02/02/2022 - 23:57

إسرائيل تدخل على خط الأزمة الأوكرانية.. صفقة أسلحة وشيكة مع كييف؟

قال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، مساء الأربعاء، إن بلاده معنية بالحصول على تكنولوجيا إسرائيلية في مجال الدفاع الجوي، في تصريحات تأتي في خضم أزمة متصاعدة بين كييف وموسكو واتهامات الغرب لروسيا بالإعداد لغزو أوكرانيا.

إسرائيل تدخل على خط الأزمة الأوكرانية.. صفقة أسلحة وشيكة مع كييف؟

تدريبات عسكرية روسية قرب الحدود مع أوكرانيا (أ ب)

قال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، مساء الأربعاء، إن بلاده معنية بالحصول على تكنولوجيا إسرائيلية في مجال الدفاع الجوي، في تصريحات تأتي في خضم أزمة متصاعدة بين كييف وموسكو واتهامات الغرب لروسيا بالإعداد لغزو أوكرانيا.

وقال كوليبا، في حديث لهيئة البث الإسرائيلية ("كان 11"): "نحن معنيون بتعاون عميق مع إسرائيل فيما يتعلق بالتكنولوجيا الدفاعية، لاسيما في مجال الدفاع الجوي". وأضاف أن "أي جهود دبلوماسية يمكن أن تلعبها إسرائيل للتوسط بين بلاده وروسيا ستكون محل ترحيب في كييف".

وفي هذا السياق، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، أن أوكرانيا "كانت قد أبدت مؤخرا وفي أكثر من مناسبة اهتماما بشراء منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية (القبة الحديدية) وكذلك بأنظمة إنذار تنتجها إسرائيل".

وأضافت أن "مباحثات جرت مؤخرا بين حكومتي إسرائيل وأوكرانيا بهدف مساعدة كييف في تطوير أنظمة الحرب الإلكترونية تحسبا لشن روسيا هجمات جديدة من هذا النوع على أوكرانيا".

شحنات أسلحة تصل إلى كييف (أ ب)

وتحاول إسرائيل التي تسير على "حبل دقيق" في إطار علاقاتها مع كل من أوكرانيا وروسيا، على حد وصف "كان 11"، إظهار الدعم للأولى وعدم إغضاب موسكو، بحسب المصدر ذاته؛ الأمر الذي يفسر امتناع المسؤولين في إسرائيل عن التطرق علنا إلى هذه القضية.

وفي السنوات الأخيرة، ذكرت "كان 11"، أن العلاقات بين إسرائيل وأوكرانيا تعززت بشكل كبير، وأضافت أنه "من المتوقع أن يقوم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بزيارة إسرائيل خلال العام الجاري، وافتتاح مكتب تمثيلي رسمي لأوكرانيا في القدس" المحتلة.

البيت الأبيض لن يصف بعد اليوم الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا بـ"الوشيك"

من جهتها، قالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، الأربعاء، أنّها لن تصف بعد موعد الهجوم العسكري الروسي المحتمل على أوكرانيا بـ"الوشيك"، مع أنّ الإدارة الأميركية لا تزال تعتبر أنّ هذا الغزو "قد يحصل في أيّ وقت".

وحاولت كبيرة المتحدّثين باسم الرئاسة الأميركية في توضيحها هذا إزالة اللُبس الذي أحدثه قولها أمام الصحافيين، الأسبوع الماضي، إنّ القوات الروسية المحتشدة على الحدود مع أوكرانيا ربّما تكون بصدد الاستعداد لشنّ هجوم "وشيك" على أوكرانيا.

وبُعيد أيام من تصريحها هذا، دعا الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، الغرب إلى الكفّ عن التهويل و"إثارة الذعر" بشأن الوضع على الحدود بين بلاده وروسيا.

والأربعاء، قالت ساكي خلال مؤتمرها الصحافي اليومي: "لقد توقفنا عن استخدام (هذا المصطلح) لأنّني أعتقد أنّه بعث برسالة مغايرة لتلك التي كنّا ننوي إرسالها".

وأوضحت أنّ قولها إنّ الغزو "وشيك" فسّره البعض وكأنّ واشنطن علمت ما إذا كان الرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين، قد اتّخذ قرارًا بغزو جارته الموالية للغرب، في حين أنّ الوضع ليس كذلك.

وأضافت أنّ موقف الإدارة الأميركية الثابث من هذه المسألة هو أنّ الرئيس الروسي، حشد جنوده في وضعية "تمكّنهم من القيام بغزو في أيّ وقت".

