أردوغان من طرابلس: ليبيا لن تكون عراقًا جديدًا، وعصر أنظمة الطغاة ولّى

صعّد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغلن، لهجته الحادة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا أن عصر من وصفهم بـ"القادة الطغاة" قد ولى، في وقت أشاد فيه بانتصار الثورة في ليبيا التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي من السلطة.

أردوغان من طرابلس: ليبيا لن تكون عراقًا جديدًا، وعصر أنظمة الطغاة ولّى

 

صعّد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغلن، لهجته الحادة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا أن عصر من وصفهم بـ"القادة الطغاة" قد ولى، في وقت أشاد فيه بانتصار الثورة في ليبيا التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي من السلطة.

وقال أردوغان في كلمة أمام حشد من المواطنين الليبيين بالعاصمة طرابلس، وهي آخر محطة له من جولته في بلدان "الربيع العربي إن الشعب الليبي بإطاحته بالقذافي أصبح قدوة للآخرين الساعين للتخلص من القمع، كما أثبت للعالم أنه لا يوجد نظام يمكن أن يقف ضد إرادة شعبه.

وأكد أن هذه الحقيقة يتعين أن يفهمها أولئك الذين يقمعون الشعب في سوريا، مشددا على أن هؤلاء لن يتمكنوا من الوقوف على أقدامهم، لأن القمع والازدهار لا يستقيمان معا.

وأضاف أن "على هذا النوع من القادة أن يفهم أن زمنه قد ولى، لأن عصر أنظمة الطغيان قد ولى"، من دون أن يشير إلى الرئيس السوري بالاسم.

وكان أردوغان طالب الأسد مرارا بإنهاء حملة العنف ضد المحتجين، وزادت انتقاداته للأسد في الآونة الأخيرة، لكنها لم تصل إلى حد مطالبته بالرحيل. 

وقال أردوغان الثلاثاء في القاهرة إنه لم يعد لدى الشعب السوري ولا هو أي ثقة في الأسد.

أردوغان يشيد بثورة الليبيين ويؤكد أن بلدهم لن تكون عراقًا جديدًا

وفي كلمة أخرى له بعد أداء صلاة الجمعة في ساحة الشهداء التي كان اسمها سابقا الساحة الخضراء في طرابلس، أشاد أردوغان بانتصار الشعب الليبي، داعيا آخر معاقل قوات القذافي إلى إلقاء السلاح.

وقال أردوغان إنه سعيد بأن يكون شاهدا على النصر وقيام الديمقراطية في ليبيا، وأشاد "بذكرى الشهداء الليبيين الذين استشهدوا من أجل وطنهم ودينهم كما فعل عمر المختار"، الشخصية الليبية الرمز في مقاومة الاستعمار الايطالي، والذي يُحتفل هذه السنة بالذكرى الثمانين لإعدامه شنقا على يد الجيش الإيطالي.

ودعا أردوغان أهالي بني وليد وسرت غربي ليبيا إلى الانضمام لبقية الليبيين، مشددا على أن توحيد الصفوف سيساعد في تنمية ليبيا ليجعل منها أفضل بلدان المنطقة.

وفي مؤتمر صحفي مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، أكد أردوغان أن ليبيا لكل الليبيين الذين سيقررون مستقبلها، مشددا على أن هذا البلد لن يكون عراقا جديدا.

عبد الجليل: نتطلع لدولة ديموقراطية اسلامية تستلهم النموذج التركي

ووعد بمساعدة الليبيين في إعادة إعمار المدارس، ومراكز الشرطة، وبناء مستشفى، ومقر البرلمان المقبل، ودار للأيتام في مصراتة.

وأضاف أن بلاده سترسل غدًا مساعدات انسانية إلى سرت وبني وليد وسبها، حيث يهاجم مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي فلول نظام القذافي.

وقال عبد الجليل: "نتطلع إلى دولة ديمقراطية اسلامية، تستلهم نموذجها من تركيا، إن الإسلام قادر على النهضة والتنمية".

وسيتوجه أردوغان إلى مصراتة التي كانت في طليعة المناطق المناهضة لنظام القذافي وتكبدت خسائر جسيمة. 

اتفاقات ثنائية ومساعدات

وكان في استقبال أردوغان في مطار طرابلس، عبد الجليل، ورئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي، محمود جبريل، ثم تباحث مطولا مع القادة الليبيين بشأن مختلف مجالات التعاون بين البلدين، ومساهمة تركيا في عملية إعادة إعمار ليبيا.

وعقب انتهاء المباحثات، قال مسؤول المالية والنفط في المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي، علي الترهوني، في تصريح صحفي، إن المباحثات تناولت مختلف مجالات التعاون بين البلدين، بينها المجالان الاقتصادي والاجتماعي، إلى جانب المواصلات والاتصالات والكهرباء والطاقة.

وأشار إلى أنه من المقرر إعادة تشغيل مطار طرابلس خلال الأيام القليلة القادمة، وسيستقبل مطار معيتيقة أيضا الرحلات الدولية. 

ومن جهته، قال مسؤول ملف الكهرباء في المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي، عوض البرعصي، إنه سيتم خلال الأسبوع المقبل إرسال فرق تركية إلى ليبيا للعمل مع الطواقم الليبية لإعادة تشغيل وتوصيل الكهرباء إلى جميع الشبكات التي تشهد انقطاعا منذ فترة، خاصة في مناطق وسط وجنوب البلاد.

وقال مسؤول ملف الاقتصاد في المكتب التنفيذي، عبد الله شامية، إن "تركيا دولة قوية اقتصاديا، ولدينا معها العديد من اتفاقيات التعاون المشترك"، وأكد احترام كافة الاتفاقيات التي تصب في مصلحة الشعب الليبي، معربا عن أمله في عودة الشركات التركية سريعا للعمل واستكمال مشروعاتها.

وأشار إلى أنه سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشترك في مجاليْ الاستثمار والعمالة.

وكان أردوغان وصل إلى ليبيا قادما من تونس التي انطلقت منها شرارة الثورات العربية، وذلك بعد محطة أولى في مصر.

ويحظى أردوغان الذي استقبل بحفاوة في مصر، بشعبية كبيرة في الدول العربية، خصوصا لمواقفه من النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، مقارنة بغالبية قادة دول المنطقة الذين يعتبرون عاجزين أمام إسرائيل.

وتأتي زيارته لليبيا غداة زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لها.

التعليقات