"بصمات واشنطن تظهر في جميع غارات السعودية باليمن"

تحقيق نشرته "نيويورك تايمز": "على الرغم من نفي الخارجية والدفاع الأميركيتين، إلا أن مسؤولا رفيعا سابقا في الخارجية الأمريكية أكد بأن واشنطن لديها حق الوصول إلى سجلات كل غارة جوية على اليمن منذ الأيام الأولى للحرب"

طفل يمني (7 أشهر) نزح مع أهله في عدن (أ.ب.)

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن بصمات الولايات المتحدة تظهر في كافة الغارات الجوية الخاطئة التي نُفّذت في اليمن، والتي أودت بحياة أكثر من 4600 مدني. جاء ذلك في تحقيق أجرته الصحيفة بعنوان "واشنطن تركت بصمة كبيرة في الحرب اليمنية من خلال بيع الأسلحة للسعودية"، استنادا إلى معلومات من 10 مسؤولين أميركيين، بعضهم من المتقاعدين وآخرين ما يزالون على رأس عملهم.

وأوضحت الصحيفة في تحقيقها، أنّ واشنطن لديها الحق في الوصول إلى سجلات كل غارة جوية ينفذها التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن، وأن الرياض تجاهلت توصيات واشنطن حول الأهداف الصحيحة الواجب استهدافها.

وأشارت الصحيفة إلى ادعاء وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين بنفي علمهما بما إذا كانت القنابل الأميركية قد استُخدمت في الغارات الجوية التي استهدفت حفلات الزفاف والمساجد والجنازات.

وقالت الصحيفة إنه "على الرغم من نفي الخارجية والدفاع الأميركيتين، إلا أن مسؤولا رفيعا سابقا في الخارجية الأمريكية أكد بأن واشنطن لديها حق الوصول إلى سجلات كل غارة جوية على اليمن منذ الأيام الأولى للحرب".

وأضافت أن الولايات المتحدة فشلت أيضا في دفع السعودية إلى الالتزام بتوصياتها حيال تجنيب المدنيين في اليمن غارات التحالف العربي، وأن السعوديين غضوا الطرف عن أي مبادرة أميركية للتحقيق في الضربات الجوية الخاطئة، وتجاهلوا قائمة الأماكن المحظور استهدافها.

وأفرد التحقيق حيزا لآراء المسؤول السابق في الخارجية الأميركية، توم مالينوسكي، الذي قال إنه "اقتنعنا في نهاية المطاف، بأن السعوديين لا يرغبون في الاستماع إلى نصائحنا، وقد زوّدناهم بإحداثيات الأهداف التي لا ينبغي ضربها، لكنهم كانوا يواصلون قصفها".

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من ذلك، فقد استمرت الولايات المتحدة بدعم الغارات الجوية على اليمن بالذخيرة والتدريب وتزويد الطائرات السعودية بالوقود.

وذكر التحقيق أن الولايات المتحدة أعادت النظر في دعمها للسعودية بحرب اليمن، خاصة بعد جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وقررت وقف تزويد المقاتلات السعودية بالوقود في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وفي الشهر نفسه، صوت مجلس الشيوخ على إنهاء المساعدة العسكرية الأميركية المُقدّمة للسعودية في حرب اليمن بالكامل.

ونقلت الصحيفة أيضا تصريحات المحاضر بجامعة جورج تاون، دانيال بايمان، الذي وصف الحرب في اليمن بأنها "كارثة إستراتيجية بالنسبة للسعودية"، وأنه لا توجد أدلة تشير بأن الغارات الجوية ألحقت الهزيمة بالحوثيين. ودعا بايمان الولايات المتحدة إلى استخدام قوتها من أجل إحلال السلام والاستقرار في اليمن.

التعليقات