تفاصيل سقوط باب العزيزية السريع.. ثلاثاء نصر الثورة الليبية في طرابلس

قال رئيس المجلس العسكري لثوار طرابلس، عبد الحكيم بالحاج، إن النصر والحسم العسكري ضد نظام العقيد معمر القذافي قد تحقق، وإن صفحة جديدة في تاريخ ليبيا قد فتحت. وكان ثوار ليبيا تمكنوا اليوم الثلاثاء من السيطرة على مجمع باب العزيزية، في خطوة كبيرة لبسط سيطرة كاملة على العاصمة طرابلس، ودخلوا إلى ما يسمى "بيت الصمود"، ورفعوا علم الثورة فوقه، وهو المكان الذي اعتاد القذافي إلقاء خطاباته منذ اندلاع الثورة يوم 17 فبراير/شباط الماضي، كما حطموا الرموز العامة لحكم القذافي، في وقت بات مصير العقيد مجهولا.

تفاصيل سقوط باب العزيزية السريع.. ثلاثاء نصر الثورة الليبية في طرابلس

الثوار يسيطرون على حي أبو سليم، أحد أهم معاقل القذافي بطرابلس * الثوار لم يواجهوا مقاومة كبيرة عند اقتحامهم باب العزيزية * المدنيون الليبيون تدفقوا إلى باب العزيزية بأعداد كبيرة * الثوار توجهوا بالآلاف نحو مقر القذافي، وحاصروه واشتبكوا مع قواته بعنف * الثوار توقعوا معارك طاحنة وتحصينات كبيرة وتفخيخات داخل باب العزيزية * باب العزيزية.. الدّولة بما فيها * هدوء ساد الأحياء التي سيطر عليها الثوار في طرابلس عشية اقتحام باب العزيزية * الثوار سيطروا على ميناء راس لانوف النفطي * قطع إمدادات للقذافي كانت متجهة من سرت إلى طرابلس * السيطرة على البريقة وعدد من البلدات الأخرى * تونس تغلق حدودها مع ليبيا مفاوضات لتسليم إدارة معبر رأس جدير للثوار سلميًّا النظام الليبي خطط لتفجير سفارة قطر بتونس "الجيش التونسي متأهب لمنع تسلل فرار مسؤلوين ليبيين" بن نصر ينفي دخول رئيس الوزراء الليبي ومسؤول الاعلام بنظام القذافي إلى تونس "الثوار يريدون محاكمة القذافي وسيف الاسلام والسنوسي في ليبيا".

 .............................................................................................

قال رئيس المجلس العسكري لثوار طرابلس، عبد الحكيم بالحاج، إن النصر والحسم العسكري ضد نظام العقيد معمر القذافي قد تحقق، وإن صفحة جديدة في تاريخ ليبيا قد فتحت.

وكان ثوار ليبيا تمكنوا اليوم الثلاثاء من السيطرة على مجمع باب العزيزية، في خطوة كبيرة لبسط سيطرة كاملة على العاصمة طرابلس، ودخلوا إلى ما يسمى "بيت الصمود"، ورفعوا علم الثورة فوقه، وهو المكان الذي اعتاد القذافي إلقاء خطاباته منذ اندلاع الثورة يوم 17 فبراير/شباط الماضي، كما حطموا الرموز العامة لحكم القذافي، في وقت بات مصير العقيد مجهولا.

وتصاعد عمود من الدخان الأسود في الجو فوق المجمع، مع دخول عشرات من مقاتلي الثورة المدججين بالسلاح وبعض المدنيين العزل المجمع، بينما تعالت أصواتهم بالهتاف، وقد مزق أحد المقاتلين صورة كبيرة للقذافي، بينما حاول آخرون إسقاط تمثال ليد تسحق طائرة مقاتلة.

وأكدت مصادر للثوار عدم وجود أي أثر للعقيد الليبي معمر القذافي أو أحد من أولاده داخل المجمع.

وتمكن الثوار من دخول بيت الضيافة الخاص بالقذافي، حيث قاموا بتحطيم النصب الذي أقامه بعد الغارات الأمريكية على مجمعه الحصين في عام 1986.

