الفيضانات شطرت درنة إلى نصفين.. صعوبة في الإغاثات وأكثر من 9 آلاف مفقود

فيضانات الإعصار العارمة بسبب انهيار سدود المدينة، شطر درنة إلى نصفين وبات الجزء الشرقي منها، بجانب الخسائر البشرية والمادية، أكثر تضررا لتعذر وصول فرق البحث والمساعدة إثر انهيار الطرق السالكة.

الفيضانات شطرت درنة إلى نصفين.. صعوبة في الإغاثات وأكثر من 9 آلاف مفقود

جانب من الدمار في درنة (أ ب)

يشكو شرق مدينة درنة المتضررة الأكبر من الفيضانات، من ظروف صعبة من جراء تعسر وصول المساعدات الإنسانية لإغاثة ناجين ظلوا أياما بلا غذاء أو مأوى، وذلك بعد 6 أيام على وقوع الإعصار الذي ضرب مدن شرقي ليبيا.

وفي 10 أيلول/ سبتمبر الجاري، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفا الآلاف من القتلى والمفقودين.

أكثر من 9 آلاف مفقود

وكشفت منظمة الصحة العالمية السبت، أن أكثر من 9 آلاف شخص في مدينة درنة لا يزالون في عداد المفقودين، فيما أعلنت عن إرسال 29 طن من الإمدادات الطبية لتغطية احتياجات قرابة 250 ألف شخص في ليبيا.

وأضافت، في بيان لها، أن "الإمدادات الصحية وصلت السبت إلى مدينة بنغازي الليبية، وقد جاءت كاستجابة طارئة ومكثفة للفيضانات غير المسبوقة التي وقعت بالمناطق الشرقية في ليبيا في أعقاب العاصفة دانيال".

وتشمل الإمدادات الأدوية الأساسية ولوازم علاج الصدمات، وجراحات الطوارئ، والمعدات الطبية، إلى جانب أكياس جثث للتنقل الآمن والكريم للمتوفى ودفنه؛ حسب المصدر نفسه.

وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبد الله باتيلي، قد قال إن ليبيا "لا يمكنها" مواجهة تداعيات إعصار دانيال بمفردها.

وأضاف أن "حجم خسائر وأضرار الإعصار يفوق ما يمكننا تخيله، وأن هذه الأزمة لا يمكن لليبيا أن تواجهها بمفردها".

حالة طوارئ لمدة عام و150 حالة تسمم

وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا السبت، حالة الطوارئ لمدة عام في كامل المناطق الشرقية التي ضربها الإعصار والفيضانات.

وأشار مدير المركز التابع لحكومة الوحدة الوطنية، حيدر السايح، إلى ارتفاع عدد حالات التلوث (التسمم) بمياه الشرب في درنة إلى 150 حالة نتيجة اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.

ونبه إلى أن "مياه الشرب في درنة غير صالحة للاستهلاك ويجب الاعتماد على مصادر أخرى"، مضيفا أن "المركز قرر إعلان حالة الطوارئ لمدة عام كامل في المناطق المتضررة جراء السيول والفيضانات شرق البلاد، وذلك تحسبا لمنع تفشي أي مرض".

انهيار سدود وتعذر الوصول

فيضانات الإعصار العارمة بسبب انهيار سدود المدينة، شطر درنة إلى نصفين وبات الجزء الشرقي منها، بجانب الخسائر البشرية والمادية، أكثر تضررا لتعذر وصول فرق البحث والمساعدة إثر انهيار الطرق السالكة.

هذا ما بدا عليه الحال في الساعات الأخيرة، حيث أعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبي أحد المنظمات العاملة على إغاثة الناجين في درنة "تعذر الوصول إلى جزء من المدينة".

وفي بيان بالخصوص ذكر الهلال الأحمر الليبي الجمعة "بعد أن قسمت السيول والفيضانات درنة إلى جزئين أصبح من الصعب الوصول إلى شرق درنة".

شح الغذاء

هذا الوضع بحسب المنظمة الليبية "أدى إلى نقص في إمدادات الغذاء والدواء ومياه الشرب، لذا قررت فرقنا الوجود على الساحل الشرقي لدرنة وفتح طرق لتقديم المساعدة الغذائية وغير الغذائية".

الأوضاع الصعبة في شطري درنة، أكدها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، حيث قال في مؤتمر صحافي في جنيف الجمعة، إن "إيصال المساعدات للمناطق المنكوبة بليبيا ودرنه صعب لانقطاع الطرق".

ودمرت الفيضانات الجارف المنحدرة من الجبل الأخضر الليبي سدود وادي درنة التي كانت تحبس المياه داخل الوادي الذي يمر من منتصف المدينة، ما أدى لشطر المدينة لنصفين منكوبين.

وعن الوضع بشكل أوضح في الشطر الشرقي لدرنة، قال أحد الناجين فيها إن من علقوا هناك "قاربوا على الموت من الجوع".

وفي رسالة هاتفية نقلها الجمعة أحد النشطاء المدنيين الليبيين عبر صفحته بـ"فيسبوك"، عن أحد الناجين العالقين شرقي درنة، تبدو الأوضاع الإنسانية في تلك المنطقة غاية في السوء.

طلب نجدة

وفق الرسالة، قال الناجي من شرق درنة "اسمي صهيب الفرجاني، أنا موجود في درنه الساحل الشرقي، في مصرف الوحدة الجهة الشرقية معي أشخاص آخرون، لم نستطع الخروج ونطلب النجدة من الهلال الأحمر، والناس هنا حالتهم خطيرة".

ومعلقا على الاستغاثة، ذكر الناشط الليبي "قال لي صهيب أعطي رقمي لأي شخص فالناس في المنطقة التي أنا فيها سوف يموتون من الجوع، هناك طفل صغير يشد فيني ويطلب قطعة خبز، يبدو أن الذي لم يمت من الإعصار سيموت من الجوع".

ومنذ كارثة فيضانات درنة غير المسبوقة في تاريخ ليبيا، تعمل عشرات فرق الإنقاذ المحلية والدولية بينها تركيا والإمارات ومصر والجزائر وتونس ودول أخرى، على مسابقة الزمن وانتشال الجثث والبحث عن ناجين وسط ركام المنازل التي دمرها الإعصار.

التعليقات