مؤتمر طلاب الدكتوراه: استعراض أقسام المركز العربي وبرامجه البحثية

وكشف أن المركز يخطط لإصدار دورية جديدة تسمى "منتقى" تختار أفضل الإنتاجات البحثية من المجلة، تصدر باللغة الإنجليزية إلى جانب دوريات المركز الأربع (سياسات عربية، عمران، أسطور وتبين، إضافةً إلى الكتاب السنوي "استشراف" الذي يعنى بالدراسات المستقبلية).

مؤتمر طلاب الدكتوراه: استعراض أقسام المركز العربي وبرامجه البحثية

الطلاب المشاركين في المؤتمر

واصل مؤتمر "طلبة الدكتوراه العرب" أعماله في يومه الثاني بجلسة عامة حول البرامج البحثية في المركز العربي. ترأّس الجلسة المدير التنفيذي للمركز العربي، الدكتور محمد المصري، إذ لخّص مجريات اليوم الأول الذي شهد عروضًا لمشاركات بحثية على مستوى عالٍ من العمق والجدية البحثية والأكاديمية، وانعكس ذلك في تفاعل جمهور الباحثين المشاركين في المؤتمر وباحثي المركز العربي ومعهد الدوحة للدراسات العليا، كما قدّم المصري عرضًا عامًا عن المركز بوصفه مؤسسة بحثية أكاديمية. ثم عرّف المتحدثون الرئيسون ببرامج المركز وأقسامه.

وأكد الباحث في المركز العربي، محمد جمال باروت، رئيس قسم الأبحاث في مداخلته أن العملية البحثية هي الجوهر المحدد لعمل المركز على مختلف أشكالها سواء أكانت مؤتمرات أم إصدارات، وأوضح أن المركز يمتلك بنية مؤسسية فعالة تسمح لهذه العملية بأن تكون متكاملة. وأشار إلى أن القسم يشرف على العملية البحثية لإصدارات المركز المشاركة في المؤتمرات أو المرشحة للنشر.

كما أوضح باروت طريقة المشاركة البحثية سواء في دوريات المركز أم في مؤتمراته، بأنها مشاركات محكمة مسبقًا، أي إنّ قبول المقترح البحثي لا يعني قبول المشاركة، فالمركز العربي يعتمد على الصورة الأساسية للبحث، بعد عملية التحكيم إذ يعتمد على الدعم الفني أو التحكيم التوجيهي الذي يساعد على جودة البحث وسدّ بعض ثغراته، وأشار إلى أن المركز يملك بنية مؤسسية تفاعلية تضم عددًا كبيرًا من الأكاديميين في الجامعات العربية والغربية.

وكشف أن المركز يخطط لإصدار دورية جديدة تسمى "منتقى" تختار أفضل الإنتاجات البحثية من المجلة، تصدر باللغة الإنجليزية إلى جانب دوريات المركز الأربع (سياسات عربية، عمران، أسطور وتبين، إضافةً إلى الكتاب السنوي "استشراف" الذي يعنى بالدراسات المستقبلية).

وقدّم الباحث في المركز العربي ورئيس وحدة تحليل السياسات، مروان قبلان، مداخلته حول ما تقدّمه الوحدة على اعتبارها "الخزان الفكري" Think Tank للمركز العربي هدفها متابعة الشؤون والأحداث الراهنة في المنطقة العربية، والإقليم والعالم. وأشار إلى أن نشاطات الوحدة تنقسم إلى قسمين، أولهما إعداد أوراق بحثية في شكل تقدير موقف، وتقييم حالة، وتحليل سياسات، تنشر تباعًا على الموقع الإلكتروني للمركز، بعضها ينشر باسم المركز العربي، ما يعني أنها تعبّر عن آرائه في القضية موضوع البحث، أو تنشر باسم الباحث الذي قام بإعدادها. وثانيهما، مجموعة الندوات والمؤتمرات التي تقوم الوحدة بتنظيمها، منها ندوات طارئة بناءً على حدث معين أو تطور يستدعي البحث والدراسة، وبناءً عليه، تدعو الوحدة مجموعة من الباحثين والمختصين في الظاهرة موضوع البحث إلى جلسة عصف ذهني، وكان آخرها ندوة "قرار نقل السفارة الأميركية ووضع القدس القانوني والسياسي".

وأشار إلى أنّ الوحدة تعقد نوعين من المؤتمرات؛ يتمثل الأول في مؤتمر في أيار/ مايو من كل عام، ضمن سلسلة مؤتمرات "العرب والعالم"، ويخصص المؤتمر القادم موضوعه لـ"العرب والهند". أما المؤتمر الآخر فهو مؤتمر دراسات الخليج والجزيرة العربية، ويعقد في كانون الأول/ ديسمبر من كل عام. ويعدّ هذا المؤتمر واحدًا من المؤتمرات الفكرية والأكاديمية على المستوى العربي والدولي التي تدرس منطقة الخليج ذات الأهمية الإستراتيجية.