أما رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، فقد قال وفقا للعربية، إنه من المبكر القول إن معركة طرابلس انتهت، والثوار ما زالوا يقومون بتمشيط باب العزيزية بحثا عن القذافي، وهم سيدخلون مدينة سرت ليس للانتقام أو الثأر، بل لرفع الحصار عن أهلها، وأضاف:  "نحن ذاهبون إليهم بكل محبة للالتحام معهام في تحقيق أهداف الثورة المباركة."

الثوار يسيطرون على حي أبو سليم، أحد أهم معاقل القذافي بطرابلس

وقال متحدث باسم الثورة إن الثوار تمكنوا من السيطرة على حي أبو سليم في وقت متأخر يوم الثلاثاء، مشيرا إلى أنه أحد معاقل الدعم الرئيسية لمعمر القذافي في العاصمة طرابلس.

وقال العقيد أحمد باني لتلفزيون العربية، إن الثوار يعتقدون أنه من المحتمل أن يكون القذافي مختبئًا في واحد من مخابىء كثيرة في طرابلس.

ويصف مسؤولو الحكومة الليبية سكان حي أبو سليم بأنهم مؤيدون متحمسون للقذافي، رغم أن الصحفيين الذين زاروا الحي حين كانت المدينة ما تزال تحت سيطرته، وقالوا إن البعض كانوا يعبرون عن آراء متناقضة بشأن الرجل.


(العقيد أحمد باني - متحدث باسم الثورة الليبية) 

وقال باني إن القذافي قد يكون مختبئا في إحدى "الحفر" في طرابلس، وأضاف أن العثور عليه سيستغرق وقتا طويلا.

وأوضح باني أن المجلس الانتقالي سينقل مقره إلى العاصمة طرابلس من معقله بنغازي في شرق البلاد خلال يومين.

وقالت قناة الجزيرة الفضائية في وقت متأخر يوم الثلاثاء، إن الثوار يسيطرون الآن بصورة كاملة على مطار طرابلس.

بالحاج: الثوار استولوا على أسلحة وسيارات مصفحة في باب العزيزية وأسروا أفرادًا من الكتائب

وفي لقاء خاص مع الجزيرة من داخل باب العزيزية، أجري في وقت سابق، أوضح بالحاج، الذي قاد عملية اقتحام باب العزيزية، أن الثوار أحكموا السيطرة على نحو 90% من مجمع باب العزيزية، وأنهم استولوا على أسلحة قناصة وسيارات مصفحة من مقر القذافي.

وأضاف أن الثوار أسروا عددا من أفراد كتائب القذافي بعد أن اقتحموا المبنى من أربعة محاور، حيث انهارت دفاعات الكتائب بسرعة، مشيرا إلى أن عددا من عناصر الكتائب فروا إلى حي أبو سليم وأن الثوار يلاحقونهم.

كما ذكر أحد الثوار أن الاقتحام الأول لمجمع باب العزيزية تم من الجهة الشرقية، التي منها دخول الضيوف الرسميين للقذافي، وأنهم باشروا بتفتيش مقر العقيد غرفة غرفة.

وجاء في بث تلفزيوني مباشر، أن أصوات هتافات وأبواق سيارات سمعت في المنطقة احتفالا على ما يبدو.

"الليبيون مطالبون بتقديم نموذج ناصع في الانضباط والتحلي بالمسؤولية"

ودعا بالحاج الثوار إلى ضبط النفس، والاستعداد إلى معركة بناء بلدهم، بعد أن حسموا معركة تحريرها عسكريا، على حد قوله، وأضاف أن المعركة العسكرية حسمت الآن، والأهم هو الحفاظ على الأمن في طرابلس.

وقال إن الليبيين مطالبون الآن بتقديم نموذج ناصع في الانضباط والتحلي بالمسؤولية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد.

وكان الثوار دخلوا إلى باب العزيزية بعد ساعات من حصاره أثناء نهار اليوم، واشتباكات عنيفة مع كتائب القذافي، وفي أعقاب قصف طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لأهداف داخل ذلك المجمع المحصن.

