أميركا تطالب حفتر بوقف فوري لهجومه على طرابلس

روسيا تمنع صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدعو قوات حفتر لوقف هجومها على طرابلس، بعد رفض طلبها بتعديل صيغة هذا البيان الرئاسي بحيث تصبح دعوة كل الأطراف الليبية المسلّحة إلى وقف القتال، وليس فقط قوات حفتر

أميركا تطالب حفتر بوقف فوري لهجومه على طرابلس

قوات حفتر في بنغازي متجهة لطرابلس، أمس (رويترز)

طالب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس الأحد، قوات المشير خليفة حفتر بأن "توقف فوراً" هجومها على طرابلس، وقال إنّ بلاده تشعر "بقلق عميق" جرّاء المعارك الدائرة قرب العاصمة الليبية.

وصرّح بومبيو في بيان "لقد قلنا بكل وضوح إنّنا نعارض الهجوم العسكري الذي تشنّه قوات خليفة حفتر، ونحضّ على الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية ضدّ العاصمة الليبية". وأضاف أنّ "الولايات المتحدة تواصل، مع شركائنا الدوليين، الضغط على القادة الليبيين لكي يعودوا إلى المفاوضات السياسية بوساطة الممثّل الخاص للأمين العام للأمم المتّحدة، غسّان سلامة".

وشدّد بومبيو على أنّه "لا حلّ عسكرياً للصراع في ليبيا"، وطالب جميع الأطراف بأن "يكفّوا بصورة عاجلة عن تصعيد الوضع"، مضيفا أنّ "هذه الحملة العسكرية الأحادية الجانب ضدّ طرابلس تعرّض المدنيين للخطر وتقوّض آفاق مستقبل أفضل لجميع الليبيين"، وأن "الحلّ السياسي هو الطريقة الوحيدة لتوحيد البلاد وتقديم خطة تضمن الأمن والاستقرار والازدهار لجميع الليبيين".

وأتى بيان الوزير الأميركي في وقت تدور فيه معارك عنيفة قرب طرابلس بين قوات حفتر، التي تسعى للسيطرة على العاصمة الليبية، وقوات حكومة الوفاق الوطني، التي أعلنت إطلاق "هجوم مضادّ".

ومنعت روسيا، أمس، صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدعو قوات حفتر لوقف هجومها على طرابلس، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية، قالت إنّ الوفد الروسي في الأمم المتّحدة طلب تعديل صيغة هذا البيان الرئاسي بحيث تصبح دعوة كل الأطراف الليبية المسلّحة إلى وقف القتال، وليس فقط قوات حفتر.

ولكنّ الولايات المتّحدة رفضت مقترح التعديل الروسي فأجهضت موسكو صدور البيان، ذلك أنّ بيانات مجلس الأمن تصدر بالإجماع.

وكان مجلس الأمن الدولي عقد يوم الجمعة الماضي جلسة مغلقة طارئة لبحث الوضع في ليبيا، أصدر في ختامها بياناً صحافياً دعا فيه "الجيش الوطني الليبي"، الذي يقوده حفتر، إلى وقف هجومه على العاصمة طرابلس، محذّراً من أنّ هذا الهجوم يعرّض الاستقرار في ليبيا للخطر.

وكانت بريطانيا، التي دعت إلى عقد تلك الجلسة، اقترحت صدور بيان رئاسي عن مجلس الأمن، وليس بياناً صحافياً (البيان الرئاسي يتمتّع بصفة رسمية أكثر من البيان الصحافي)، لكنّ روسيا اعترضت على ذلك فغاب الإجماع وسقط المقترح البريطاني.

ومنذ سقوط نظام معمّر القذافي، في 2011، تشهد ليبيا، الدولة الغنية بالنفط، نزاعات داخلية مختلفة، لكنّ الهجوم الذي أطلقته قوات حفتر، يوم الخميس الماضي، شكّل تدهوراً واضحاً بين السلطتين المتنازعتين على الحكم.

وتتنازع على الحكم في ليبيا سلطتان هما: حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فايز السراج، التي شُكّلت في نهاية 2015، بموجب اتفاق رعته الأمم المتحدة وتتّخذ من طرابلس مقرّاً لها، وسلطات في الشرق الليبي مدعومة من "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر.

التعليقات