20/04/2004 - 17:29

التحريض على فعنونو يتزايد، وعقارب الساعة تتحرك نحو ساعة الصفر

غدا الاربعاء، وبعد 18 عاما، امضاها في السجن، يخرج فعنونو من سجن شكما الصغير الى سجن اسرائيل الكبير، حيث تنتظره الكثير من القيود التي تقرر فرضها على حريته..

التحريض على فعنونو  يتزايد، وعقارب الساعة تتحرك نحو ساعة الصفر

مع اقتراب عقارب الساعة من ساعة الصفر، موعد اطلاق سراح مردخاي فعنونو من سجن شكما ، تتزايد موجات التحريض على اسير الذرة الذي امضى 18 عاما في السجن، من بينها 12 عاما في زنازين العزل الانفرادي، بسبب قيامه بكشف احد اكبر الاسرار التي تحتفظ بها اسرائيل: سر قوتها النووية، وما يحدث بالفعل في مفاعل ديمونة النووي، حيث عمل فعنونو قبل سفره الى بريطانيا، قبل 19 عاما، لكشف، امام مراسل صحيفة "ساندي تايمز" التفاصيل التي جعلت اسرائيل تبذل كل ما امتلكته من جهود وقدرات استخبارية  في سبيل اختطافه من اوروبا وزجه في سجونها، بتهمة الخيانة.


غدا، سيطلق سراح فعنونو من سجن هشكما، لكنه سيخرج من سجن الى آخر، من سجن صغير  حرم فيه حتى من التحدث الى المعتقلين الآخرين، الى سجن كبير، سيتعرض فيه الى الملاحقة على مدار الساعة، حيث سيمنع حتى من اجراء محادثة دون ان يتصنت عليه احدهم، او مغادرة منزله، دون ان يتتبعه رجل مخابرات، بل سيمنع حتى من تنسم الهواء على شاطئ بحر يافا، حيث اختار العيش، دون ان يراقبه رجل مخابرات، او اكثر .


ومع اقتراب عقارب الساعة من لحظة الحرية المنقوصة، يتزايد التحريض على فعنونو، والمطالبة باعتقاله اداريا، بادعاء انه يشكل خطرا على امن اسرائيل..


ومن بين الذين قادوا الحملة ضد اطلاق سراح فعنونو، اليوم، كان رئيس لجنة الخارجية والامن البرلمانية، يوفال شطاينتس، الذي دعا الى اعتقال فعنونو اداريا ، زاعما ان اسرائيل تخاطر بشكل مبالغ فيه، لقيامها باطلاق سراح فعنونو . وبرأيه ان الخيار المناسب لمنعه من التحدث عن اسرار الدولة، هو مواصلة اعتقاله اداريا. وزعم انه اقتنع من معلومات وصلت الى لجنة الخارجية والامن، بأن فعنونو ما زال يعرف اسرار دولة يمكن لكشفها ان يتسبب باضرار بالغة لاسرائيل.
 
كما ابدى وزير القضاء، تومي لبيد، وهو الوزير الوحيد الذي سمح له شارون بالادلاء بتصريحات في هذا الشأن، تخوفه مما اسماه "المخاطر الكامنة في الاسرار التي ما زال يعرفها" فعنونو.


وشن لبيد هجوما على فعنونو، فور عودته الى البلاد، اليوم، قادما من بولونيا، حيث اعتبره يحظى بمساندة كل كارهي اسرائيل. وقال: "نعرف انه ربما ما زال يحتفظ باسرار ولذلك لا نريد المخاطرة".. وأضاف: "انه شخص لم يعرب عن اسفه عما فعله، ولا يخفي حقيقة انه سيبذل كل جهوده من اجل الحاق الضرر باسرائيل. هذا الذي يتحد خلفه كل كارهي اسرائيل يجب الا يقلقنا".


كما هاجم لبيد نشطاء السلام الدوليين الذين يطالبون بالغاء القيود التي تقرر فرضها على فعنونو، قائلا باستهزاء: "ان نشطاء السلام في العالم لا يقلقهم كون مئات ملايين العرب والمسلمين يعيشون بدون اي حقوق مواطنة، لكنهم يبدون قلقهم، فجأة، بسبب الحد الادنى من القيود  التي فرضت على مواطن في اسرائيل. هذا تلون"..!!


  في هذه الأثناء، بدأت امام سجن شكما، اليوم، تظاهرة المتضامنين مع فعنونو ونشطاء السلام الذين يطالبون باطلاق سراحه دون اي فرض قيود عليه، هذا في وقت تظاهر قبالتهم نشطاءمن اليمين المتطرف واعضاء كنيست يؤيدون مواصلة اعتقال فعنونو. وقام هؤلاء باحراق صور فعنونو وشتمه. وذهب بعضهم الى وصفه بهتلر!


 ويعقد انصار فعنونو، مساء اليوم، مؤتمرا صحفيا، امام السجن، بمشاركة عشرات الشخصيات الدولية المتضامنة معه، في وقت وصل فيه مئير وأشير فعنونو الى السجن، اليوم، في اخر زيارة لشقيقهما وراء القضبان، حيث احضرا له ملابسا ليرتديها غدا، ونقلوا من غرفته عشرات الصناديق التي احتوت على الكتب والرسائل وغيرها من الادوات الشخصية التي احتفظ بها طوال 18 عاما.


 

التعليقات