الثوار لم يواجهوا مقاومة كبيرة عند اقتحامهم باب العزيزية

وفي تفاصيل أخرى عن اقتحام باب العزيزية، قال بلحاج الذي قاد تلك العملية إن الدخول إلى المجمع تم من خلال أربعة محاور، وإن الثوار لم يواجهوا مقاومة كبيرة من طرف الكتائب التابعة للقذافي، وتمكنوا من أسر عدد من أفرادها والاستحواذ على أسلحة قناصة ومصفحات.

وداخل المجمع ردد الثوار وعدد كبير من المدنيين، الذين هبوا بأعداد كبيرة إلى المكان، عبارات وشعارات تعبيرا عن فرحة عارمة بإسقاط نظام القذافي، وقال بعضهم "نظام الطاغية انتهى".

وأفادت قناة الجزيرة، نقلا عن مراسلها عبد العظيم محمد، من داخل مجمع باب العزيزية، بأن الثوار بسطوا سيطرة شبه كاملة عليه، وأن مشاهد الدمار هي السائدة داخل المجمع الذي كان يعتقد أن القذافي وعددا من أفراد عائلته يتحصنون به.

المدنيون الليبيون تدفقوا إلى باب العزيزية بأعداد كبيرة

وفي وقت سابق قال المراسل، إنه في أعقاب اقتحام المجمع، سادت حالة من الفوضى جراء توافد أعداد كبيرة من المدنيين عليه، وشوهد بعضهم يحملون أغراضا (تلفزيون، تماثيل، هدايا..) من داخل المجمع، وشوهد أحدهم يحمل تلفازا ويقول إنه ملك الشعب الليبي.

وعزا المراسل ذلك الاندفاع العارم للمدنيين نحو المجمع، إلى فضول سكان طرابلس وبقية الليبيين لاكتشاف ذلك المكان الذي كان محاطا بهالة كبيرة طيلة عقود حكم القذافي للبلاد.

وأثناء تغطية الجزيرة المباشرة لسيطرة الثوار على باب العزيزية، أصيب أحد مرافقي مراسلها، عبد العظيم محمد، برصاصة في كتفه، أدت إلى جروح بسيطة، ولم يعرف مصدر تلك الرصاصة، وقد رد الثوار على ذلك بإطلاق النار في عدة اتجاهات.

الثوار توجهوا بالآلاف نحو مقر القذافي وحاصروه

وتمهيدا للاقتحام الشامل، قام  آلاف الثوار الليبيين بالتوجه نحو المجمع، قادمين من الجبل الغربي، ومن طرابلس، ومدن أخرى، وقد تقدموا على متن مئات السيارات، واستقدموا أسلحة ثقيلة.

كما استقدم الثوار الاثنين ما لا يقل عن 500 مقاتل من مصراته، ومئات الآليات المحملة بالعتاد، وبين المقاتلين كثيرون ممن خبروا قتال قوات القذافي.

وأضاف المراسل أن محيط المجمع شهد تبادلا لإطلاق النار بين الثوار ومسلحين متحصنين داخل المجمع، استعمل فيه الطرفان قذائف آر بي جي، ومضادات أرضية، وتحدث عن اقتحام الثوار لبعض بوابات المجمع.

وفي المراحل الأولى للعملية، اقتحم الثوار أولى بوابات ذلك المجمع المحصن، وكان الناتو قد قصف الثلاثاء المجمع، ممهّدًا الطريق أمام الثوار من أجل اقتحام شامل له.

وقبل اقتحام المجمع، شدد وزير خارجية فرنسا، آلان جوبيه، على ضرورة مواصلة الناتو عملياته حتى النهاية، وأضاف أن بالإمكان القول إن سقوط القذافي قد تم.

وأضاف أن الانتصار في ليبيا ليس كاملا بعد، بسبب وجود بعض جيوب المقاومة، وهو ما يتطلب مواصلة الضغط على القذافي.

وقبل الاقتحام بعدة ساعات، تحدث مراسل وكالة الأنباء الفرنسية عن حصول اشتباكات في محيط باب العزيزية وصفها بالعنيفة، كما سبقه تحليق طائرات تابعة للناتو.

