استعدادات لدفن القذافي، والوطني يؤكد اعتقاله دون مقاومة

أكد مصدر قيادي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أنه سيتم دفن الزعيم المخلوع معمر القذافي خلال 24 ساعة، وسط أنباء عن محاولة نجله سيف الإسلام الفرار إلى النيجر، بينما يستعد المجلس لإعلان تحرير كامل الأراضي الليبية غدا السبت.

استعدادات لدفن القذافي، والوطني يؤكد اعتقاله دون مقاومة

أكد مصدر قيادي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أنه سيتم دفن الزعيم  المخلوع  معمر القذافي خلال 24 ساعة، وسط أنباء عن محاولة نجله سيف الإسلام الفرار إلى النيجر، بينما يستعد المجلس لإعلان تحرير كامل الأراضي الليبية غدا السبت.

فقد أعلن عبد السلام عيلوة، أحد قادة قوات الانتقالي في مصراتة، اليوم الجمعة، أن الاجراءات قد اتخذت لدفن القذافي خلال 24 ساعة، وأن الأخير سيحصل على حقه كأي مسلم من حيث غسل الجثة ومعاملتها طبقا للشريعة الاسلامية.

وأضاف عليوة أن جثة القذافي موجودة حاليا في وحدة تبريد بسوق قديمة بمدينة مصراتة، وفيها آثار طلق ناري واضح في الرأس، لكنه لم يحدد مكان الدفن الذي قالت مصادر رسمية بالمجلس إنه سيبقى سريا دون ذكر الأسباب.

وقال علي الترهوني، وزير النفط في الحكومة الانتقالية، إن تعليمات أصدرت بالإبقاء على جثة القذافي في ثلاجة الموتى لأيامٍ قليلة، حتى يعلم الجميع أنه قتل، مبينا أنه لم يتخذ قرار بعد بشأن قتله.

ونقلت وكالة رويترز عن قائد ميداني آخر تابع للمجلس، يدعى عبد المجيد مليقطة، قوله إن مفاوضات تجري حاليا مع قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها العقيد القذافي، وإن المجلس على استعداد لتسليمهم الجثة إذا ما أرادت القبيلة، وإلا فإن المجلس سيقوم بعمليات الدفن بنفسه بسرية، مع جثث مسلحين في حاشيته قتلوا معه.

هذا وقد بدت إشارات على خلاف بين المجلس والمقاتلين في مصراتة على مكان دفن القذافي، ولم يتضح إذا كان المقاتلون على الأرض شعروا أنه يجب أن يكون لهم دور في قرار دفن القذافي، لأنهم هم من أطاحوا به وقتلوه.

وقال مسؤول في المجلس الوطني الانتقال، لم يذكر اسمه، إنهم مختلفون حول مكان الدفن، وأضاف أنه يجب دفن القذافي بسرعة وفقا للشريعة الاسلامية، لكن المسؤولين لم يتوصلوا إلى اتفاق بعد حول دفنه في مصراتة، أو سرت، أو مكان آخر.

الطب الشرعي: إنه القذافي

ومن جهته، قال الطبيب الشرعي إبراهيم تيكا، الذي أجرى تحليل الـDNA  للقذافي، ونجله المعتصم، وأبوبكر يونس، وزير الدفاع السابق، إنه تم التأكد قطعًا أن صاحب الجثمان هو معمر القذافي بجميع معالمه.

وأضاف تيكا موضحًا أسباب التحاليل والجهة التي طلبته: "كُلفنا بفحص الجثث الثلاث من نيابة مصراته، ومن الخبرة القضائية، وأخذ عينات الـDNA  لإثبات هوية الجثث، رغم أنه هو القذافي قطعًا من وجهه، وبجميع الأدلة التي شاهدناها في جثته".

وأوضح تيكا أنه سيتم تشريح الجثث للتأكد من أسباب الوفاة بعد أن تأتي الموافقة من المجلس الوطني الانتقالي، أو الجهات ذات العلاقة.

