الأطلسي يقصف أهدافا في طرابلس، ويرسل بثا إذاعية عبر خطوط الجيش الليبي

قارب فيه دمى ملابس ومتفجرات يتجه نحو ميناء مصراتة، والأطليس يعتبره فخا * معركة بين الثوار وسكان بلدة الريانية الموالية للقذافي * الأطلسي يرسل بثا إذاعيا عبر ترددات اللاسلكي الخاصة بقوات القذافي لحثهم على تركه

الأطلسي يقصف أهدافا في طرابلس، ويرسل بثا إذاعية عبر خطوط الجيش الليبي

 

 

 قال التلفزيون الليبي الرسمي، يوم الاثنين، إن قوات حلف شمال الأطلسي، قصفت أهدافا مدنية وعسكرية في طرابلس، وقصر بن غشير، القريبة منها، وسببت أضرارا مادية وبشرية.

ونقل التلفزيون النبأ الذي ظهر مكتوبا على الشاشة عن مصدر عسكري، دون أن يذكر تفاصيل.. وسمع دوي انفجارات في وسط طرابلس، مساء يوم الاثنين.

قارب فيه دمى ملابس ومتفجرات يتجه نحو ميناء مصراتة، والأطليس يعتبره فخا

من جهة أخرى، قال حلف شمال الأطلسي، إن سفنه الحربية عثرت على متفجرات ودمى تستخدم لعرض الملابس في قارب ليبي، قبالة سواحل ميناء مصراتة يوم الاثنين، فيما يعتقد الحلف أنه حيلة من جانب قوات معمر القذافي لنصب فخ للسفن وتدميرها.

وجاء في بيان لحلف شمال الأطلسي، أن القارب كان مهجورا، عندما تقدمت قوات الحلف لفحص قاربين لهما هيكل من الصلب، يملآن بالهواء، كانا في طريقهما إلى الميناء الذي تسيطر عليه قوات الثورة الليبية، وقد فر القارب الثاني منطلقا بسرعة كبيرة.

وقال البيان: "استدعي فريق لإبطال مفعول المتفجرات من سفينة حليفة لفحص القارب المهجور.. واكتشفت كمية كبيرة من المتفجرات (نحو طن)، ودميتان تماثلان هيئة البشر."

وقال مسؤول في الحلف: "وضعتا هناك فيما يبدو لتبدوا على هيئة شخصين لاجتذاب سفن، ويمكن حينها تفجير المتفجرات"، وذكر المسؤول أن سفينة تابعة للحلف دمرت القارب بإطلاق النار عليه، وأمكن رؤية الانفجار على بعد 12 ميلا بحريا.. وكانت قوات موالية للقذافي وضعت الشهر الماضي، ألغاما في مداخل ميناء مصراتة.

وأضاف البيان: "لكن هذا هو أول دليل على محاولة استخدام عبوة ناسفة بدائي، في شرك على شكل دمى تماثل هيئة البشر، لتهديد حركة السفن التجارية والمساعدات الانسانية."

وتشارك 20 سفينة تابعة لحلف الأطلسي في دوريات بوسط البحر المتوسط، لإنفاذ حظر فرضته الأمم المتحدة على توريد السلاح لليبيا.

معركة بين الثوار وسكان بلدة الريانية الموالية للقذافي

ووقعت معركة الأسبوع الماضي قرب بلدة الزنتان، التي يسيطر عليها الثوار، والتي يرى بعض المراقبين أنها قد تكشف الكثير عن مستقبل ليبيا، أكثر مما تكشف عن حاضرها، إذ أنه ما بدأ كعملية للثوار لقطع طريق تستخدمه قوات موالية لمعمر القذافي، انتهى بتبادل لإطلاق النار، قتل ستة على الأقل من القوار، وأصاب اكثر من 30 آخرين.

ويقول الثوار إنهم لم يكونوا يقاتلون قوات القذافي فقط، وإنما أيضا سكان بلدة الرياينة الموالية للزعيم الليبي، وهؤلاء هم الجيران الذين سيكون عليهم إذا ما انتهى الصراع الحالي، أن يجدوا طريقة للعيش سويا مرة أخرى.. وإذا فشلوا في ذلك، فقد تتحول الانتفاضة ضد حكم القذافي في ليبيا إلى حرب قبلية.

