عن الـ"نيو يورك تايمز" / الحكم بالسجن الفعلي على راهبات بسبب مظاهرة ضد الأسلحة النووية في كولورادو

عن الـ
دينفير (عن رويترز) – حكم قاضٍ يوم الجمعة المنصرم بالسجن الفعلي لفترات تتراوح من 30 حتّى 41 شهرًا على ثلاث راهبات روم كاثوليك، اللواتي كنّ قد عبثن بسلوة تتواجد فيها صواريخ نوويّة في كولورادو ولطّخنها بدمائهنّ، وكان القاضي قد وصف أعمالهنّ بـ"معدومة المسؤوليّة على قدر كبير من الخطورة".
وكان قاضي المحكمة المركزيّة الأمريكية، روبرت بلاكبرن، قد حكم على أرديث بلات بالسّجن لمدّة 41 شهرًا، وعلى جاكي هدسون لمدّة 30 شهرًا، وعلى كارولين جيلبيرت لمدّة 33 شهرًا. وقد تفاوتت العقوبات وفق عدد المرّات السابقة التي اعتقلت فيها كلّ من الراهبات بسبب عصيانهنّ المدني.
وقد اتُّهمت راهبات الدومينيكان في شهر نيسان بإتلاف متعمّد للممتلكات وبعرقلة الدّفاع القومي لتظاهرهنّ في سلوة الصواريخ النوويّة غير المأهولة، "مينوتمان 3"، بالقرب من غرييلي، كولورادو في السادس من أوكتوبر، 2002.
وكانت الرّاهبات الثلاث النشيطات في حركة السّلام قد اعترفن بأنّهن قمن باقتحام السلوة وسكبن دماءهنّ بكل أنحاء الموقع وضربن بمطرقةٍ منزليّةٍ غطاء السّلوة المكوّن من نصف طن من الإسمنت.
وقد قالت الرّاهبات، اللاتي قد أدلين بشهاداتهنّ في محاكمتهنّ، أنّ الإحتجاج جاء ليعبّر عن "نزع سلاح رمزي" ولم يعرّض الدّفاع القومي لأي خطر.
وقد قال القاضي بلاكبرن في الجلسة الأخيرة في المحكمة المركزيّة الأمريكيّة، واصفًا الأمر بأنّه "مذهل وغير قابل للتبرير"، أنّ قيام نشيطات السّلام القدامى قد أدّى إلى إيذاء القوّات الجوّيّة الأمريكيّة، التي اضطرّت للمثول في موقع الحدث: "لقد كان العمل عديم المسؤوليّة على قدر كبير من الخطورة"، أضاف القاضي.
في المقابل، أضاف بلاكبرن أنّ ارتباطات الرّاهبات بالجمهور والخدمات الّتي كنّ قد قدّمنها له، والضرر الضّئيل الذي سبّبنه، سمحت له بأن يعاملهنّ بتمييز حيث فرض عليهنّ عقوبات أخف من العقوبة القصوى وهي السّجن الفعلي لمدّة 8 سنوات:
"لم تشكّل الرّاهبات أي خطر لحدوث موت أو إصابة، ولم تشكّل أي تهديد للأمن القومي"، قال القاضي.
وقد رفضت الرّاهبات، اللواتي لبسن ثيابًا سوداء، التّكلّم لدى صدور الحكم عليهنّ.
وتنتمي الرّاهبات، اللاتي في الخمسينات والستّينات من أعمارهنّ، إلى "Sacred Earth & Space Plowshares"، وهي جمعيّة لنزع الأسلحة النوويّة القوميّة. هذا وقد حضر حوالي 200 مؤيّد للراهبات خارج المحكمة مع لافتات ضد الحرب وضد الأسلحة النوويّة.
وقال محامي الدّفاع عن الرّاهبة هدسون، وولتر جيراش، أنّه كان مسرورًا لأن القاضي كان متساهلاً مع موكّلته. وقد قال أيضًا أنّها لم تقرّر بعد ما إذا كان بودّها الإستئناف على قرار الحكم.
وقد أصدر المحامي الأمريكي جون سوثرز بيانًا، يقول فيه أنّ قرارات الحكم كانت منصفة ومعقولة، قائلاً:
"بخلاف نضال المتّهمات، ومحاميهنّ ومؤيدّيهنّ، فإنّ هذه القضيّة لم تكن أبدًا حول قمع المعارضة لسياسة حكومة الولايات المتّحدة، بل حول إقرار القانون"، قال سوثرز.
أعطى القاضي الرّاهبات مهلة حتّى الـ25 من آب لكي يذهبن إلى السّجن الفيديرالي، ولكنّهنّ اخترن أن تبدأن فترات عقوباتهنّ على الفور.

التعليقات