ثم قدّمت الباحثة في المركز العربي، دانا الكرد، مداخلة حول "المؤشر العربي"؛ وهو استطلاع رأي يجريه المركز العربي في عديد من دول العالم العربي سنويًا منذ عام 2011، بقصد التعرف إلى الرأي العام العربي حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسات الخارجية للدول الفاعلة في النظام الإقليمي والدولي. وقدّمت الكرد عدة أمثلة من المؤشر العربي لعام 2016، وتطرّقت إلى مسألة البوابة الإلكترونية للمؤشر التي سيتم إطلاقها قريبًا وضمنها التقارير والبيانات الخاصة بالمؤشر العربي.

أمّا نائب المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي، محمد العبيدي، فقد استعرض في مداخلته الهيكل الإداري لفريق العمل الذي يضم خبراء لغويين من مختلف الدول العربية. وقدّم تفصيلًا عن منظومة العمل التي تبدأ بإعداد بيبليوغرافيا شاملة مرورًا بالتحكيم والنشر وانتهاء بالبوابة الإلكترونية. كما شرح العبيدي عمل فريق البحث في رصد التطور التاريخي لمفردات اللغة العربية حتى وصل إلى أقدم نص باللغة العربية كُتب في عام 403 قبل الهجرة. وكشف أن البوابة الإلكترونية للمعجم ستكون متاحة خلال عدة أشهر وتقدّم خدماتها للباحثين.

كما قدّم الباحث في المركز العربي، ورئيس قسم الموقع الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي في المركز، أحمد قاسم حسين، عرضًا عن الموقع الإلكتروني، إذ أشار إلى أنّ المركز قام مؤخرًا بتحديثٍ واسع لموقعه الإلكتروني، حتى يقدّم لزواره تجربة بحث فريدة من خلال تصفّحٍ سهل لمجموع إنتاجاته المعرفية والبحثية، في السنوات السبع الماضية، إذ يحتوي الموقع على قاعدة بيانات كبيرة في جميع المجالات والحقول المعرفية في العلوم الاجتماعية والإنسانية، وقد تم تصميم محرك البحث الخاص بالموقع ليكون بمنزلة "موظف مكتبة" يقدّم الإجابة السريعة عن العنوان موضوع البحث من خلال كتابة كلمة أو عدة كلمات مفتاحية، وفي الإمكان أيضًا تحديد النطاق الزمني لموضوع البحث.

كما تطرّق حسين إلى المواقع الإلكترونية الفرعية للدوريات وإتاحة المركز تحميل كافة المواد مجانًا. وأشار إلى أنّ كتب المركز العربي أصبحت متاحة على موقع أمازون العالمي إلى جانب توافرها ورقيًا وإلكترونيًا على متجر المركز الإلكتروني.

طلاب الدكتوراه في اليوم الثاني: ورشات عمل مستمرة

وتواصلت لليوم الثاني على التوالي أعمال مؤتمر طلبة الدكتوراه العرب؛ فقد عقد ثماني عشرة جلسة توزّعت على اختصاصات العلوم السياسية والأدب المقارن والاقتصاد والتاريخ وعلم الاجتماع. وتواصلت الجلسات على حصة صباحية وأخرى مسائية عرض الباحثون المشاركون خلالها ستةً وثلاثين بحثًا.

ركزت الجلسة الأولى على مواضيع الأدب المقارن، ومعالجة إشكالية العلاقة بين التاريخ والتخيّل أو بين التأريخ والسرد. كما طرحت الجلسة نقاشًا حول مفهوم الهوية وعلاقاته بظاهرة الهجرة ودورها في تحديد نوع العلاقات الاجتماعية وتحديد مفهوم الغيرية.

من جهة أخرى، ناقشت جلسة الاقتصاد إشكاليات الفساد وتأثيرها في البنية المجتمعية والمؤسساتية للدولة وفي دورها في التنمية والنمو الاقتصادي. كما كان موضوع قوانين العمل والتغييرات الطارئة عليها في العالم العربي محور اهتمام خلال هذه الجلسة نظرًا إلى الدور الذي تقوم به في النجاعة الاقتصادية للدولة. وعالجت جلسات أخرى العلاقة بين الإسلام والتسامح أو الإسلام والديمقراطية وأهم المتغيرات الاجتماعية التي تكيّف هذه العلاقات من خلال النظر في البيانات الإحصائية الصادرة عن المؤشر العربي. وفي نهاية كل جلسة قدّم باحثو المركز ومعهد الدوحة للدراسات العليا مجموعة من الملاحظات والتقييمات التي تساهم في تطوير البحوث التي قدّمها طلبة الدكتوراه وإغنائها والارتقاء بها علميًا وأكاديميًا.

 

التعليقات