وزير خارجية اليونان يرفض النزول في طرابلس ويتجه لبنغازي

عبرت الوزارة عن استنكارها هذه الخطوة وتعهدت بالرد "بالإجراءات الدبلوماسية المناسبة"، واصفة مواقف وزير خارجية اليونان حيال ليبيا في الأيام الماضية بـ"الفجة". كما أكدت أن تصريحاته "غير متزنة" فيما يتعلق بسيادة البلاد.

وزير خارجية اليونان يرفض النزول في طرابلس ويتجه لبنغازي

المنقوش وديندياس، أيلول 2021 (Getty Images)

رفض وزير الخارجية اليوناني، الذي كان من المقرر أن يزور طرابلس اليوم، الخميس، مغادرة الطائرة لدى وصوله المطار، ليتجنب استقباله من قبل نظيرته في الحكومة الليبية التي تشكك أثينا في "شرعيتها"، كما ذكرت مصادر رسمية، الأمر الذي قوبل باستنكار ليبي، بعد أن آثر الوزير اليوناني التوجه إلى بنغازي للاجتماع بممثلين عن السلطات الموالية للواء المتقاعد، خليفة حفتر.

وقالت وزارة الخارجية الليبية، في بيان، إن وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، كانت عند سلم الطائرة لاستقبال نظيرها اليوناني، نيكوس ديندياس. وأضافت الوزارة ان دندياس "رفض النزول من الطائرة قبل مغادرتها دون أي توضيح".

وعبرت الوزارة عن استنكارها هذه الخطوة وتعهدت بالرد "بالإجراءات الدبلوماسية المناسبة"، واصفة مواقف وزير خارجية اليونان حيال ليبيا في الأيام الماضية بـ"الفجة". كما أكدت أن تصريحاته "غير متزنة" فيما يتعلق بسيادة البلاد.

وردا على تصرف الدبلوماسي اليوناني، استدعت حكومة طرابلس السفير الليبي لدى أثينا، وكذلك القائمة بأعمال سفارة اليونان في طرابلس، لتبلغها احتجاجها، حسبما ذكر المتحدث باسم حكومة الليبية في طرابلس، محمد حمودة.

وفي أثينا، ألقت وزارة الخارجية اليونانية باللوم في الحادث الدبلوماسي على السلطات الليبية، واتهمتها في بيان "بالتنصل من اتفاق" ينص على عدم عقد لقاء بين دندياس والمنقوش.

وادعت أثينا أنه كان من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية اليوناني، رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي فقط، في طرابلس، متجاهلا الحكومة، قبل أن يتوجه إلى بنغازي مقر السلطات المتنافسة في شرقي البلاد.

ووصل وزير الخارجية اليوناني إلى بنغازي، شرقي ليبيا، عقب رفضه النزول في طرابلس. وقد نشر صورا عبر تويتر، تظهر استقباله من طرف قادة تابعين للواء المتقاعد، خليفة حفتر، في بنغازي.

وأكد الوزير اليوناني عقب لقائه عددا من البرلمانيين الموالين لحفتر، امتنانه للسلطات في بنغازي، لرفضهم اتفاقية "الترسيم البحري" التي وقعتها طرابلس وأنقرة عام 2019. كما رفض المذكرة الثانية الموقعة الشهر الماضي حول التعاون المشترك في مجال الطاقة في المتوسط.

وكانت أثينا على خلاف مع طرابلس منذ توقيع الأخيرة مذكرتي تفاهم في 2019 مع تركيا، تتعلق إحداهما بالتعاون العسكري والثانية بترسيم الحدود البحرية، وتؤكد أنقرة بفضلها حقوقها في مناطق واسعة في المتوسط.

وفي أوائل تشرين الأول/ أكتوبر، وقعت طرابلس وأنقرة اتفاقية للتنقيب عن المحروقات في المياه الليبية، نددت اليونان ومصر الداعمة لحفتر، سريعًا بها. وقال دندياس في ذلك الوقت خلال زيارة إلى القاهرة إن "هذا الاتفاق يهدد الاستقرار والأمن في البحر المتوسط"، في تحد لشرعية حكومة طرابلس.

منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاع سياسي وتتنافس فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة فتحي باشاغا عينها مجلس النواب الموالي لحفتر في آذار/ مارس الماضي.

وتتهم قطاعات واسعة من الليبيين حفتر بالتورط في جرائم المقابر الجماعية في ترهونة، التي ارتكبتها مليشيا الكانيات التابعة له، بالإضافة إلى جرائم أخرى في بنغازي، يخضع حفتر بسببها للمساءلة أمام محكمة فرجينيا الأميركية.

التعليقات