هل تعمد موسكو إلى تغيير سياستها إزاء الهجمات الإسرائيلية في سورية؟

ذكر تقرير صحافي، نشر اليوم، السبت، أن روسيا تراجع سياستها في ما يتعلق بالتعامل مع الهجمات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي على أهداف في سورية، وذلك في أعقاب المحادثات التي انطلقت بين الجانبين، الروسي والأميركي، وإمكانية فتح قنوات مباشرة بين الطرفين لتنسيق التحركات

هل تعمد موسكو إلى تغيير سياستها إزاء الهجمات الإسرائيلية في سورية؟

(أرشيفية - أ ب)

ذكر تقرير صحافي، نشر اليوم، السبت، أن روسيا تراجع سياستها في ما يتعلق بالتعامل مع الهجمات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي على أهداف في سورية، وذلك في أعقاب المحادثات التي انطلقت بين الجانبين، الروسي والأميركي، وإمكانية فتح قنوات مباشرة بين الطرفين لتنسيق التحركات في سورية.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عن مصادر روسية بإمكانية، تلويحها بإمكانية "إغلاق الأجواء السورية" أمام الطائرات الإسرائيلية، في ظل تكثيف الغارات على مواقع تابعة لإيران و"حزب الله" اللبناني في سورية، مشيرة إلى تغيير في اللهجة الرسمية لموسكو في التعامل مع الهجمات الإسرائيلية، وذلك "يعكس للتطورات على الأرض".

واستشهد التقرير بارتفاع فاعلية الدفاعات الجوية السورية في التصدي للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع في سورية، كما ركز على تغير اللهجة الرسمية الروسية في التعامل مع الضربات الجوية الإسرائيلية والتأكيد على أن الطيران الإسرائيلي نفذ هجماته دون اختراق الأجواء السورية، معتبرا أن الإسرائيليين استشعروا هذا التغيير في السياسات الروسية.

وأشار التقرير نقلا عن مصدر روسي مطلع إلى أن موسكو زودت النظام السوري بمعدات دفاع جوية حديثة، وقال إن الخبراء الروس يقومون بالإشراف الكامل على عمل هذه المعدات، معتبرا أن ذلك يفسر "تدمير كل الصواريخ المطلقة عمليا" خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، و"التحول النوعي في فعالية تعامل الدفاعات الجوية السورية مع الهجمات الإسرائيلية في المرتين الأخيرتين".

وربط المصدر التغيير الروسي المزعوم "بالمحادثات التي انطلقت مع الولايات المتحدة في أعقاب القمة الأولى التي جمعت الرئيسين بوتين وبايدن الشهر الماضي" في فيينا. وأضاف أن "موسكو كانت تحسب ردات فعلها في السابق لأن تل أبيب تنسق كل تحركاتها مع واشنطن، في حين أن قنوات الاتصال الروسية مع واشنطن كانت مقطوعة".

وتابع "بدا من الاتصالات (الروسية - الأميركية) الجارية أن موسكو حصلت على تأكيد أن واشنطن لا ترحب بالغارات الإسرائيلية المتواصلة". واعتبر المصدر أن فتح قنوات الحوار بين موسكو وواشنطن "أزال عمليا عقبة أساسية كانت تعترض تعامل موسكو مع ملف حماية المجال الجوي السوري"

ولفت التقرير إلى أن الخبراء الروس "لم يشاركوا في السابق في صد هجمات إسرائيلية"، مدعيا أنهم يقومون حاليا بمساعدة النظام السوري في هذه المهام. ورأى أن "التطور حمل رسائل مباشرة إلى الإسرائيليين بأن الوضع تغير ولا بد من التعامل مع الواقع الجديد على الأرض".

وشدد المصدر الروسي على أن "الإسرائيليين شعروا أنه تم تفعيل الدفاعات الجوية في سورية، وحقيقة أنه تم تدمير كل الصواريخ المطلقة عمليا، تفيد بتغير أساسي في آليات التعامل مع هذا الملف"، وأشار إلى أن الطيران الإسرائيلي "لم يعد منذ وقت يدخل المجال الجوي السوري، ويقوم بتنفيذ الهجمات من أراض مجاورة، وهذه الهجمات لم تعد لها فعالية كبيرة لأن شبكة المضادات الجوية السورية تم تعزيزها أخيرا".

وبحسب الصحيفة فإن "التحول النوعي في التعامل الروسي مع الهجمات الإسرائيلية"، يشمل "كل الأهداف المحتملة داخل الأراضي السورية". بما في ذلك المواقع التابعة لإيران أو للقوات الموالية لها، بالإضافة إلى مواقع "حزب الله" اللبناني، فضلا عن مواقع قوات النظام السوري.

وعلى خلاف السياسة التي سارت عليها خلال السنوات الماضية، علّقت روسيا مؤخرا على ضربتين عسكريتين قالت إن إسرائيل استهدفت بهما مواقع عسكرية داخل سورية، وهو الاستهداف الذي أعلنه النظام السوري، وأكده "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وجاء التعليق الروسي ضمن بيانين منفصلين أصدرتهما وزارة الدفاع الروسية بشأن ضربتين، الأولى استهدفت منطقة السفيرة بريف محافظة حلب، والثانية طالت مواقع في منطقة القصير بريف محافظة حمص.

وقالت الوزارة في بياناتها إن منظومتي الدفاع الجوي الروسيتين (بانتسير وبوك)، اللتين تمتلكهما قوات النظام السوري أسقطتا "معظم الصواريخ الإسرائيلية"، التي تتوزع على 4 في ريف حمص و8 بريف حلب.

وبدا لافتا من البيايين الأخيرين الصادرين عن وزارة الدفاع الروسية، النبرة الجديدة التي حاولت موسكو تمريرها في البيانين؛ إذ أنه في الوقت الذي أشادت فيه الوزارة بعمل منظوماتها الجوية، ركزت على المناطق التي خرج منها القصف، أولا من الأجواء اللبنانية، وثانيا من منطقة التنف الواقعة على المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق.

التعليقات