وقال مقاتل معارض شاب في الزنتان عن الاشتباك في الرياينة: "لا أحد يحب ما حدث بالأمس"، وأضاف: "يحاول القذافي أن يجعلنا نحارب بعضنا البعض."

ولا يعبر القتال في الرياينة الواقعة على مسافة 15 كيلومترا شرقي الزنتان، عن حالة الحرب التي بدأت قبل شهرين، ولا عمن قد ينتصر فيها، لكنه يمكن أن ينبيء عن المشاكل المستقبلية.

وبالقرب من الزنتان، وهي قاعدة لعمليات الثوار في الجبل الغربي، تعتبر الرياينة، ومجموعة من البلدات والقرى، مؤيدة للقوات الموالية للقذافي، التي تعيش بينهم، وتقصف البلدات التي يسيطر عليها الثوار.

وفي هذا المكان الخاص من الجبهة الغربية في الصراع المندلع في ليبيا، توجد بادرات على التنافس القبلي، والشكاوى التي غالبا ما تظهر حين ينهار نظام للحكم المستبد.

وفي بلدة "كاباو" الأمازيغية، في الطرف الغربي من السلسلة الجبلية، يشير العقيد طارق زنبو، إلى بلدة في السهول الصحراوية، حيث تتمركز القوات الموالية للقذافي.. ويقول إن الحكومة جلبت سكانها من موريتانيا والجزائر، قال: "أعطاهم القذافي المساكن ودعمهم كي يسيطر علينا"، وأضاف: "ليسوا ليبيين أصلا."

ويوجد في ليبيا أكثر من 140 قبيلة وعشيرة مختلفة، تمثل أساس المنظومة الاجتماعية في ظل الغياب شبه الكامل للحياة السياسية والمجتمع المدني.

وبنى القذافي نظاما يعتمد على الامتيازات، والمحسوبية، والتضامن القبلي، وتفضيل طرف على آخر لشراء الولاء،  ويقول إن حربا قبلية ستندلع إذا ما أُطيح به.

الأطلسي يرسل بثا إذاعيا عبر ترددات اللاسلكي الخاصة بقوات القذافي لحثهم على تركه

وفي سياق آخر، بدأ حلف شمال الأطلسي بإرسال إذاعي إلى القوات الموالية لمعمر القذافي، على ترددات اللاسلكي الخاصة بالجيش الليبي، يقول لهم فيها إن المرتزقة الأجانب يغتصبون أهلهم، ويحثهم على التخلي عن القتال.. ويقول البث: "ليس من حق أحد أن يجعل حياة شعبه عذابا مقيما."

ويضيف: "كفوا عن قتال شعبكم"، قائلا إن القيادة الليبية فقدت السيطرة، وتجند مرتزقة من غير الليبيين، "وتسمح لهم باغتصاب أهلكم".

وخطر التعرض للاغتصاب، ودور المرتزقة الأجانب، من الموضوعات التي تتكرر على ألسنة اللاجئين الذين فروا من القتال في الجبل الغربي، ومقاتلي الثورة الذين بقوا هناك.

وتنفي الحكومة الليبية أنها تجند مرتزقة، وتقول إن قواتها لا تستهدف المدنيين.. ويقول المسؤولون إنهم يقاتلون عصابات اجرامية مسلحة، ومتشددي القاعدة، الذين يحاولون تدمير البلاد.

وقال مسؤول في حلف الأطلسي حول البث الإذاعي: "حلف شمال الأطلسي يتحرك بتقدير للمسؤولية، عندما يطلب من الشعب الليبي من خلال تصريحات عامة أن يضمن بقاء السكان المدنيين في مأمن قدر الإمكان."

تقول الرسالة، التي تبث باللغتين الانجليزية والعربية باللهجة العراقية: "عندكم بديل.. بناء ليبيا بلدا ينعم بالسلام من أجل أسركم، ومن أجل مستقبل أفضل لبلدكم"، وإلا فستستمر الغارات الجوية التي بدأت في 19 مارس / آذار.

ويرد ضمن البث صوت امرأة تقول: "لماذا يا بني لماذا تقتل أهلك؟"، ويقول طفل باكيا: "أبي عد إلى البيت.. كف عن القتال."

التعليقات