما يصعد التوتر أكثر مع واشنطن.

إردوغان: ليلقِ الأكراد سلاحهم

واستبعد إردوغان، اليوم، الأربعاء، خلال خطابٍ له أمام كتلة حزبه البرلمانيّة، إجراء أيّة محادثات مع القوات الكردية السورية من أجل وقف الهجوم، داعيًا إياها إلى إلقاء السلاح والانسحاب من الحدود التركية.

وأضاف إردوغان "هناك بعض القادة الذين يحاولون القيام بوساطة، لم يحصل إطلاقا في تاريخ الجمهورية التركية أن تجلس الدولة على نفس الطاولة مع منظمة إرهابية"، وأضاف "نحن لا نبحث عن وسيط، لسنا بحاجة إليه".

وتابع إردوغان "اقتراحنا هو أن يقوم كل الإرهابيون الآن، الليلة، بإلقاء سلاحهم ومعداتهم وكل شيء وأن يدمروا كل تحصيناتهم وينسحبوا من المنطقة الآمنة التي حددناها"، مضيفًا أن هذا الأمر "سيكون أسرع طريقة لحل المشكلة في سورية"، وتابع "حين يتحقق ما وصفناه، من منبج إلى الحدود العراقية حينئذ تكون عمليتنا ’نبع السلام’ التي لا تستهدف سوى الإرهابيين، انتهت من تلقاء نفسها".

إردوغان يُهدّد بعدم لقاء ترامب

وبالإضافة إلى عدم لقائه موفدي الرئيس الأميركي، هدّد إردوغان بإلغاء لقائه مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في واشنطن الشهر المقبل، وقال إنه سيحدّد ذلك بعد لقائه الموفدين الأميركيين، الخميس.

تحوّلات في المواقف وعلى الأرض

وتسبّبت العمليّة العسكريّة، التي هدّدت بها تركيا منذ أشهر، قبل أن تعلن عنها أنقرة منفردة، بخلط الأوراق شماليّ سورية، بعد أسبوع من إطلاقها، إذ عادت قوّات النظام السوري إلى السيطرة على مناطق سيطرة الأكراد، بعد 4 سنوات من طردها، كما بدأت موسكو بملء الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات الأميركية.

من المعارك على الأرض (أ ب)
من المعارك على الأرض (أ ب)

وبعدما أعطى ترامب، في مرحلة أولى، إشارة كانت بمثابة ضوء أخضر للهجوم التركي، إذ أمر بسحب القوات الأميركية من نقاط حدودية في شمال سورية، إلا أنه، تحت ضغط الانتقادات الداخليّة الشديدة، دعا أنقرة إلى وقف هجومها فارضًا عليها عقوبات.

وتصف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سورية بأنها "إرهابية" باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا داميا منذ عقود على الأراضي التركية.

المرصد: النظام لم يدخل الرقّة بعد

من جهته، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنّ النظام السوري لم يدخل مدينة الرقّة بعد، وإنه ما يتحدث عنه الإعلام الروسي عبارة عن "شريطٍ مصوّر حين مرت قوات النظام بالمدينة"، ونقل عن مصادره أن الاتفاق بين قوات النظام و"قوات سورية الديمقراطيّة" ("قسد") "لا يتضمن دخول النظام إلى الرقة والطبقة"، وأضاف أن قوات النظام تقاتل إلى جانب "قسد" في عدة مناطق، وأن المعارك بينهما مشتركة في عين عيسى.

وأردف المرصد أنّ مدفعية النظام قتلت "عددا ليس بقليل" من الفصائل الموالية لتركيا، "وقد نجحت ’قسد’ بفعل هذه العمليات في استعادة عدد من المناطق التي انسحبت منها القوات الأميركيّة ودمرت جزءًا كبيرا منها".

وللتصدي للهجوم التركي، طلب الأكراد مساعدة دمشق التي نشرت قوات في شماليّ البلاد، ولا سيما في منبج ورأس العين، حيث قتل جنديان سوريان، مساء أمس، الثلاثاء، بنيران مدفعية الفصائل السورية الموالية لأنقرة، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفيما تسري مخاوف من اندلاع مواجهة كبرى بين النظام السوري والقوات التركية مع الفصائل السورية التابعة لها، دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إردوغان لزيارة روسيا، على ما أعلن الكرملين أمس، الثلاثاء.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الروسية تواصل تسيير دوريات في مناطق حدودية على طول "خط التماس"، بين القوات السورية والتركية في محيط منبج.

والهدف المعلن للعملية التركية هو إقامة "منطقة آمنة" بعمق 32 كيلومترًا على حدود تركيا، تعيد إليها قسمًا من اللاجئين السوريين الموجودين على أرضها والبالغ عددهم 3,6 مليونًا، وتُبعد عن حدودها الأكراد الذين تعتبر أنهم مصدر زعزعة لاستقرارها.

وتسبّب الهجوم التركي، وفق المرصد، بمقتل نحو 71 مدنيًا و158 مقاتلًا من "قسد"، إضافة إلى سقوط 128 قتيلا في صفوف الفصائل السورية الموالية لتركيا.

من الاستعدادات في العراق لاستقبال لاجئين سوريين (أ ب)
من الاستعدادات في العراق لاستقبال لاجئين سوريين (أ ب)

وأحصت أنقرة، من جهتها، مقتل ستة جنود أتراك، و20 مدنيًا جراء قذائف اتهمت المقاتلين الأكراد بإطلاقها على مناطق حدودية، في حين سجّل سقوط 128 قتيلا في صفوف الفصائل السورية الموالية لتركيا.

كما أدت العملية إلى نزوح 160 ألف شخص من منازلهم في شمالي سورية، بحسب الأمم المتحدة.

وأبدت عدة بلدان أوروبية مخاوف من فرار أعداد من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المحتجزين لدى القوات الكردية.

لكن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أعلن اليوم، الأربعاء، أن المخيمات التي يحتجز فيها هؤلاء المقاتلون ليست مهددة "في الوقت الحاضر".

التعليقات