علاء الأسواني: الثورة لن تُهزم..لكنها قد تتعطّل!

وتساءل الأسواني "أنت الذي انتصرت، فكيف توافق على شروط المهزوم؟ هذا أمر غريب جدًا، نحن في حالة عجز دستوري". وقال عن الاستفتاء على التعديلات الدستورية أنها كانت "بروفا" لانتخابات مجلس الشعب كي تحصل على النتائج التي تريدها بدون تزوير، معتبرا أن الانتخابات لم تكن مزورة كما السابق لكن بالتأكيد غير ديمقراطية ونغير نزيهة.

علاء الأسواني: الثورة لن تُهزم..لكنها قد تتعطّل!

- علاء الأسواني (تصوير عــ48رب) -


اعتبر الكاتب المصري والعالمي علاء الأسواني أن الثورة المصرية تمر الآن بلحظة حرجة ومفترق طرق بكل معنى الكلمة..إما تنتصر وتنجز أهدافها وإما تنكسر، ويعود النظام القديم وإن تغير شكله، معتبرًا أن الثورة المصرية خرجت لإسقاط كل النظام وتغييره وليس فقط إسقاط الرئيس.

 

جاءت أقوال الأسواني خلال ندوة في مكتبة "دار الشروق" احتفاء بتوقيع كتابه الجديد "هل أخطأت الثورة المصرية؟" حيث قال إن الثورة عبارة عن نشاط إنساني وهو أمر غير تقليدي في حياة الشعوب، إذ يضع فيه المواطن المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة، وأن أي نشاط إنساني لا يخلو من الاخطاء.
 
الثورة مرآة الحضارة
وشدد الأسواني إلى أن الثورة المصرية عكست مدى تحضر الشعب المصري من خلال سلمية الثورة وحتى يومنا هذا حيث يغيب الأمن عن حماية الشعب من الفلتان الأمني، والذي يحمي الشعب في هذه الأيام هو الشباب واللجان الشعبية من الثورة المضادة التي تهدف الى خلق زعزعة في البلاد بهدف التخريب على الثورة واتهامها بخلق حالة عدم استقرار خصوصا في ظل الارتفاع المتزايد للأسعار.
 
كما شدّد الأسواني على دور المرأة في الثورة الذي كان حاسمًا، وأعاد فكرة دور المرأة كإنسان بخلاف المفهوم الوهابي عن المرأة الذي دخل مصر في السنوات السابقة، فلولا المرأة لما كانت نجحت الثورة المصرية يوما واحدًا، فالمرأة كانت في الصفوف الأمامية وفاجأت الأمن والثوار المترددين. واعتبر الأسواني أن الثورة كسرت النظرة الاستشراقية عن العرب والمسلمين وأن الثقافة الإسلامية هي ثقافة استبداد وأن العرب لا يعرفون الديمقراطية، وتم حسم هذا الأمر والإثبات أن احتياج العرب للديمقراطية لا يقل عن الغرب.
 
الخطأ الأول: ترك الساحات والميادين 
وحدد الأسواني ثلاثة أخطاء للثورة المصرية أولها: ترك الساحات والميادين بعد سقوط حسني مبارك في 11 فبراير إذ قال" تركنا الثورة على أمانة المجلس العسكري، ربما بسبب حجم الانتصار التاريخي والفرحة الكبيرة، لكن كان يجب علينا تشكيل هيئة تمثل الثوار والثورة من جميع المحافظات ليحقق أهداف الثورة، فلو حصل هذا حينها لتداركنا العديد مما نمر به اليوم من قضايا عالقة".
 
الخطأ الثاني: اتفاق الأخوان مع العسكر
اما الخطأ الثاني فقال الأسواني: "جزء من الثوار استعجلوا في ابرام اتفاق مع المجلس العسكري، اتفاق يحقق له مكاسب سياسية مما أدى غلى ضعف قوة الثورة، والدخول في سجال بين الإسلام السياسي والقوى العلمانية".
 
