الوثائق السرية: خطة مصرية لإنتاج صواريخ وشحنها سرا لروسيا

ذكرت الوثيقة المؤرخة في 17 شباط/فبراير الماضي، أن السيسي أمر المسؤولين بالحفاظ على سرية إنتاج وشحن الصواريخ "لتجنب المشاكل مع الغرب".

الوثائق السرية: خطة مصرية لإنتاج صواريخ وشحنها سرا لروسيا

الخطة تشير لتزويد روسيا بقذائف مدفعية وذخائر (Getty Images)

ذكرت وثيقة لأجهزة الاستخبارات الأميركية ضمن الوثائق التي تسربت من البنتاغون أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمر بصنع قرابة 40 ألف قذيفة صاروخية ومدفعية وبارود، وأن يتم شحنها سرا إلى روسيا، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" اليوم، الثلاثاء.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وتلخص الوثيقة، المؤرخة في 17 شباط/فبراير الماضي، محادثات بين السيسي ومسؤولين عسكريين مصريين كبار، الادعاء بوجود خطط مصرية لتزويد روسيا بهذه الأسلحة، وأن السيسي أمر المسؤولين العسكريين بالحفاظ على سرية إنتاجها وشحنها إلى روسيا، أثناء الحرب في أوكرانيا، من أجل "تجنب المشاكل مع الغرب".

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنها حصلت على هذه الوثيقة بين مجموعة صور وملفات سرية نُشرت في تطبيق الدردشة Discord، في شهري شباط/فبراير ومارس/آذار الماضيين. ولم يتم النشر عن هذه الوثيقة من قبل.

وتعقيبا على هذه الوثيقة ومدى صحة مضمونها، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، إن "موقف مصر منذ البداية يقوم على عدم التدخل في هذه الأزمة والالتزام بالمحافظة على مسافة متساوية مع الطرفين. مع التأكيد على دعم مصر لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وأضاف أبو زيد أنه "نواصل حث الطرفين على وقف الأعمال العدائية والتوصل إلى حل سياسي من خلال المفاوضات".

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية، طالبا عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المعلومات، إنه "لسنا على علم بأي تنفيذ لتلك الخطة"، في إشارة إلى مبادرة تصدير الصواريخ، مضيفا أنه "لم نر ذلك يحدث".

وأشارت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، إلى أن وزارة العدل الأميركية فتحت تحقيقًا في تسريب الوثائق الاستخباراتية السرية.

وحاولت مصر وحلفاء آخرون للولايات المتحدة في الشرق الأوسط الابتعاد عن المواجهة بين الدول الغربية وروسيا إثر الحرب في أوكرانيا، وسط قلق هؤلاء الحلفاء من تراجع الدور الأميركي في المنطقة، ومن أجل الحصول على وسائل جديدة لضمتن أمنها الاقتصادي والعسكري.

وتسببت الحرب في أوكرانيا بارتفاع أسعار السلع عالميا وفرض ضغوطا شديدة على مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، والتي تلقت أكثر من 80% من قمحها من روسيا وأوكرانيا في السنوات الماضية.

وبحسب الوثيقة، فإن تعليمات السيسي صدرت في مطلع شباط/فبراير، وأن التعليمات صدرت لشخص يشار إليه بـ"صلاح الدين"، ويرجح أنه وزير الدولة للإنتاج الحربي، محمد صلاح الدين. وأضافت الوثيقة أن البارود المعروض على روسيا سينقل من "المصنع 18"، وهو اسم مصنع كيميائي عمره عقود.

ونقلت الوثيقة عن صلاح الدين قوله إنه "سيأمر مرؤسيه بالعمل بنظام الورديات إذا لزم الأمر، لأنه كان أقل ما يمكن لمصر أن تفعله لسداد روسيا مقابل مساعدة غير محددة في وقت سابق". ولا توضح الوثيقة ماهية المساعدة الروسية السابقة. وتنقل الوثيقة المسربة عن صلاح الدين قوله إن الروس أخبروه بأنهم على استعداد "لشراء أي شيء".

يشار إلى أن موسكو والقاهرة وقعتا عدة اتفاقيات مهمة مؤخرًا، بينها اتفاق، في العام الجاري، يقضي بأن تبني روسيا ورشة ضخمة للسكك الحديدية في مصر. كما بدأت شركة "روساتوم" الروسية الحكومية للطاقة الذرية، العام الماضي، بناء أول محطة للطاقة النووية في مصر.

وبعد أن عطلت الحرب في أوكرانيا استيراد القمح الأوكراني، بدأت القاهرة تعتمد بشكل كبير على مشتريات الحبوب الروسية، الأمر الذي ساعد مصر على تجنب نقص القمح الذي من شأنه أن يؤدي إلى اضطرابات داخلية، في ظل أزمة اقتصادية شديدة تعاني منها مصر.

وتقتبس الوثيقة عن السيسي قوله إنه يفكر في بيع "أشياء عادية" إلى الصين، لإفساح المجال "لمزيد من إنتاج صقر 45"، وهو نوع من الصواريخ 122 ملم تصنعه مصر.

التعليقات