وحول جثة معمر القذافي، قال تيكا: "إن ما يميز جثة القذافي هو وجود جميع العمليات الجراحية التي كنا على علم بها، ومنها عملية إزالة الزائدة الدودية، وكذلك عملية في الورك أشيع أنه أصيب فيه أثناء ممارسته للرياضة".

شعر القذافي مزروع

وأضاف: "بالنسبة لشعر القذافي، هو لم يكن حليق الشعر كما يُشاع، بل كان الشعر يتركز في رأسه من الأعلى، وما لفت انتباهنا أثناء أخذ عينة من الشعر لإجراء التحاليل، أنه كان انتزاع الشعر من المنطقة العليا سهل، إذ كان يتساقط بسهولة، فلم تكن للشعيرات في تلك المنطقة جذور، ما يدل على أنه كان شعرًا مزروعًا".

وبرّر تيكا الزرقة على وجنتي القذافي بأنها آثار لعملية تجميل سابقة أجراها بالليزر أو ما شابه.

اعتقل حيا دون مقاومة: طلقة في الكبد وأخرى في الرأس

وبالنسبة لموت القذافي، قال الطبيب الشرعي: "كما أظهر الفيديو، لقد تم القبض على القذافي حيًّا، وتم قتله لاحقًا، فقد كانت هناك طلقة اخترقت الأحشاء وأصابت الكبد، ما تسببت في وفاته الأولية، ثم لُحقت بطلق ناري آخر في الرأس، دخلت الرصاصة فيه من جهة، وخرجت من جهة أخرى، وهذا مُثبت لدينا بالصور".

وكان رئيس المكتب التنفيذي للانتقالي، محمود جبريل، قد تلا أمس الخميس بيانا رسميا قال فيه إن القذافي اعتقل حيا دون مقاومة من فتحة لتصريف المياه؛ وأضاف أنه أصيب برصاصة في الذراع ووضع في شاحنة، ووقع تبادل نيران أثناء محاولة نقل القذافي للمستشفى.

وأضاف أن القذافي قتل برصاصة في الرأس، وأن طبيب التشريح لم يتمكن من تحديد هل جاءت الرصاصة من مقاتلي الانتقالي أم من قوات القذافي؟

ووفقا لوكالات الانباء والشهود، فهناك طلقة واضحة في جانب من رأس الجثة التي عرضت على المقاتلين، كما كانت هناك كدمة كبيرة على جانبها وآثار خدوش.

جثتا المعتصم ويونس

وبالنسبة للمعتصم، أوضح الطبيب الشرعي تيكا أنه أصيب بطلق ناري أعلى الصدر وتحت الرقبة مباشرة، ما تسبب بفتحة كبيرة، ويرجح أن الإصابة كانت بفعل سلاح ثقيل.

وأضاف: "كان في جثمان المعتصم أيضًا إصابات ثلاث لأعيرة نارية في الظهر وفي الرجل من الخلف، يرجح أنه أطلقت عليه أثناء هروبه، وكان هناك أثر شظية في الساق اليمنى، لكنه قديم، ويرجح أن عمر الإصابة أيام".

وأشار تيكا إلى أن حالة بدن المعتصم ودمه تثبت أنه قتل بعد معمر القذافي بوقت، وذلك وفقًا لحالة توقف جريان الدم، وطراوة ملمس الجلد والخلايا.

أما أبوبكر يونس فقال تيكا عنه: "كانت جثته متصلبة، وما يثير الانتباه هو وجود زُرقة في وجهه، وقد أخبرنا أحدهم أنه تم صبغ وجهه باللون الأزرق للتمييز بما إذا كان من ضمن المرتزقة أو خلاف ذلك".

 

سيف الإسلام يحاول الفرار إلى النيجر

 

 

ويأتي هذا الإعلان عن دفن القذافي في وقت أشار فيه القائد الميداني، عبد المجيد مليقطة، أن سيف الاسلام،  نجل الزعيم المخلوع يحاول الفرار جنوبا باتجاه النيجر التي سبقه إليها عدد من رموز النظام السابق، وعلى رأسهم الساعدي نجل القذافي الآخر.

