مصر: تطبيع ديني برعاية أمنية مشدّدة

الزيارة جاءت وسط إجراءات أمنية مشددة، وتأتي بعد زيارة السفير الإسرائيلي لدى مصر، دافيد غوفرين، للضريح نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

مصر: تطبيع ديني برعاية أمنية مشدّدة

زار 12 حاخامًا إسرائيليًا، اليوم الثلاثاء، ضريحًا يُعرف باسم "يعقوب أبو حصيرة"، شمالي مصر، يعتقد اليهود أنه قبر حاخام يقدسونه، رغم حكم قضائي مصري العام 2014، بوقف الاحتفالات وعدم أثرية القبر.

جاء ذلك، بحسب ما تناقلته وسائل إعلام محلية، بينها صحيفة "أخبار اليوم" الحكومية، فيما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات المصرية بشأن الزيارة.

وذكرت المصادر أن الزيارة جاءت وسط إجراءات أمنية مشددة، وتأتي بعد زيارة السفير الإسرائيلي لدى مصر، دافيد غوفرين، للضريح نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وزيارة غوفرين كانت الأولى منذ ثورة كانون الثاني/ يناير 2011 (أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك) لمسؤول إسرائيلي، والذي تشهد بلاده علاقات جيدة مع القاهرة منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، منصبه في حزيران/ يونيو 2014.‎

تجدر الإشارة إلى أن قرية "دميتوه" بمدينة دمنهور، شمالي البلاد، كانت تشهد احتفالات سنوية، حيث تستقبل حافلات إسرائيلية في أواخر كانون الأول/ ديسمبر، وأوائل كانون الثاني/ يناير من كل عام، لإقامة طقوس دينية واحتفالية في محيط الضريح تحت حراسة أمنية.

وأصدرت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية، حكمًا، في 29 كانون الأول/ ديسمبر 2014، بإلغاء الاحتفالات السنوية نهائيًا لمولد "أبو حصيرة"، وذلك لـ"مخالفتها للنظّام العام والآداب، وتعارضها مع وقار الشعائر الدينية"، وفق حيثياتها آنذاك.

وقررت المحكمة وقتها أيضًا إلغاء قرار حكومي سابق في 2001 بأثرية الضريح مع إلزام وزارة الآثار بشطب الضريح من سجلات الآثار المصرية.

 من زيارة غوفرين لضريح "أبو حصيرة"، تشرين الأول الماضي

ووفق تقارير إسرائيلية، فـ"أبو حصيرة" (1805-1880م) هو يعقوب بن مسعود، حاخام يهودي من أصل مغربي، عاش في القرن التاسع عشر، ويعتقد عدد من اليهود أنه شخصية "مباركة"، وهو ما ردت عليه المحكمة المصرية في 2014 بأن القبر لا يشكل أي مظهر من مظاهر التواجد اليهودي.

وكانت احتفالات "أبو حصيرة"، دائمًا مصدر انتقادات لنظام مبارك، ودشنت حملات مناهضة له من مدونين أبرزها "مدونون ضد أبو حصيرة"، بخلاف حركات وجماعات سياسية بالمدينة، رفضًا للاحتفالات. ‎

وكانت زيارة غوفرين قد أثارت ردود فعل غاضبة لدى مصريين، خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي، كما ونقلت وسائل إعلام محلية تصريحات سياسية منددة، من ضمنها تصريح لأمين حزب تيار الكرامة، محمد البسيوني، قال فيها إن "زيارة سفير الكيان الصهيوني في مصر مرفوضة"، مشددا على أن "المصريين ناضلوا ضد استمرار احتفالات مولد أبو حصيرة الذي يتخذ منه الصهاينة بابا للوجود في مصر سنويا، وأن على السلطات المصرية احترام القانون والالتزام بحكم المحكمة الإدارية التي ألغت الاحتفالات".

التعليقات