توقعات لم تتحقق لمعارك طاحنة وتحصينات كبيرة وتفخيخات داخل باب العزيزية

وكان الثوار، وفق ما أعلن في وقت سابق، في انتظار أوامر من قادتهم لبدء الهجوم النهائي على المجمع، ونقلت الجزيرة عن بعض الثوار، أنهم يعتقدون أن دفاعات باب العزيزية ضعيفة، مع أن بعض مصادر الثوار تقدر أن عدد القوات المتحصنة في المجمع ربما يصل إلى 3000 فرد مجهزين بأسلحة ثقيلة، بينها دبابات.

وقد حذرت عدة أطراف ليبية من أن يكون مجمع العزيزية مفخخا بالقنابل، والمتفجرات، والكمائن، لصد الثوار بطريقة قد تسبب مقتل عدد كبير منهم، وبالتالي إفساد فرحة النصر الذي بدأ الأحد الماضي بدخول الثوار إلى طرابلس وبسط سيطرة شبه كاملة عليها.

وكان أبو بكر المصراتي، وهو أحد الثوار المشاركين في عمليات طرابلس، قد قال للجزيرة إنه تم القبض على ثلاثة من القناصة، كانوا يطلقون النار من إحدى البنايات وسط طرابلس، التي يسيطر الثوار على معظم أحيائها.

وقال الثوار، إن مقاتلي الكتائب أطلقوا أمس نيران أسلحة ثقيلة من داخل المجمع في حي سيدي خليفة المجاور، مما أدى إلى إصابات بصفوف المدنيين.

وتوقع عبد الحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي ليلة الاثنين - الثلاثاء، في تصريحات للجزيرة، معارك ضارية حول المجمع، ولكن هذا لم يحصل، وسقط مقر القذافي بسرعة وسهولة بيد الثوار.

باب العزيزية.. الدّولة بما فيها

وباب العزيزية هو قاعدة عسكرية جنوب العاصمة الليبية طرابلس، وكانت المقر الرئيسي للعقيد معمر القذافي، وفيها بيته إلى جانب عدد من الثكنات العسكرية والأمنية، حيث كانت ترابط فيها الكتائب التي يقود أغلبها أبناء القذافي شخصيًّا.

وأقيمت هذه القلعة شديدة التحصين على مساحة ستة كيلومترات مربعة، في موقع استراتيجي جنوبي طرابلس، لتكون قريبة من جميع المصالح الرسمية في العاصمة، وبجوار الطريق السريع المؤدي إلى مطار طرابلس، كما تتحدث بعض المصادر أن غرف التحكم بجميع شبكات الاتصالات موجودة في هذه القاعدة.

وعرفت قاعدة باب العزيزية على أنها أشد المواقع الليبية تحصينًا على الإطلاق، فهي محاطة بثلاثة أسوار اسمنتية مضادة للقذائف، إضافة إلى ضمها أكثر التشكيلات العسكرية والأمنية تطورًا من حيث التدريب والتسليح.

هدوء ساد الأحياء التي سيطر عليها الثوار في طرابلس عشية اقتحام باب العزيزية

وكان الثوار بطرابلس قد أعلنوا أنهم سيطروا على معظم أحياء العاصمة، لكنهم لم يتمكنوا وقتذاك من دخول مناطق في حيي أبو سليم، والهضبة الخضراء، ومجمع باب العزيزية، ومرافق قريبة منه، مثل فندق "ركسوس"، الذي يقيم فيه الصحفيون الأجانب، ويسيطر عليه حتى ليلة الاثنين - الثلاثاء مسلحون موالون للقذافي.

وقالت الناشطة أسماء الطرابلسي وفقا للجزيرة، صباح الثلاثاء، إن الوضع آمن وهادئ في الأحياء التي دخلها الثوار، مثل سوق الجمعة، وتاجوراء، وفاشلوم، والتي أقيمت فيها نقاط تفتيش كثيرة.

الثوار سيطروا على ميناء راس لانوف النفطي

كما قال محمد الزواوي، وهو متحدث أيضًا باسم الثورة، إن الثوار سيطروا على ميناء راس لانوف النفطي، بعد انسحاب القوات الموالية للقذافي غربا، نحو بلدة سرت، مسقط رأس القذافي.

