روسيا: اعتراض 92% من الصواريخ الإسرائيلية خلال الهجوم الأخير في سورية

أعلن الجيش الروسي، أمس، الجمعة، أن قوات الدفاع الجوي التابعة لجيش النظام السوري، أسقطت 22 صاروخا من أصل 24، أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية خلال غارة جوية على أهداف في سورية.

روسيا: اعتراض 92% من الصواريخ الإسرائيلية خلال الهجوم الأخير في سورية

من هجمات إسرائيلية سابقة في سورية (أرشيفية - أ ف ب)

أعلن الجيش الروسي، أمس، الجمعة، أن قوات الدفاع الجوي التابعة لجيش النظام السوري، أسقطت 22 صاروخا من أصل 24، أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية خلال غارة جوية على أهداف في سورية.

وجاءت هذه التصريحات على لسان رئيس مركز المصالحة العسكري الروسي في سورية، الأدميرال فاديم كوليت، الذي قال إن "ست مقاتلات إسرائيلية استهدفت منشآت في محافظتي دمشق وحمص من المجال الجوي اللبناني في وقت متأخر، الخميس".

وأضاف أن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من اعتراض 22 من أصل 24 صاروخا أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية باستخدام منظومة دفاع جوي روسية من طرازي "بانتسير - إس"، و"بوك- إم 2".

وجاء بيان كوليت في أعقاب التقارير حول امتعاض روسي من الهجمات الإسرائيلية في سورية مؤخرًا، وما ورد في تقارير صحافية حول مراجعة للسياسات الروسية المتعلقة بالتعامل مع الهجمات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي على أهداف في سورية، وذلك في أعقاب المحادثات التي انطلقت بين الجانبين، الروسي والأميركي، وإمكانية فتح قنوات مباشرة بين الطرفين لتنسيق التحركات في سورية.

والشهر الماضي، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط'' السعودية، نقلاً عن مصادر في روسيا، بأن موسكو لم تعد تنوي غض النظر عن القصف المنتظم لمواقع جيش النظام السوري من قبل القوات الإسرائيلية.

وبحسب المصدر، ستزود موسكو النظام السوري بمعدات عسكرية أكثر تطورًا حتى يكون لديها القدرة على صد الهجمات العابرة للحدود، والتي تعللها إسرائيل، بتعزيز القوات الإيرانية غير النظامية مواقعها في أراضي الجارة سوريا.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية ("سانا") قد أوردت، ليلة الخميس - الجمعة الماضي، أن وحدات الدفاع الجوي السوري ردت على غارة جوية إسرائيلية استهدفت ريف دمشق ومحافظة حمص.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ 4 عناصر على الأقل من "حزب الله" اللبنانيّ، قتلوا من جرّاء "صواريخ إسرائيلية استهدفت مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية لحزب الله اللبناني في منطقة قارة بريف دمشق المتداخلة مع ريف حمص الجنوبي الغربي".

من جانبها، وصفت وسائل إعلام إسرائيلية الهجمات الأخيرة في دمشق وحمص بأنها "كبيرة وواسعة وكانت على صلة بجبهة أبعد"، بحسب ما جاء في الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، السبت.

وشنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على سورية، وكثفت خلال السنوات الماضية هجماتها الجوية، مستهدفة بشكل خاص مواقع لجيش النظام السوري وأهدافا إيرانية وما تزعم بأنها أسلحة يشتبه في إرسالها إلى "حزب الله" اللبناني.

وسبق لإسرائيل أن شكّكت في تصريحات لمسؤولين روس، الشهر الماضي، عن إحباطهم هجمات صاروخية إسرائيلية على سورية، ولم يأت هذا التشكيك مباشرًا، وإنما من خلال محللين عسكريين في وسائل الإعلام.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن التصريحات الروسية "فاجأت" جهاز الأمن الإسرائيلي، "ويبدو أن جزءا من الأنباء في روسيا ليست دقيقة، لكن مجرد الإدلاء بها يعكس عدم رضا من جانب روسيا، بعد فترة من الهدوء بين الجانبين".

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي ثلاثة هجمات في مناطق قريبة من مواقع تواجد عسكري روسي في وسط وشمال سورية، خلال الشهر الماضي. وترددت تقارير عن مقتل عنصر في الحرس الثوري الإيراني، وربما عنصر آخر من حزب الله، في هذه الهجمات.

وإثر ذلك، صرّح جنرال روسي بأن قواته تساعد قوات النظام السوري في إحباط هجمات إسرائيلية، وأن منظومة الدفاع الجوي الروسية نجحت في اعتراض صواريخ أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية باتجاه هدف في منطقة حمص.

وبحسب هرئيل، فإن "جهاز الأمن الإسرائيلي لا يتطرق بشكل مباشر إلى مصداقية الادعاءات الروسية الجديدة"، لكنه أضاف أن "لا علم لإسرائيل بحوار روسي – أميركي بهذا الخصوص ولا عدم ارتياح ظاهرًا في واشنطن من الهجمات الأخيرة".

وأضاف هرئيل "يبدو أن التصريح الروسي جاء ليعكس أمرين: قلقًا روسيًا من اقتراب الهجمات (الإسرائيلية) من مناطق تهمهم في سورية، والتأكيد على التزامهم تجاه النظام في دمشق بمساعدته بوسائل دفاعية".

بينما أشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، إلى أنه "في إسرائيل يعبرون عن تشككهم تجاه النشر بأن الروس غيروا سياستهم وبدأوا بمساعدة قوات نظام الأسد في إحباط هجمات جوية في سورية المنسوبة لسلاح الجو الإسرائيلي".

وأضاف ليف رام أنه "قبل أيام فقط، قال ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي إن منظومة التنسيق المشترك بين إسرائيل وروسيا، الذي يهدف إلى منع حدوث احتكاك بين الجيشين، مستمر بالعمل بشكل جيد مثلما كان في الماضي".

التعليقات