ونقلت رويترز عن مليقطة قوله إن سيف الإسلام يتحرك في موكب من ثلاث سيارات مصفحة، في محاولة للفرار من قوات الانتقالي التي اجتاحت مدينة سرت الخميس، مؤكدا أن مقاتلي المجلس في المنطقة المذكورة في حالة تأهب كامل، ويبحثون عن نجل القذافي الهارب.

التحقيق في مقتل القذافي، وأرملته تعتبره شجاعا وشهيدا

من جهة أخرى، دعا مكتب حقوق الانسان في الأمم المتحدة اليوم الجمعة، إلى فتح تحقيق كامل في مقتل القذافي، وفق ما جاء على لسان المتحدث باسم المكتب في تصريح صحفي في جنيف، وصف فيه طريقة موت القذافي بالغامضة التي تحتاج إلى تحقيق.

وأشار كولفيل إلى صور متفرقة التقطتها هواتف محمولة، وظهر فيها القذافي مصابا في أول الأمر، ثم ميتا وسط مجموعة من المقاتلين المناهضين له، بعد إلقاء القبض عليه في مسقط رأسه بمدينة سرت أمس الخميس، وقد وصف الصور بأنها "مزعجة للغاية".

وأضاف أن المبادئ الأساسية للقانون الدولي تقضي بمحاكمة الأشخاص المتهمين في جرائم خطيرة، غير أن تنفيذ الإعدام دون محاكمة يعتبر أمرا غير قانوي، ويختلف كثيرا عن مقتل الشخص المعني أثناء أعمال قتالية؛ وذكر أنه يتوقع أن يبحث فريق التحقيق في ملابسات موت القذافي.

وتحقق لجنة تحقيق دولية شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، في عمليات قتل وتعذيب وجرائم أخرى ارتكبت في ليبيا.

هذا وقال تلفزيون الرأي، الذي يتخذ من سوريا مقرا له، إن أرملة القذافي طلبت من الأمم المتحدة التحقيق في وفاته، وفاته ووفاة ابنه المعتصم أيضا.

وذكر التلفزيون أن أرملة القذافي أثنت على شجاعته وشجاعة أبنائها، الذين قالت إنهم وقفوا ضد 40 دولة وعملائها على مدى ستة أشهر، وإنها تعتبرهم شهداء.

من جهته، قال ممثل المجلس الانتقالي في فرنسا، منصور سيف النصر، إنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق بشأن اعتقال ومقتل القذافي، لكنه نفى ما تردد عن احتمال إعدام القذافي بدون محاكمة، مشيرا إلى أن القذافي اعتقل مصابا قبل أن يحصل تبادل لإطلاق النار بين المقاتلين ومؤيديه، ومن ثم وفاته متأثرًا بجروحه خلال نقله.

عمليات الناتو ستنتهي قريبًا

في الأثناء يستعد الانتقالي لإعلان تحرير كامل الأراضي الليبية غدا السبت في أعقاب تحرير سرت ومقتل القذافي تمهيدا لإعلان حكومة انتقالية تشرف على إعداد جدول زمني لإجراء انتخابات رسمية، في الوقت الذي أشارت مصادر دولية إلى أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيعلن انتهاء عملياته العسكرية بليبيا.

وفي مقابلة تلفزيونية معه في الهند، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه اليوم الجمعة انتهاء العملية العسكرية في ليبيا بعد مقتل القذافي وبسط الانتقالي سيطرته على كافة الأراضي الليبية.

وقال جوبيه في مقابلة مع قناة أوروبا/1 إن العملية العسكرية انتهت في ليبيا، وإن كامل الأراضي الليبية هي تحت سيطرة المجلس الانتقالي مما يعني أن عمليات حلف الناتو في ليبيا -مع بعض الشروط المتصلة بالإجراءات الانتقالية- وصلت إلى نهايتها.

وأضاف أن المرحلة المقبلة ستركز على إعادة الإعمار وبناء دولة القانون، مع إعداد خريطة سياسية تقوم على مبدأ الدستور والانتخابات الديمقراطية.

التعليقات