وقال المتحدث إن الثورة سيطرت على راس لانوف، وإن قوات القذافي فرت إلى الوادي الأحمر في اتجاه سرت.

وذكر الزواوي أن المنشات النفطية في راس لانوف لم تلحق بها أضرار، وأن الأضرار الوحيدة التي وقعت في البريقة، التي سيطر عليها الثوار يوم الاثنين، وقد لحقت بصهريج للتخزين، اشتعلت فيه النار، وأن قوات الثورة تعمل على إخماد الحريق.

قطع إمدادات للقذافي كانت متجهة من سرت إلى طرابلس

وأعلن ثوار مصراتة بالتزامن مع الهجوم على باب العزيزية، أنهم تصدوا لرتل حافلات قادمة من سرت، كانت تنقل مئات المقاتلين المؤيدين للقذافي.

وكان هؤلاء في طريقهم إلى مدينة بني وليد، ومنها إلى طرابلس، إلا أن ثوار مصراتة اعترضوهم قرب منطقة السدادة التي تقع على مسافة ستين كيلومترا عن مدينة تاورغاء.

وبث المجلس الاعلامي لمصراتة شريطا مصورا ظهر فيه ثوار على مقربة من حافلة تحترق، وأعلن حلف شمال الأطلسي أن الكتائب أطلقت أمس صاروخا من طراز سكود من سرت على مصراتة، إلا أنه أخطأ هدفه.

السيطرة على البريقة وعدد من البلدات الأخرى

وكان الثوار قد تمكنوا من تحرير البريقة الاثنين، كما أفادت الجزيرة بأنهم بلغوا بلدة العقيلة، بعدما أجبروا قبل ذلك الكتائب على التقهقر من البريقة إلى بلدة بشر (20 كيلومترا إلى الغرب(.

وأفادت أنباء بأن الثوار باتوا يسيطرون على الخمس شرق طرابلس، والعجيلات على الطريق الساحلي بين الزاوية والحدود التونسية.

وكانت مدينة زوارة القريبة من معبر رأس جدير الحدودي، بين ليبيا وتونس، قد انتفضت بدورها، إلا أن سكانها أكدوا أنها تتعرض للقصف بالصواريخ وقذائف الهاون من موالين للقذافي.

وفي الجنوب، تعرضت مدينة سبها لقصف صاروخي من الكتائب، أوقع أربعة قتلى.

تونس تغلق حدودها مع ليبيا

وفي السياق ذاته، أعلن مسؤول عسكري تونسي الثلاثاء، أن السلطات العسكرية والأمنية في بلاده أغلقت حدودها مع ليبيا، وتسعى حاليا إلى تسليم مسؤولية الجانب الليبي من المعبر الحدودي التونسي-الليبي المشترك، رأس جدير، إلى الثوار.

وقال العميد بالجيش التونسي، مختار بن نصر، في مؤتمر صحفي عقده اليوم بمقر الحكومة التونسية بالقصبة، وسط تونس العاصمة، إن الحدود التونسية-الليبية مغلقة منذ الأمس، عند معبر الذهيبة/وازن، ومنفذ رأس جدير.

وأوضح أن السلطات التونسية اتخذت قرار غلق الحدود مع ليبيا بهدف حماية أمن واستقرار البلاد، وتحسبا لأي طارئ في ضوء التطورات الميدانية التي تشهدها الساحة الليبية، في إشارة إلى المعارك العنيفة التي شهدتها طرابلس بين الثوار وكتائب العقيد القذافي قبل سقوط باب العزيزية.

ويقع معبر الذهيبة/وازن على بعد نحو 850 كلم جنوب غرب العاصمة تونس، وهو يخضع في جانبه الليبي لسيطرة الثوار منذ أبريل/نيسان الماضي، فيما يقع معبر رأس جدير على بعد نحو 600 كلم جنوب شرق تونس العاصمة، وهو يخضع لسيطرة الكتائب  حتى الثلاثاء.

وقال بن نصر، إن الحركة شبه منعدمة على المعبرين، باستثناء دخول 22 جريحا من الثوار إلى تونس عبر رأس جدير، الذي يخيم عليه حاليا هدوء حذر.

