إطلاق عناصر من البعث النار على المحتجين ضد النظام في السويداء

أطلقت عناصر مسلحة متمركزة على أسطح فرع حزب البعث في السويداء جنوبي سورية، النار، اليوم الأربعاء، على مجموعة من المتظاهرين أثناء توجههم برفقة رجال دين إلى مبنى فرع الحزب، في ظل استمرار الاحتجاجات بالمحافظة ضد النظام السوري.

إطلاق عناصر من البعث النار على المحتجين ضد النظام في السويداء

من الاحتجاجات في السويداء، 23 آب الماضي (Getty Images)

أكد ناشطون وصحافيون في سورية، اليوم الأربعاء، أنه تم إطلاق النار على محتجين مناهضين للنظام في مدينة السويداء، جنوبي البلاد، في أول رصد لاستخدام العنف ضد الاحتجاجات المندلعة منذ أسابيع.

واتهم المحتجون، الذين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بتنحي رئيس النظام، بشار الأسد، بسبب تدهور الظروف المعيشية، أعضاء في حزب البعث بإطلاق النيران على المتظاهرين. جاء ذلك بحسب ما أوردت وكالة "رويترز" وذكرت تقارير محلية.

وفي مقطع فيديو نشرته شبكة "السويداء 24"، ظهر محتجون يفرون من مدخل مبنى بينما أمكن سماع وابل من الرصاص في الخلفية. وذكر الوصف المصاحب لمقطع الفيديو أن المبنى هو مقر حزب البعث في المدينة، وأن المتظاهرين كانوا يحاولون إغلاقه.

وأغلق المحتجون المبنى مؤقتا في أواخر آب/ أغسطس الماضي. وأضافت "السويداء 24" أن ثلاثة أشخاص أصيبوا ويتلقون العلاج في المستشفيات، فيما أكدت مصادر محلية أن عناصر مسلحة متمركزة على أسطح فرع حزب، أطلقت النار على مجموعة من المتظاهرين أثناء توجههم برفقة رجال دين إلى المبنى.

ووردت معلومات حول دخول الموظفين إلى مبنى الحزب، في ظل استمرار الاحتجاجات بالمحافظة ضد النظام السوري. ورصد "العربي الجديد" عملية إطلاق النار أسفرت عن إصابة شابين، قالت إن "أحدهما من المتظاهرين السلميين، والآخر كان يستقل مركبته الخاصة ويسافر على الطريق المقابل للمبنى".

وبحسب شبكة "الراصد" المحلية، فإن وفودًا من أهالي المحافظة توجهت نحو دارة الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، لاتخاذ الإجراءات المناسبة، مطالبين الشبان المنتفضين بضبط النفس، وعدم الانجرار وراء الفتنة الأمنية الرامية لإراقة الدماء وإعادة التجربة السورية على مدى اثني عشر عاماً، على حدّ تعبيرهم.

بدروه، حمّل الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سورية، الشيخ حكمت الهجري، "الدوائر الأمنية الفاسدة" المسؤولية عن الحادث، الذي قال إنه لن يردع المحتجين. وقال الهجري إن "أهم شيء ضبط النفس، نحن على حق، مطالبنا ما راح نتنازل عنها، الشارع إلنا (لنا)، راح نبقى يوم، يومين، وشهر وشهرين، وسنوات".

واستجاب زعماء الطائفة الدرزية في الماضي لدعوات النظام للتهدئة ونزع فتيل الاحتجاجات. لكن دعمهم للتجمعات الحاشدة المعارضة في الآونة الأخيرة، شجع الأهالي، الذين كانوا على هامش الأحداث، على الانضمام إلى الاحتجاجات، وفقا للمنظمين والناشطين.

وكانت الاحتجاجات العلنية ضد نظام الأسد، أمرا نادر الحدوث في المناطق التي يسيطر عليها حتى قرر النظام رفع الدعم عن الوقود الشهر الماضي، مما أشعل فتيل احتجاجات جديدة تمركزت في السويداء.

واندلع الصراع في سورية عام 2011 بعد قمع الثورة على نظام الأسد في جنوب البلاد، وتحولها إلى صراع مسلح خلف مئات الآلاف من القتلى وتسببت في نزوح الملايين.

واستعاد الأسد معظم المناطق بدعم من حليفتيه روسيا وإيران. لكن الاقتصاد السوري ما زال في حالة متدهورة وزادت الاحتياجات الإنسانية على الرغم من أن الأوضاع أهدأ عند الخطوط الأمامية.

التعليقات