تقرير: استهداف قاعدة التنف الأميركية كان انتقاما إيرانيا من إسرائيل

هاجمت خمس طائرات مسيرة قاعدة التنف في سورية والتي تأوي قوات أميركية، في 20 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. ولم يُصب اي جندي أميركي فيها بسبب إخلاء قبل ساعات بموجب معلومات استخباراتية إسرائيلية

تقرير: استهداف قاعدة التنف الأميركية كان انتقاما إيرانيا من إسرائيل

قاعدة التنف (أرشيفية - أ.ب.)

قالت ثمانية مصادر أميركية وإسرائيلية إن الهجوم الذي استهدف بطائرات مسيرة قاعدة التنف في سورية، التي تستخدمها قوات أميركية، في 20 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كان هجوما إيرانيا انتقاميا على الغارات الإسرائيلية المتكررة في سورية، حسبما نقلت عنهم صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم، الجمعة.

وأضافت الصحيفة أن هذا الهجوم، بواسطة خمس طائرات مسيرة، لم يسفر عن إصابة أي جندي أميركي، بعد أن تم إخلاء القاعدة العسكرية قبل ساعات، في أعقاب معلومات زودتها الاستخبارات الإسرائيلية.

وقال مسؤول أميركي للصحيفة إن طائرتين مسيرتين انفجرتا من بين المسيرات الخمس، وكانت المسيرات محملة بكريات وقذائف رش "بهدف متعمد للقتل".

وبحسب المصادر التي تحدثت للصحيفة، فإن هذه المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران هدفا أميركيا ردا على الغارات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سورية، واعتبروا ذلك تصعيدا في "حرب الظلال" بين إيران وإسرائيل، ويشكل تهديدا للقوات الأميركية في الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين أميركيين يعتقدون أن إيران أوعزت ونقلت المسيرات المفخخة إلى ميليشيات موالية لها والتي نفذت الهجوم. ورفض المتحدث باسم البنتاغون اتهام إيران علنا، وعزت الصحيفة ذلك إلى الامتناع عن وضع مصاعب أمام استئناف المحادثات حول الاتفاق النووي في نهاية الشهر الحالي.

إلا أن مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين وأميركيين ادعوا أن بحوزتهم معلومات تبين أن إيران تقف وراء الهجوم. وبسبب عدم انفجار ثلاث مسيرات، تمكنت جهات أميركية من التدقيق فيها وأقروا بأنها تحمل التكنولوجيا ذاتها التي تستخدمها ميليشيات موالية لإيران في العراق.

وقال مسؤول أميركي إن إيران تعمدت الامتناع عن مهاجمة إسرائيل تحسبا من رد فعل شديد، ولذلك تم استهداف القاعدة الأميركية. وأضاف أن إيران تفضل الامتناع عن مواجهة مباشرة مع الأميركيين أيضا، لكنها قررت في هذه الحالة المخاطرة بمهاجمة قاعدة التنف. وقال مصدران أميركيان إن إيران قدرت أن هجوم المسيرات سيبدو كمبادرة من جانب الميليشيات وليس من جانبها.

وكثفت إسرائيل غاراتها في سورية، الشهر الماضي. ففي 8 تشرين الأول/أكتوبر الفائت أطلقت طائرات حربية إسرائيلية صواريخ باتجاه قاعدة عسكرية في وسط سورية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنها تشكل قاعدة إيرانية. وبعد خمسة أيام، هاجمت إسرائيل أهدافا عسكرية إيرانية في حمص وتدمر، وقتل فيها ثلاثة من أفراد الميليشيات. وفي 16 تشرين الأول/ أكتوبر، اغتال قناص إسرائيلي الأسير الجولاني المحرر مدحت صالح، الذي وصفته إسرائيل بأنه يعمل لصالح إيران. وجرى هجوم المسيرات ضد قاعدة التنف بعد ذلك بأربعة أيام.

التعليقات