تقرير: مرتزقة روس يشاركون بقمع الاحتجاجات في السودان

"وجود مرتزقة ناطقين بالروسية يشاركون في قمع التظاهرات الشعبية في السودان، وهو ما يثير المخاوف من تحرك الكرملين للدفاع عن نظام عمر البشير". 

تقرير: مرتزقة روس يشاركون بقمع الاحتجاجات في السودان

صور نشرتها "ذا تايمز"

كشفت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، اليوم الخميس، أن قوات مرتزقة روسية تشارك في قمع الاحتجاجات الشعبية، التي انتشرت مؤخرا في أرجاء السودان ضد سياسات نظام عمر البشير.

وأكدت الصحيفة "وجود مرتزقة ناطقين بالروسية يشاركون في قمع التظاهرات الشعبية في السودان، وهو ما يثير المخاوف من تحرك الكرملين للدفاع عن نظام عمر البشير". 

واستندت الصحيفة في تقريرها إلى صور لوجود مرتزقة روس يساهمون في قمع التظاهرات في الخرطوم، واعتبرت أن هذه "تظاهرات تعد التهديد الأكبر لدكتاتورية البشير العسكرية، التي استولت على السلطة قبل 30 عامًا". ونشرت الصحيفة صوراً لأشخاص من ذوي البشرة البيضاء مرتدين زياً مموهاً يتم نقلهم في شاحنات، ويراقبون التظاهرات المعارضة للحكومة. 

ونقلت الصحيفة عن مصادر في المعارضة السودانية قولها إن منظمة "واغنر" الروسية الخاصة تنشط بين صفوف القوات التي تقمع المتظاهرين. وأضافت أن مهمة هذه المرتزقة الروس هي تقديم الدعم لقوات الأمن والمخابرات السودانية الإستراتيجي والتدريب العملي.

وشددت "ذا تايمز" على تنامي العلاقات بين نظام البشير وروسيا، ضمن سعي موسكو "بناء روابط تجارية وأمنية ودفاعية في القارة الأفريقية". 

ويأتي تقرير "ذا تايمز" بعد أيام من نشر موقع "إنتلجينس أونلاين" الفرنسي تقريرا، قال فيه إن زيارة الرئيس السوداني إلى دمشق ولقاءه رئيس النظام السوري، بشّار الأسد، لا تعكس رغبة البشير في أن يكون وسيطًا لإعادة الأسد إلى الجامعة العربيّة، إنما ضمن رغبته أن يكون الأسد وسيطه عند المسؤولين الروس.

وأوضح الموقع المتخصص بقضايا الأمن والاستخبارات أن زيارة البشير ليست ضمن المسعى الروسي إلى كسر عزلة الأسد من خلال ترتيب زيارات قادة عرب إلى دمشق، قد تشمل الرئيس اللبناني، ميشال عون، والمصري، عبد الفتاح السيسي؛ إنما لهدف آخر، هو مناقشة التعاون المحتمل مع الروس واستكشاف الكيفية التي قد يعملون بها معا في مجال التنقيب، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ في ﻗﻄﺎع الماس. إذ يسعى السودان، للتغلب على أزمة الماليّة الخانقة، إلى إقامة شراكات مع روسيا في مشاريع تنقيب عن المعادن، بما في ذلك اليورانيوم الذي تلهث وراءه روسيا ودول غربية عدة.

ووفقًا للموقع، انتهت بعض الدراسات إلى توفر هذا المعدن الذي يدخل في مجال تصنيع الأسلحة النووية، في مواقع غربيّ السودان حيث أصبح الوضع الأمني مشجعا على البدء بمثل هذا النشاط.

بدورها ذكرت "ذا تايمز"، أنه "في السنتين الماضيتين، رخصت السلطات الروسية لمشاريع طاقة نووية مدنية في جمهورية الكونغو والسودان ونيجيريا. بينما تنخرط الشركات الروسية في التنقيب عن البلاتينيوم في زيمبابوي بحجم 400 مليون دولار، إضافة إلى مفاعل نووي سيتم إنشاؤه في مصر، ومشروع بقيمة 220 مليون دولار للتنقيب عن البوكسيت في غينيا". 

وبحسب "ذا تايمز، فإن مئات من عناصر "واغنر"  ينتشرون في جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة للسودان، والذين شاركوا في تدريب قوات الدولة الأفريقية. 

يذكر أن ثلاثة صحافيين روس قتلوا في تموز/ يوليو الماضي في كمين أثناء تقصيهم لطبيعة عمل المرتزقة هناك. 

وفي العام 2017، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على أفراد ومؤسسات من روسيا، بسبب تورطهم في الحرب الأوكرانية، كما يقدر وجود 2500 من المرتزقة الروس الذين يعملون لدى الشركة في سورية. 

وكانت روسيا قد استضافت البشير مرتين، وقد تعهد بدعم النفوذ الروسي في أفريقيا، بحسب الصحيفة.

وصدرت بحق البشير مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية الدولية، لكنه يحاول الحصول على دعم دولي، وجده في الجانب الروسي، الذي يدعم نظام بشار الأسد في سورية، و"بالفعل كان البشير أول رئيس عربي يكسر عزلة الأسد في دمشق نهاية العام الماضي". 

وأضافت "ذا تايمز" أن "البشير على استعداد للسير على خطى الأسد في جر البلاد إلى حرب أهلية، وبدعم روسي، بدلاً من التنازل عن السلطة، ويخاطر في تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي". 

كما أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن "السودان تحت حكم البشير خضع لحصار تجاري أميركي، وشهد انتهاكات لحقوق الإنسان في دارفور تدعمها الحكومة المركزية، إضافة إلى انفصال جنوب السودان في دولة مستقلة عن الخرطوم، إلا أن التحديات الاقتصادية كانت الأشد عليه، إذ فقد الجنيه السوداني 85 في المائة من قيمته أمام الدولار الأميركي هذا العام، ووصل التضخم إلى 70 في المائة، مما يصعب من ظروف الحياة على العديد من سكان السودان البالغ عددهم 40 مليوناً".

التعليقات