ذريعة حماية النفط السوري بين اللصوصية والمناورة

موسكو تتهم واشنطن بممارسة "اللصوصية" على مستوى عالمي، في حين يرى خبراء أن إستراتيجية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، غير واقعية ومشكوك في شرعيتها، وتجعل النفط رهينة للمقايضة

ذريعة حماية النفط السوري بين اللصوصية والمناورة

(أ ب)

بعد إعلان وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، يوم أمس الجمعة، عن نية واشنطن حماية حقول النفط السورية في دير الزور، سارعت موسكو إلى اتهامها بممارسة "اللصوصية" على مستوى عالمي، في حين رأي خبراء أن إستراتيجية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، غير واقعية ومشكوك في شرعيتها، وتجعل النفط رهينة للمقايضة.

واتهمت روسيا، اليوم السبت، الولايات المتحدة بممارسة "اللصوصية" على مستوى عالمي، وذلك بعد إعلان نيتها حماية حقول النفط في شرقي سورية التي استعادتها "قوات سورية الديمقراطية" من تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "ما تفعله واشنطن حاليا من وضع اليد والسيطرة على حقول النفط شرقي سورية، يدل بكل بساطة على عقلية اللصوصية على مستوى عالمي".

وأضافت  أن حقول النفط السورية ليست ملكا لتنظيم الدولة الإسلامية، ولا "للمدافعين الأميركيين عن إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية"، وإنما تعود حصريا لسورية.

وكان قد أعلن وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، الجمعة، نية واشنطن "الدفاع" عن حقول النفط السورية في دير الزور، الأكبر في البلاد قرب الحدود مع العراق حيث ينتشر 200 جندي أميركي.

وقال في حلف شمال الأطلسي "نتخذ حاليا تدابير لتعزيز مواقعنا في دير الزور، وسيشمل ذلك قوات مؤللة للتأكد من أن تنظيم الدولة الإسلامية لن يتمكن من الوصول إلى مصدر يؤمن له إيرادات تسمح له بضرب المنطقة أو أوروبا أو الولايات المتحدة".

وكان ترامب قد صرح، الأربعاء، إن عددا قليلا من الجنود الأميركيين سيبقون في سورية في مناطق حقول النفط، بداعي "حماية أمن النفط".

إستراتيجية مشكوك بشرعيتها تضع موارد سورية رهينة

قال خبراء إن الإستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في سورية بعيدة عن الواقع، ومشكوك في شرعيته، رغم الادعاءات الرسمية بمنع تنظيم الدولة من السيطرة عليها.

لكن هذه الإستراتيجية الجديدة تشكل، برأي أحد الخبراء، تحولا كاملا للولايات المتحدة التي كانت تبرر وجودها على الأرض السورية بمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال الخبير في النزاع السوري في مركز الأمن الأميركي الجديد (سنتر فور ايه نيو أميركيان سيكيوريتي)، نيك هيراس، لوكالة فرانس برس إن إدارة ترامب تحاول "جعل أفضل الموارد النفطية للبلاد رهينة واستخدامها عملة للمقايضة من أجل إجبار نظام الأسد وحماته الروس على قبول مطالب الولايات المتحدة" خلال تسوية سياسية للنزاع السوري.

وتابع أن "مهمة الولايات المتحدة تحولت من القتال النبيل في مواجهة أكثر منظمة إرهابية مكروهة في العالم إلى مناورة وهمية لإجبار الأسد على تغيير سلوكه عبر مصادرة النفط السوري".

يذكر أن ترامب كان قد اقترح ترامب شخصيا، الإثنين الماضي، أن تقوم الولايات المتحدة "بإرسال واحدة من كبريات المجموعات النفطية" لاستغلال النفط السوري.

من جهته، صرح الموفد الأميركي الخاص السابق لسورية، بريت ماكغولاك، الذي استقال في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في مؤتمر صحافي "سيكون ذلك أمرا غير قانوني"، مذكرا بأن النفط السوري ملك لشركة حكومية سورية "شئنا أم أبينا".

وأضاف أن الولايات المتحدة اقترحت من قبل فكرة استغلال النفط السوري بالاتفاق مع موسكو، وإيداع الأرباح في صندوق للتنمية يوضع بتصرف الدولة بعد انتهاء النزاع. وأوضح أن "الروس لم تعجبهم الفكرة وأعتقد أنها لن تعجبهم اليوم أيضا".

التعليقات