مفاوضات لتسليم إدارة معبر رأس جدير للثوار سلميًّا

وكشف بن نصر كذلك عن مفاوضات جارية بين السلطات العسكرية التونسية والأفراد الليبيين الذين يسيطرون على الجانب الليبي من معبر رأس جدير، لتسليمه إلى الثوار بشكل سلمي لتفادي إراقة الدماء.

من جهة أخرى، أكد بن نصر أن المجموعة المسلحة التي اشتبكت مع قوات من الجيش والحرس التونسي في وقت سابق، تمكنت من الخروج من الأراضي التونسية، وتوقع أن تكون توغلت في عمق الصحراء الجزائرية.

وقال إن كل المعطيات المتوفرة تفيد بأن تلك المجموعة المسلحة التي كانت تتحرك على متن 5 سيارات رباعية الدفع، عادت أدراجها، ويبدو أنها دخلت إلى الصحراء الجزائرية التي تعد أقرب نقطة من مكان الاشتباك.

وكانت وزارة الدفاع التونسية أعلنت في وقت سابق، أن وحدات من الفيلق الثاني البري الصحراوي التابع للجيش التونسي، اشتبكت ليلة الجمعة-السبت الماضية، مع مجموعة من المسلحين شمال قرعة بوفليجة، جنوب بلدة دوز بمحافظة قبلي (500 كلم جنوب تونس العاصمة).

ولم يخف العميد بن نصر، بأنّ الوضع ما زال "غامضا" رغم سقوط أجزاء كبيرة من طرابلس بيد الثوار، ولاسيما بعد اختباء العقيد وظهور ابنه سيف الإسلام القذافي طليقا.

النظام الليبي خطط لتفجير سفارة قطر بتونس

كما لم ينف بن نصر وجود بعض الثغرات الأمنية على المعابر الرئيسية بين البلدين، رغم تجهيزات المراقبة لمنع تسريب أي أسلحة أو متفجرات.

وعقد بن نصر مؤتمرا صحفيا أمس صحبة مسؤول عسكري بالنظام الليبي، يدعى عبد الرزاق الراجحي، الذي كشف بأنّ النظام أوكل له مهمة تفجير سفارة عربية بتونس، كشف مصدر عسكري تونسي بأنها سفارة قطر.

وقال الراجحي، إنه نجح في تمرير 16 كلغ وأربعمائة جرام من مادة "تي أن تي" المتفجرة، وستة صواعق كهربائية، وثلاثة هواتف محمولة من بوابة رأس الجدير.

وأوضح أنّه نجح في تمرير المتفجرات مستغلا الاكتظاظ الذي شهده المعبر نتيجة تدفق اللاجئين، إضافة إلى قيامه بلف المتفجرات بأوراق من الألمنيوم المطلية بشحم السيارات، وهي تقنية تشوش على أجهزة المراقبة، وفق تصريحاته.

"الجيش التونسي متأهب لمنع فرار مسؤلوين ليبيين عبر حدود بلاده"

كما قال بن نصر، إن بلاده متأهبة، وإن الجيش كثف من وجوده على الحدود مع ليبيا، ولا سيما المعابر الرئيسية، للقبض على المسؤولين الليبيين المطلوبين للعدالة والفارين إلى تونس، ولمنع أي تسللٍ لأراضيها.

وقال بن نصر إنّ وحدات الجيش تعمل بالتنسيق مع قوات الأمن على مراقبة الحدود والمعابر والمطارات الجوية، لمنع تسلل الكتائب وفرار المسؤولين الليبيين.

وأضاف وقال للجزيرة: "نحن ملتزمون باحترام القوانين الدولية، والاتفاقات التي وقعت عليها تونس لتسليم المسؤولين الليبيين المطلوبين من المحكمة الجنائية، أو المحاكم الليبية".

يُشار إلى أنّ تونس جمدت ممتلكات القذافي وبعض أفراد عائلته، وعدد من المسؤولين منذ مارس/ آذار الماضي، بناء على قرار مجلس الأمن الدولي.

