السيسي "خنق" القاهرة خشية من تظاهرات جمعة الخلاص

بيّنت خرائط "جوجل"، الجمعة، إغلاقًا تامًا لمواقع مركزية في العاصمة المصريّة، القاهرة، في محاولة للحيلولة دون خروج متظاهرين في "جمعة الخلاص" التي دعا إليها رجل الأعمال والفنان، محمّد علي، وهو ما انتقدته منظّمة العفو الدولية.

السيسي

حواجز أمنية في القاهرة (أ ف ب)

بيّنت خرائط "جوجل"، الجمعة، إغلاقًا تامًا لمواقع مركزية في العاصمة المصريّة، القاهرة، في محاولة للحيلولة دون خروج متظاهرين في "جمعة الخلاص" التي دعا إليها رجل الأعمال والفنان، محمّد علي، وهو ما انتقدته منظّمة العفو الدولية.

ورغم ذلك، شهدت مدن مصريّة عدّة تظاهرات دعت لإسقاط الرئيس، عبد الفتّاح السيسي.

وأبدت الأمم المتحدة قلقها حول التطورات في مصر، وطالبت بالإفراج الفوري عن المعتقلين الذين مارسوا حقوقهم.

وأعربت المفوّضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه، الجمعة، عن "قلقها البالغ بشأن عمليات الاعتقال واسعة النطاق للمحتجين، ارتباطًا بالتظاهرات الحاصلة في مصر، وغياب المحاكمات وفق الأصول القانونية"، ودعت السلطات المصريّة إلى "احترام الحق في حرية التعبير، والحق في التجمع، بما يتوافق مع القواعد والمعايير الدولية توافقًا كاملًا".

ولفتت إلى أنّ السلطات المصريّة اعتقلت "أكثر من ألفي شخص، بينهم محامون ومدافعون عن حقوق الإنسان وناشطون سياسيون وأساتذة جامعيون وصحافيون، قبل اندلاع التظاهرات وخلالها وبعدها، والتي طالت عددًا من المدن المصرية يومي 20 و21 أيلول/ سبتمبر الجاري".

وأشارت إلى حرمان بعض الأشخاص المحتجزين من أن يكون لهم ممثل قانوني عند المثول أمام المدعى العام، "وثمة ادعاءات بأن البعض منهم قد اُتهموا بارتكاب جرائم خطيرة"، ذكرت منها "تقديم المساعدة إلى مجموعة إرهابية لتحقيق أهدافها"، و"نشر أخبار كاذبة"، و"الاشتراك في احتجاجات غير مرخصة"، و"إساءة استعمال وسائل التواصل الاجتماعي".

كما أعلن المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أن الأمم المتحدة تتابع "عن كثب" تطورات الأوضاع في مصر، مشيرًا إلى أن أمينه العام، أنطونيو غوتيريس، يشارك المفوضية الأممية موقفها إزاء القلق جراء التوقيفات.

بدورها، ذكرت منظمة العفو الدولية أن "السلطات المصرية أغلقت أربع محطات مترو رئيسية على الأقل وسط القاهرة، وأقفلت معظم الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير، للحد من التظاهرات المناهضة لنظام السيسي"، ولفتت إلى أنّ مثل هذه الإجراءات "تمثل انتهاكًا صارخًا لحرية الحركة والتجمع"، وأكدت، كذلك، اعتقال قرابة ألفي شخص.

واستخدمت قوات الأمن المصرية قنابل الغاز المسيل للدموع، الجمعة، من أجل تفريق تظاهرات في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية والمنيا وسوهاج وقنا والأقصر، استجابة لدعوات الاحتجاج التي أطلقها رجل الأعمال محمد علي، تحت شعار "جمعة الخلاص"، في أعقاب كشفه وقائع فساد عدة داخل مؤسستي الرئاسة والجيش.

الوراق تتظاهر مجددا

ومن أبرز المناطق القاهرية التي شهدت مظاهرات، هي جزيرة الورّاق، التي كان أهلها من أوائل الداعمين والمشاركين في التظاهرات المطالبة بإطاحة النظام، منذ الجمعة الماضية، حيث شاركوا في تظاهرة حاشدة انطلقت بعد تجمع الأهالي أمام إحدى معديات الجزيرة النيلية، لترفع هتاف "ارحل يا سيسي" مع غيرهم من المتظاهرين في عدد من المدن المصرية.

وشهدت الجزيرة، خلال السنوات الماضية، تظاهرات حاشدة، رفضًا لمخططات بإخلائها وبيع أجزاء منها للإمارات.

وتُعَد الوراق أكبر جزيرة في نهر النيل، وتبلغ مساحتها 1850 فدانًا، ويصل عدد سكانها إلى ما يقرب من 200 ألف. وتحتل الجزيرة موقعًا متميِّزًا، إذ تمثِّل الرابط بين محافظات القاهرة الكبرى (القاهرة والجيزة والقليوبية).

وكانت الوراق تُعتَبَر، هي و16 جزيرة نيلية أخرى، محميات طبيعية وفقًا لقرار رئيس الوزراء رقم 1969 لسنة 1998، حتى أصدر رئيس الوزراء السابق، شريف إسماعيل، يوم 19 يونيو/ حزيران 2017، قرارًا مُفاجِئًا باستبعاد 17 جزيرة، وعلى رأسها الوراق، من هذا القرار.

وبدأت أزمة الجزيرة مع النظام السياسي الحالي، عندما قامت قوات من الجيش والشرطة بتاريخ 16 تمّوز/ يوليو 2017 بإزالة وهدم حوالي 18 منزلًا بها، ما أدى إلى اشتباكات ما بين الأهالي وقوات الأمن التي قامت بإطلاق الأعيرة النارية "الخرطوش" وقنابل الغاز المسيلة للدموع، وهو ما أدى إلى مقتل أحد أهالي الجزيرة، وهو سيد الغلبان، وإصابة كثيرين، وهو ما صدر معه قرار من وزير الداخلية بوقف حملة الإخلاء القسري لأهالي الجزيرة.

التعليقات