وأضاف "الإخوان قالوا في البداية انه يجب إعداد دستور جديد، لكننا فوجئنا بموافقتهم على مشروع التعديلات الدستورية الذي أعلنه المجلس العسكري الذي هو بالأساس مشروع من أيام حسني مبارك، وهذا الأمر أخل في التوازن، كلنا نذكر تصريحات قيادات الإخوان في ميدان التحرير عن رفضهم لدستور مُرقع، لكن هذا ما حصل في النهاية، وافقوا على دستور مُرقع، ولو كنا أنجزنا دستور جديد لكانت الثورة تاريخ نحتفل به في هذه الأيام وحققنا المزيد من الإنجازات".
 
التصويت على التعديلات الدستوري كان مجرد "بروفا"
وتساءل الأسواني "أنت الذي انتصرت، فكيف توافق على شروط المهزوم؟ هذا أمر غريب جدًا، نحن في حالة عجز دستوري". وقال عن الاستفتاء على التعديلات الدستورية أنها كانت "بروفا" لانتخابات مجلس الشعب كي تحصل على النتائج التي تريدها بدون تزوير، معتبرا أن الانتخابات لم تكن مزورة كما السابق لكن بالتأكيد غير ديمقراطية ونغير نزيهة.
 
وشدد الأسواني إلى أن نتائج الانتخابات لمجلس الشعب هي ما أراده المجلس العسكري "يريد مجلس شعب مُريح له، فكل عمليات التجاوز التي حصلت في الانتخابات وشراء الأصوات مُسجل بالصوت والصورة، لكن اللجنة العليا للانتخابات مُعينة من قبل المجلس العسكري، لذلك لم يتم محاسبة أحد على التجاوزات، هذا كله مقابل مقايضة بالدستور ورئيس الجمهورية، فهذا البرلمان مُقيد ولا يستطيع مواجهة المجلس العسكري بسبب الاتفاقيات التي أُبرمت مع الإخوان والسلفيين، ومطالب الثورة ليست على أجندتهم"، ونوه الأسواني إلى أنه لو كسب الإخوان والسلفيين بدون إتفاقيات مع المجلس العسكري، لكان صوتهم عالٍ وغير مُقيد".
 
الخطأ الثالث: عدم تواصل الثوار مع الناس
اما الخطأ الثالث للثورة بالنسبة للأسواني فهو أن القوى الثورية اعتبرت أن قضيتها محسومة "ولا يوجد حاجة للحديث مع الناس"، وأن الشعب يدرك ما يحصل ولا حاجة لتوعيته، مشددًا على ضرورة التواصل مع الناس لتقوية جبهة الثورة خصوصًا في ظل الثورة المضادة التي لديها أجهزة إعلام كبيرة وقوية تحاول تشويه صورة الثوار وعزلهم عن الناس.
 
وحذر الأسواني من تكرير نفس السيناريو في الانتخابات الرئاسية المقبلة من خلال اتفاق الإخوان والمجلس العسكري على رئيس توافقي، ففي هذه الانتخابات أيضًا يوجد لجنة عليا لمراقبة الانتخابات مُكلفة من المجلس العسكري، وبحسب المادة 28 في الدستور الجديد لا يمكنك تقديم الطعون وهذا أخطر ما يكون في الإنتخابات".
 
ووجه الأسواني نقدًا شديدًا للإخوان المسلمين معتبرا أنهم في حال استمروا بنفس هذه السياسة فإن الشعب المصري سيرفضهم قائلا " الإخوان ليسو أنبياء هم مجموعة بشر" متساءلا "هل التمويل الأجنبي فقط ما يأتي ياليورو والدولار ام ما يأتي أيضا بالريال؟".
 
المصريون تغيروا
واعتبر الأسواني في ختام حديثه إلى أنه بالرغم من سياسات المجلس العسكري الذي برقبته أكثر من ألف شهيد وجريح، الثورة المصرية لن تهزم، لكنها قد تتعطل، مشددًا على أن المصريين الذين حكمهم حسني مبارك تغيروا والناس لم تعد تعرف الخوف.
 
- خلال الندوة -
_________________________________________________________________________________
 
أيضا في عــ48ـرب:

التعليقات