اشتباكات محدودة ومتفرقة في مصر في ذكرى فض اعتصام رابعة الأولى

اندلعت اليوم الخميس، اشتباكات محدودة ومتفرقة بين قوات الأمن ومتظاهرين في عدد من المدن المصرية في الذكرى الأولى لفض قوات الأمن المعتصمين ضد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة الصيف الماضي.

اشتباكات محدودة ومتفرقة في مصر في ذكرى فض اعتصام رابعة الأولى

اندلعت اليوم الخميس، اشتباكات محدودة ومتفرقة بين قوات الأمن ومتظاهرين في عدد من المدن المصرية في الذكرى الأولى لفض قوات الأمن المعتصمين ضد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة الصيف الماضي.

وكثفت قوات الأمن المصرية اليوم تواجدها في مختلف أنحاء البلاد تحسبا لتظاهرات دعا إليها تحالف مؤيد لجماعة الإخوان المسلمين، في الذكرى الأولى لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة في 14 آب (أغسطس) الفائت ما أدى إلى سقوط مئات القتلى.

وتعد تظاهرات اليوم اختبارا قويا لقدرة جماعة الإخوان المسلمين على حشد أنصارها في ظل حملة القمع التي تتعرض لها.

وقتل 817 شخصا على الأقل في رابعة العدوية وحدها، حسبما قالت منظمة هيومان رايتس ووتش يوم الثلاثاء الماضي في تقرير أصدرته ليواكب الذكرى الأولى لهذا.

وتقول الأرقام الرسمية في مصر أن قرابة 750 شخص قتلوا في فض الاعتصامين العام الماضي.

واتهمت هيومان رايتس ووتش في تقريرها مسؤولين مصريين كبار بأنهم ارتكبوا بشكل مرجح "جرائم ضد الإنسانية" أثناء فض الاعتصامين في القاهرة الصيف الماضي.

وكان "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد للإخوان دعا في بيان على صفحته على فيسبوك "تدشين موجة ثورية قوية هادرة تبدأ الخميس 14 آب (أغسطس) تحت عنوان القصاص مطلبنا"، داعيا أنصاره للتظاهر في مختلف مدن البلاد.

ولم تسجل التظاهرات المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين مشاركة أعداد كبيرة حتى الآن خلافا لما كان متوقعا في مثل هذه الذكرى الهامة، ذلك في ظل حملة قمع أمنية واسعة أسقطت أكثر من 1400 قتيل وقرابة 15 ألف معتقل منذ إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في تموز (يوليو) 2013.

وأدت الحملة الأمنية هذه لتراجع كبير في أعداد المتظاهرين خاصة مع صدور أحكام بالإعدام على أكثر من 200 معتقل إسلامي في محاكمات عاجلة وجماعية.

واتهم اللواء عبد الفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية جماعة الإخوان المسلمين بمحاولة "تنفيذ مخطط تخريب وتعطيل المرافق العامة بالدولة وذلك بعد فشلهم في حشد التظاهرات المؤيدة لهم".

وألقت الشرطة القبض على 19 شخصا اليوم بعد ما اندلعت اشتباكات متفرقة ومحدودة في عدد من المدن المصرية أصيب فيها 12 شخصا.

وقالت المصادر الأمنية إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين من الإخوان المسلمين اشتبكوا مع الأمن في منطقة كرداسة غربي القاهرة.

وكرداسة من المعاقل الرئيسية المؤيدة للإخوان في القاهرة الكبرى. وشهدت أحداث دامية أسقطت 13 شرطيا عقب فض اعتصام رابعة العام الماضي.

وأضافت المصادر أن "اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات الأمن ومتظاهرين من جماعة الإخوان المسلمين" اعلى كوبري ناهيا قرب حي المهندسين غربي القاهرة، في الطريق لموقع الاعتصام السابق في النهضة.

وفي منطقة المطرية شرقي القاهرة، ألقت الشرطة القبض على أربعة متظاهرين بعد تفريق تظاهرة مؤيدة للإخوان ومرسي بالغاز المسيل للدموع، أصيب فيها 5 أشخاص بطلقات الخرطوش حسب ما قالت مصادر أمنية.

وفي حي الهرم غربي القاهرة، ألقت الشرطة القبض على ثلاثة متظاهرين، بعد أن أضرم العشرات منهم لنيران في سيارة شرطة، بحسب الأمن.

وفي محافظة الإسكندرية الساحلية، أطلق الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في ثلاث مسيرات في أنحاء المدينة، وأصيب سبعة أشخاص باختناقات جراء ذلك.

وأشارت المصادر الأمنية إلى إلقاء القبض على سبعة متظاهرين قالت أنهم ضبطوا بحوزتهم زجاجات مولوتوف حارقة.

وفي محافظة الشرقية، قالت المصادر الأمنية أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق اشتباكات بين متظاهرين وأهالي المدينة في مدينة الحسينية، مشيرة إلى إلقاء القبض على 5 متظاهرين إسلاميين.

وردد المتظاهرون هتافات مناوئة للجيش، ما أشعل الاشتباكات مع الأهالي المعارضين لهم، وتكررت وقائع قطع الطرق في محافظات مصرية مختلفة، بحسب الأمن.

وأشارت المصادر الأمنية إلى أن متظاهرين من الإخوان المسلمين قطعوا بالإطارات المشتعلة الطريق الدائري في منطقة المعادي.

وفضت قوات الأمن تجمعات لمتظاهرين مؤيدين للإخوان المسلمين أشعلوا إطارات السيارات على شريط السكة الحديد بين قريتي المرازيق ومزغونة في محافظة الجيزة غربي القاهرة، بحسب مصدر أمني.

وأطاح الجيش بقيادة وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي والرئيس الحالي بمحمد مرسي الذي انتخب رئيسًا، بعد احتجاجات شعبية ضد السنة التي قضاها في الحكم متهمينه بمحاولة تكريس السلطة في يد الإخوان.

ومنذ ذلك الحين، اعتبرت الحكومة المصرية الإخوان "تنظيما إرهابيا" في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، كما حلت حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان في آب (أغسطس) الجاري.

كما صدرت أحكام قضائية تحظر ترشح أعضاء الجماعة في الانتخابات العامة، وهو ما يراه مراقبون قد أقصى الإخوان تماما من المشهد السياسي ويدفعها للعمل من تحت الأرض مجددا.

ومنذ عزل مرسي، قتل أكثر من 500 من أفراد الجيش والشرطة في اعتداءات استهدفت الأمن المصري.

 

التعليقات