سورية: استمرار الاعتقال ضد مقربي مخلوف والليرة تتراجع

واصلت أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري، اليوم، الإثنين، حملة الاعتقالات التي شنّتها ضد مقرّبي رجل الأعمال وابن خال الرئيس، بشار الأسد، رامي مخلوف.

سورية: استمرار الاعتقال ضد مقربي مخلوف والليرة تتراجع

مخلوف في التسجيل (تصوير شاشة)

واصلت أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري، اليوم، الإثنين، حملة الاعتقالات التي شنّتها ضد مقرّبي رجل الأعمال وابن خال الرئيس، بشار الأسد، رامي مخلوف.

وبحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان (ومقرّه لندن)، فامتدت الحملة ضد مديري وتقنيّي عملاقة الاتصالات السورية، "سيرياتيل"، في دمشق واللاذقية وحمص وحلب وطرطوس.

واعتقلت أجهزة الأمن السورية، مدعومة بقوات روسية، 7 مدراء، بعدما اعتقلت أمس، الأحد، 27 موظفًا.

في الوقت ذاته، بدأت استخبارات النظام والشرطة الروسية بحملة اعتقالات لمديري وموظفي "جمعية البستان" التي يملكها مخلوف، أيضًا، "وذلك في إطار استمرار الضغط الروسي على مخلوف وتضييق الخناق عليه أكثر فأكثر"، بحسب ما ذكر المرصد.

ونفى المرصد الأنباء التي تحدّثت عن اعتقال مخلوف نفسه أو شقيقه من قبل استخبارات النظام السوري والروس حتى صباح الإثنين..

وألقت حملة الاعتقالات هذه، كونها ضد أهم رجل أعمال مقرّب من السلطات، بظلالها على سعر صرف الليرة السورية، التي تراجعت قيمتها أمام العملات الأجنبية في السوق السوداء، ليصل سعر صرف الدولار الواحد إلى 1340 ليرة سورية، فيما بلغ سعر اليورو الواحد 1476 ليرة.

ومساء أمس، الأحد، اعتقلت أجهزة النظام الأمنية أكثر من 28 من مديري وتقنيي شركة "سيرياتيل"، بحسب المرصد، الذي أضاف أن موظفي وتقنيي شركة "سيرياتيل منعوا من الدخول إلى أبراج الاتصالات لمدة 3 أسابيع على الأقل، بعد أن كانت عملية دخولهم إلى تلك الأبراج اعتيادية بموافقة أمنية تلقائية.

ولفت المرصد إلى أنّ هذه التطورات تأتي "بعد الإصرار الروسي على الاستحواذ على شركة ‘سيرياتيل‘ وعزل ابن خال رئيس النظام السوري، كما أن هناك مخاوف كبيرة في أوساط الموالين للنظام السوري من تداعيات القضية وانهيار الوضع الاقتصادي، نظرًا لأن هناك عشرات الآلاف يعملون ضمن شركات مخلوف، بينما يؤكد المرصد السوري بأن الأسماء التي جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي للمعتقلين من شركة ‘سيرياتيل‘، تعود لأشخاص كانوا يعملون سابقًا في الشركة وانفصلوا عنها قبل أشهر".

وخرج مخلوف، أمس، الأحد، خرج أبرز رجل أعمال في سورية، رامي مخلوف، بشريط فيديو عبر صفحته على "فيسبوك" لـ"التظلم" على مطالبة النظام السوري له بدفع مبالغ طائلة يعتبرها مستحقة عليه من العام الماضي، في استمرار للتصدع الداخلي للنظام على ما يبدو.

ويأتي ذلك بعدما نشر مخلوف الأسبوع الماضي، فيديو آخر، صوّر نفسه كضحية أمام حليفه (السابق على ما يبدو)، نظام الرئيس بشّار الأسد، قريبه، ولكن المقطع الذي نشره اليوم يبرز تغيرا في توجه مخلوف من التوسل نحو ما يُشبه التهديد.

وقال مخلوف في الفيديو إن "الضغوطات قد بدأت اليوم بطريقة غير مقبولة وبشكل غير إنساني للأسف"، مشيرا إلى تصعيد النظام ضده، وذلك تباعا لتقارير صحافية أخرى رجحت أن النظام سيصّعد ضد مخلوف لأنه "لا يقبل مثل هذا التحدي المباشر" بعد صدور الفيديو الأول.

وادعى مخلوف أن أجهزة النظام الأمنية قد بدأت باعتقال موظفي شركاته ومديريها، رغم أنه، وكما يزعم، كان "أكبر داعم لهذه الأجهزة، وأكبر خادم لهم، وأكبر راع لها أثناء الحرب".

وفي تحول من نبرة "مناشدة" الأسد لـ"التدخل" وحل الأزمة، صعّد مخلوف قائلا: "هذه ليست لعبة، هذه مخاطرة" مؤكدا على أنه لن يقبل أن يُقصى من مكانه أو مكانته، في نبرة أشبه بالتهديد للأسد وحاشيته. واعتبر ملاحقته بمثابة "استخدام سلطة بغير مكانه، فالسلطة ليست لخدمة أنفسنا، بل لنخدم الناس".

التعليقات