فولوديمير زيلينسكي (أ ب)

وإذ شدّدت المتحدّثة باسم الرئاسة الأميركية على أنّ هذا التقييم لا يزال "صحيحًا"، أوضحت في الوقت نفسه أنّ واشنطن "لا تعلم ما إذا كان (بوتين) قد اتّخذ قرارًا" بهذا الصدد أم لا.

وفي وزارة الخارجية الأميركية، قال المتحدّث باسم الوزارة، نيد برايس، إنّ الإدارة "تصف بعبارات دقيقة ما الذي نراه والخطوات التي نتّخذها ردًّا على ذلك على أساس دفاعي ورادع".

المستشار الألماني يزور موسكو "قريبًا" لبحث الأزمة الأوكرانية

من جهة أخرى، أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتس، مساء الأربعاء، أنّه سيزور موسكو "قريبًا" لبحث الأزمة الأوكرانية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وقال شولتس لشبكة "زد دي إف" التلفزيونية العامة: "في الوقت الراهن سأذهب إلى الولايات المتّحدة" في السابع من الشهر الجاري "وقريبًا سأذهب أيضًا إلى موسكو لإجراء مباحثات" تتعلّق بالأزمة الأوكرانية.

ولم يحدّد المستشار الألماني موعد توجّهه إلى موسكو بالضبط، مكتفيًا بالقول إنّ الزيارة "تمّ تحديد موعدها وستحصل قريبًا". وشدّد الزعيم الاشتراكي الديمقراطي على أنّه "ينبغي أن تكون هناك سياسة منسّقة في ما يتعلّق بالاتّحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي" حول هذه الأزمة.

وأضاف "الوضع دقيق للغاية ولا يمكننا أن نتجاهل أنّ عدداً كبيراً من الجنود محتشدون على الحدود الأوكرانية، وهذا ما يجعل تدخّلا عسكريا كهذا ممكناً" من جانب روسيا ضدّ جارتها أوكرانيا.

(أ ب)

ونفى رئيس الحكومة الألمانية، الانتقادات المتزايدة لبلاده المتّهمة بانتهاج سياسة تصالحية مفرطة حيال الكرملين برفضها خصوصا تزويد أوكرانيا بأسلحة، مجدّدًا التأكيد على أنّ روسيا ستدفع "ثمنًا باهظًا للغاية" إذا ما شنّت قواتها هجومًا على أوكرانيا.

وقال شولتس إنّ "حلفاءنا يعرفون جيّدًا ما نقدّمه"، مشدّدًا على أنّ ألمانيا هي الدولة التي "قدّمت أكبر قدر من المساعدات لأوكرانيا في السنوات الأخيرة، بما يقرب من ملياري يورو" من الدعم الاقتصادي. كما نفى شولتس أن يكون قد وقع تحت تأثير المستشار الأسبق الاشتراكي الديمقراطي، غيرهارد شرودر (1998-2005).

جونسون وبوتين اتفقا على ضرورة إيجاد "حلّ سلمي" للأزمة

وفي هذا السياق، توافق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والرئيس الروسي، بوتين، الأربعاء، على ضرورة إيجاد "حلّ سلمي" للأزمة الأوكرانية، وفق ما أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، إثر مكالمة هاتفية بينهما.

وقال متحدّث باسم رئاسة الوزراء البريطانية، في بيان، إنّ جونسون وبوتين اتفقا على التزام "روح من الحوار" في ظلّ التوتّرات الراهنة بهدف "ايجاد حل سلمي". وأضاف أنّ الزعيمين "اتّفقا على أنّه ليس من مصلحة أحد حصول تصعيد"، مشيرًا إلى أنّ رئيس الوزراء البريطاني حذّر الرئيس الروسي من أنّ "أيّ توغّل روسي آخر في أوكرانيا سيشكّل خطأ مأسويًا في التقدير".

من جهتها، قالت موسكو إن بوتين ندّد في محادثته مع جونسون برفض حلف شمال الأطلسي تبديد المخاوف الأمنية الروسية. وقال الكرملين في بيان إنّ بوتين تحدّث عن "عدم رغبة حلف شمال الأطلسي بالتعاطي في شكل ملائم مع المخاوف المشروعة لروسيا" في ما يتّصل بأمنها.

وحشدت روسيا منذ نهاية 2021 قوات عسكرية يصل عديدها إلى مئة ألف جندي عند حدودها مع أوكرانيا على ما تفيد الدول الغربية التي تتهم موسكو بالإعداد لغزو هذا البلد.

إلا أن موسكو تنفي أي نية في هذا الاتجاه، مطالبة في الوقت نفسه بضمانات أمنية خطية من بينها عدم ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ووقف توسّع الحلف شرقا ولا سيما إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة.

التعليقات