بن نصر ينفي دخول رئيس الوزراء الليبي ومسؤول الاعلام بنظام القذافي إلى تونس

ومن جهة أخرى، نفى مختار بن نصر دخول كلّ من رئيس الوزراء الليبي، البغدادي المحمودي، ومسؤول الاعلام بنظام القذافي، عبد الله منصور، إلى جربة، قائلا: "لسنا على علم بذلك".

كما نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية، هشام المؤدب، دخول هذين المسؤولين إلى تونس، قائلا: "معلوماتي لا تفيد بوجود هذين المسؤولين بجربة".

وتواترت الأنباء، في الآونة الأخيرة، عن فرار ضباط كبار في النظام الليبي، واستغلال مسؤولين ليبيين قرب مطار جربة (جنوبي تونس) من الحدود الليبية للعبور إلى الخارج.

ومنذ ثلاثة أيام، نجح عبد السلام جلود، الرجل الثاني السابق بالنظام الليبي، بعد إعلانه الانضمام للثوار، في الفرار لمطار جربة، قبل أن يتجه مع أسرته لإيطاليا.

واستقبلت جربة خلال الأسابيع الماضية العديد من المسؤوليين الليبيين، منهم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، عمران أبو كراع،  الذي يبدو أنه مازال يقيم فيها إلى الآن.

ولم يفصح كل من العميد بن نصر، أو المتحدث باسم الداخلية، عن قائمة المسؤولين بالنظام الليبي الذين فروا إلى تونس.

ومن جهة أخرى، أكد العميد بن نصر، أنّ الجيش أخذ مواقع متقدمة على الحدود، وكثف من نشر دباباته واستطلاعاته الجوية، خشية وقوع اشتباكات مسلحة بمعبر رأس الجدير وتسلل الكتائب.

"الثوار يريدون محاكمة القذافي وسيف الاسلام والسنوسي في ليبيا"

وحول محاكمة القذافي وأركان نظامه، قال مبعوث ليبي لدى الأمم المتحدة، الثلاثاء، إن الثوار الليبيين سيبحثون لائحة الاتهامات ضد القذافي، وابنه سيف الإسلام، ومدير مخابراته، مع المحكمة الجنائية الدولية، لكنهم يريدون محاكمتهم في ليبيا.

وكان إبراهيم الدباشي، نائب السفير الليبي لدى الأمم المتحدة، وهو شخصية رئيسية في حركة الثورة الليبية، يتحدث إلى الصحفيين في مقر البعثة الليبية بالأمم المتحدة في نيويورك.

كما توقع الدباشي، أن تحرير ليبيا بالكامل سيتم خلال 72 ساعة.

من جهته، قال محمد العلاقي، وزير العدل في المجلس الانتقالي، وفقا للعربيّة، إن البحث سيستمر عن القذافي في كل شبر من ليبيا للقبض عليه، لتتم مقاضاته أمام محاكم عادلة، أو تسليمه إلى محكمة الجنايات الدولية.

وطمئن إلى أن الصحافيين الأجانب في مدينة طرابلس لن يتعرضوا إلى أي أذى، وستتم معاملتهم بكل ود وحب من الشعب الليبي، متوقعا أن يدخل الثوار قريبا مدينتي سرت وسبها، دون أي مقاومة، مؤكدا على أنهم سيلاقون بالترحاب والورود من أهالي المدينتين.

وكان مسؤول روسي نقل في وقت سابق عن العقيد معمر القذافي قوله، إنه في طرابلس، وسيبقى فيها يقاتل حتى النهاية.

كما قال متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي، اليوم الثلاثاء، إن معمر القذافي موجود في طرابلس أو بالقرب منها.

وقال المتحدث جمعة القماطي، لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية: "لا نعتقد أنه غادر البلاد، ونعتقد أنه ما زال داخل ليبيا، ونعتقد أنه إما في طرابلس أو بالقرب من طرابلس"، وأضاف: "سيتم العثور عليه إن عاجلا أم آجلا، سواء حيًّا ومقبوضًا عليه، وهذه أفضل نتيجة نريدها، أو إذا قاوم فسيكون ميتًا.

التعليقات