الناشط في ميدان التحرير عبد العزيز عبد الله يفصّل لـ"عرب 48" مشاعر الثوّار وأهم محطات ثورتهم

عبد الله: الدكتور عزمي بشارة كان يوّجه البوصلة! * النظام السابق جعل أسوأ ما فينا يطفو على السطح والثورة أخرجت أجمل ما فينا وأعادتنا إلى مربعنا العربي الذي خضع لعقود من التشويه

الناشط في ميدان التحرير عبد العزيز عبد الله يفصّل لـ

عبد الله: الدكتور عزمي بشارة كان  يوّجه البوصلة!  *  النظام السابق جعل أسوأ ما فينا يطفو على السطح والثورة  أخرجت أجمل ما فينا وأعادتنا إلى مربعنا العربي الذي خضع لعقود من التشويه

حسن عبد الحليم وربيع عيد


كان الحديث مع الناشط السياسي المصري، عبد العزيز عبد الله، جميلاً بجمال ثورة مصر، التي تعتبر مرحلة فاصلة في تاريخها وتاريخ الأمة العربية. تحدّث عبد العزيز بشغف الثائر عن ثورته، وعن يوميات ميدان التحرير بحلوها ومرها، ذلك الميدان الذي احتلّ مساحة شاسعة من وجداننا.

«الثورة أخرجت أجمل ما فينا» قال عبد  العزيز، ناسبًا الوصف للدكتور عزمي بشارة، وأضاف "أعرف أنكم كنتم تتابعوننا في فلسطين بانفعال، أنتم وكافة أشقائنا العرب في كل مكان، هذا الاهتمام والتضامن والتفاعل قوّى من عزيمتنا ومنحنا دفعة من التصميم على التمسك بمطالبنا. أجمل ما في الثورة أنها  أعادتنا إلى مربعنا العربي، الذي خضع لعقود من التشويه، لقد اكتشفنا في الثورة كم نحن عرب، في البداية استلهمنا تجربتنا من الأشقاء في تونس، وفيما بعد انعكست ثورتنا إيجابًا على كافة أشقائنا العرب، أفخر أنني ابن تلك الثورة الجميلة التي صهرت في ميدان التحرير مصر الحقيقية، مصر الجميلة". 

وقال عبد العزيز "ما رأيناه في الثورة شعب مصري آخر في غاية الروعة، شعب يقف أمام الرصاص بصلابة وتصميم. رأينا أصالة هذا الشعب وقيمه وروحه الجميلة، رأينا  مشاهد لم نتخيّل أننا سنراها في السابق من التكافل والتعاون والصمود والتصميم  والتضحية والإرادة والقيم الحضارية والإثارة، والتسابق على تقديم ما يمكن للثورة، رأينا فقراء يقدمون كل ما لديهم من غذاء، وآخرون على استعداد للتضحية من أجل الآخرين، باختصار رأينا في ميدان التحرير شعب مصر العظيم، الذي غيّبه النظام السابق وجعل أسوأ ما فيه يطفو على السطح".

وتحدّث عبد العزيز عن الروح الجميلة في ميدان التحرير، وحلقات الفن وتبادل النكت، وعن الشعارات والهتافات التي رأيناها وسمعناها خلال متابعتنا للثورة، وأشار إلى خفة دم الشعب المصري التي تفجرت في الثورة.

وعن متابعة الثورار للتطورات في ميدان التحرير، قال عبد العزيز: "كان هناك عدة شاشات منصوبة في الميدان تبث قناة "الجزيرة"، وكان هناك عدة محطات إذاعية محلية، وشبكة من مكبرات الصوت تستخدم لإبلاغ المحتشدين بالتطورات، ولتقديم الفقرات الفنية والكلمات والإبلاغ عن المستجدات".

وعن محطات الثورة، قال عبد العزيز، كان يوم «موقعة الجمل» وهجوم البلطجية واليوم الذي تلاه من أصعب محطات الثورة، كانت الأجواء مليئة بالخوف والرعب، ولم يكن أحد في مأمن من الأذى، سقط آلاف الجرحى، وعاد ذلك بأثر نفسي سيء علينا، هذا إلى جانب حملة التشويه التي تعرضت لها الثورة من خلال المحطات التلفزيونية الحكومية، تشويه وتضليل وكذب وافتراءات هناك من صدقها، كانت تلك أصعب أيام الثورة وأكثرها ضغطا نفسيا، وأدّت إلى تراجع ما في حركة الثورة، ولكن بفضل التصميم وعدالة هدفنا ونظرًا لما حققناه، والمسافة التي بيننا وبين ما سنحققه، حشدنا قوتنا وتصميمنا وما فتئ أن عاد للثورة زخمها وبدأت تتسع إلى أن أطاحت بالنظام".

وعن المفكر العربي عزمي بشارة، قال عبد العزيز، "كان الدكتور عزمي يصوّب خطانا ويوّجه البوصلة من خلال إطلالاته على قناة "الجزيرة"، وكانت آراؤه فاصلة بالنسبة لنا، وذات تأثير كبير. كنا دائما نفكر في التصعيد، وكنا بحاجة إلى آراء. كنا نستقي من د. بشارة علامة الطريق، وحين تحدّث عن أن الجيش لم يوضع تحت الامتحان ولم يخيّر بين النظام والشعب، انطلقنا لنضع الجيش أمام هذا الامتحان، مع علمنا أن الجيش لن يكون ضد شعبه. لقد كان للدكتور عزمي وتحليلاله للموقف أثر كبير على الشباب".

وأنهى عبد العزيز حديثه بالقول: "اللقاء القادم سيكون في ميدان الساعة في يافا عروس البحر بإذن الله".

التعليقات