اجتماع روسي تركي يسبق توقيع "الهدنة" في ليبيا

يأتي ذلك، بعد أكثر من تسعة أشهر من المعارك الضارية عند أبواب طرابلس بين قواتهما، يلتقي الرجلان في العاصمة الروسية في خطوة تعكس التأثير المتزايد لموسكو في هذا الملف الشائك.

اجتماع روسي تركي يسبق توقيع

(أ ب)

عقد في العاصمة الروسية موسكو، اليوم الإثنين، اجتماعا لوزيري خارجية ودفاع التركيين، مولود تشاووش أوغلو وخلوصي أكار مع نظيريهما الروسيين، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، لبحث الملف الليبي.

ويجري الاجتماع الوزاري في مقر وزارة الخارجية الروسية، حيث من المقرر أن يتم التباحث حول سبل إرسال السلام والاستقرار في ليبيا من خلال توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين قوات حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

ويحضر الاجتماع من الجانب الليبي رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراج واللواء المتقاعد خليفة حفتر.

ويأتي ذلك، بعد أكثر من تسعة أشهر من المعارك الضارية عند أبواب طرابلس بين قواتهما، يلتقي الرجلان في العاصمة الروسية في خطوة تعكس التأثير المتزايد لموسكو في هذا الملف الشائك.

وقالت وزارة الخارجية الروسية لوكالات الأنباء الروسية "اليوم في موسكو وبرعاية الوزراء الأتراك والروس (...) من المقرر إجراء اتصالات بين الليبيين"، موضحة أنه "من المقرر أن يشارك السراج وحفتر وممثلون عن أطراف ليبية أخرى".

وذكرت مصادر دبلوماسية أنه من المنتظر أن يتم التوقيع على اتفاقية لوقف إطلاق النار بين الأطراف الليبية.

ويفترض أن تمهد هذه الهدنة لمؤتمر حول ليبيا في برلين برعاية الأمم المتحدة سيعقد خلال الشهر الجاري. وقد أجرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، محادثات في هذا الشأن في موسكو السبت مع الرئيس الروسي الذي أجرى سلسلة اتصالات هاتفية مع القادة العرب والأوروبيين.

وفي خطاب مقتضب بثه التلفزيون، دعا رئيس حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، الليبيين إلى "طي صفحة الماضي". وقال "أدعو كل الليبيين إلى طي صفحة الماضي ونبذ الفرقة ورص الصفوف للانطلاق نحو السلام والاستقرار".

واكد السراج "لا تعتقدوا أبدا أننا سنفرط في تضحيات أبنائنا ودماء شهدائنا، أو بيعنا لحلم السير نحو الدولة المدنية"، مشيرا إلى أن "خطوة التوقيع على وقف إطلاق النار إنما هي للدفع بهذا الاتفاق إلى الأمام ولمنع إراقة المزيد من الدم الليبي".

والأربعاء الفائت، أصدر الرئيس التركي رجب طيب إرودغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بيانا مشتركا، دعيا فيه إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، بداية من منتصف ليل السبت/الأحد.

ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم 12 كانون الثاني/يناير الجاري، بعد استجابة الأطراف الليبية لنداء تركيا وروسيا.

وتشن قوات حفتر، منذ 4 نيسان/أبريل الماضي، هجوما للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر الحكومة، ما أجهض جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.

التعليقات