السيسي يدعو إسرائيل لوقف التصعيد والقبول بالمبادرة العربية للسلام

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، دعوة من مؤتمر "دعم القدس"، في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، إلى "حكومة وشعب إسرائيل"، لـ"الاندماج والتعايش" بين شعوب المنطقة. والقبول

السيسي يدعو إسرائيل لوقف التصعيد والقبول بالمبادرة العربية للسلام

(Getty Images)

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، إسرائيل، إلى القبول بمبادرة السلام العربية، مؤكدا رفض بلاده لأي إجراءات تصعيدية إسرائيلية تمس "الوضع التاريخي والقانوني" لمدينة القدس الشرقية المحتلة، وذلك في كلمة له خلال مؤتمر القدس "صمود وتنمية" في مقر جامعة الدول العربية، بالعاصمة المصرية القاهرة، وفق بيان للرئاسة المصرية.

وتقترح مبادرة السلام، التي أقرتها القمة العربية ببيروت في 2002، إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حلّ عادل لقضية اللاجئين. ورفضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة هذه المبادرة.

وقال السيسي في كلمته إنه "أغتنم هذه المناسبة لتجديد دعوتي للمجتمع الدولي وشركاء السلام لضرورة العمل سويًا على إنفاذ حل الدولتين، وتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، باعتباره حجر الزاوية لتطلعات شعوب المنطقة لتحقيق الأمن الإقليمي والاستقرار والتعايش السلمي".

ومنذ نيسان/ أبريل 2014 توقفت المفاوضات بين السلطة الفلسطينية، والجانب الإسرائيلي؛ من جراء تنصل تل أبيب من مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، ورفضها وقف البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية وإطلاق دفعة من معتقلين فلسطينيين.

وموجها حديثه إلى إسرائيل "حكومة وشعبا"، تابع السيسي: "حان الوقت لتكريس ثقافة السلام والتعايش والاندماج بين شعوب المنطقة، ولهذا الغرض، مددنا أيدينا بالمبادرة العربية للسلام التي تضمن تحقيق ذلك وفقا لسياق عادل وشامل".

وتابع أنه "دعونا نضع (المبادرة) سويا موضع التنفيذ... ولنطوي صفحة الآلام من أجل الأجيال القادمة الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء".

ومجددا رفض القاهرة أي تصعيد إسرائيلي، قال السيسي: "تؤكد مصر موقفها الثابت إزاء رفض وإدانة أي إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس ومقدساتها".

وأضاف "تعيد مصر التحذير من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على الإخلال بذلك أو محاولة فرض أمر واقع يؤثر سلبا على أفق مفاوضات الوضع النهائي".

يأتي ذلك في ظل تكثيف سلطات الاحتلال الإسرائيلي جهودها لتهويد القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية، في مواجهة إمكانية أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.

وبشأن مستجدات الأوضاع في المنطقة، قال السيسي: "يأتي اجتماعنا اليوم على خلفية ظروف طارئة ومتأزمة تواجه القضية الفلسطينية وظروف تهدد الأمن الإقليمي".

وأضاف أن "مصر لن تألو جهدا في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وستواصل العمل مع طرفي الصراع لإعادة إحياء المسار السياسي.. سنعمل مع جميع الأطراف على التهدئة بالضفة الغربية وقطاع غزة وستستمر الجهود في دعم إعادة إعمار القطاع".

العاهل الأردني: حل الدولتين يتطلب "وقف كل الانتهاكات الإسرائيلية"

أكد ملك الأردن عبد الله الثاني، اليوم الأحد، أن فرص إحلال السلام على أساس مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) تتطلب "وقف كل الانتهاكات الإسرائيلية"، خلال كلمته في مؤتمر القدس "صمود وتنمية" في العاصمة المصرية القاهرة.

وقال الملك عبد الله إن "محور اجتماعنا اليوم بوجدان كل عربي، فبيت المقدس هو قبلة المسلمين الأولى، ولا يمكن لمنطقتنا أن تنعم بالسلام والاستقرار والازدهار، والقضية الفلسطينية تراوح مكانها".

وأضاف أنه "نجدد وقوفنا إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين، ونطالب المجتمع الدولي بتلبية حقوقهم العادلة والمشروعة". كما جدد التأكيد على أن "الحفاظ على فرص السلام على أساس حل الدولتين، يتطلب وقف كل الانتهاكات الإسرائيلية، فأي محاولة للمساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم، ستكون لها انعكاسات سلبية على أمن واستقرار المنطقة بأكملها".

وفي كلمة سابقة خلال المؤتمر، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتزامه التوجه إلى الأمم والمتحدة ومجلس الأمن في الأيام القليلة القادمة للمطالبة بإصدار "قرار يؤكد على حماية حل الدولتين ووقف أعمال إسرائيل الأحادية وعلى رأسها الاستيطان".

والأحد، انطلقت في القاهرة أعمال مؤتمر "القدس صمود وتنمية" بمشاركة عربية وإقليمية ودولية رفيعة المستوى. ويعقد المؤتمر في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. ويشارك فيه الرئيسان المصري والفلسطيني وملك الأردن وعدد من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية والأمم المتحدة.

ومؤتمر القدس يُعقد تنفيذا لمخرجات القمة العربية في الجزائر في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، وكانت قمة الجزائر قد أقرت عقد المؤتمر لبحث "وسائل وآليات سياسية وقانونية وتنموية عملية تهدف إلى حماية مدينة القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين ودعم صمود أهلها".

ويشارك فيه الرئيسان المصري والفلسطيني محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني، وعدد من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية والأمم المتحدة.

التعليقات