29/09/2008 - 12:15

أولمرت في مقابلة مطولة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت": يجب الانسحاب من معظم «المناطق» وتعويض الفلسطينيين عن الجزء الذي يتبقى

"السوريون يعرفون ثمن السلام؛ التخلي عن علاقتهم مع إيران وحزب الله" * إيران دولة عظمى ويجب ألقاء مهمة التصدي لبرنامجها النووي على المجتمع الدولي * يجب الانسحاب من معظم ..

أولمرت في مقابلة مطولة مع صحيفة
في مقابلة مطولة مع صحيفة يديعوت أحرونوت، أجريت معه بعد ساعات من إعلانه الاستقالة يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، عن رؤيته لمجمل القضايا التي تتصدر جدول الأعمال الإسرائيلي وعلى رأسها المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والمفاوضات مع سوريا والبرنامج النووي الإيراني.

يقر أولمرت مجددا بأن فكره السياسي تغير بل تطور في السنوات الأخيرة وأنه بات على قناعة بأن السلام مع الفلسطينيين والسوريين أمرا ضروريا ويتطلب تنازلات. ولكن اولمرت لا يعترف بحق الفلسطينيين في وطنهم ويقول أن «قلبه يحترق على كل ذرة تراب يتم التنازل عنها من أرض إسرائيل»، ويقول إن الأرض «لا تحمل في باطنها خطابات جد جد ياسر عرفات بل التاريخ الإسرائيلي منذ 2000 عام».

يمتنع أولمرت عن الإتيان على ذكر المناطق المحتلة عام 1967، ويسمي الضفة الغربية وقطاع غزة «مناطق». وحينما يقول أنه يجب الانسحاب من معظم المناطق وتعويض الفلسطينيين عن المناطق التي تبقت، لا نعرف أي جزء من الضفة الغربية يقصد بالمناطق وهل القدس ضمن ذلك؟ وهل غور الأردن ضمن ذلك؟

يقول أولمرت إن إسرائيل لديها فرصة محدودة بالوقت، ربما تتمكن فيها من القيام بخطوة تاريخية في علاقاتها مع الفلسطينيين، وخطوة تاريخية في علاقاتها مع السوريين". معتبرا أن في الحالتين ينبغي اتخاذ قرار تتجنبه إسرائيل منذ 40 عاما.

وقال أولمرت" يجب أن نتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين وهذا يعني أن ننسحب فعليا من معظم المناطق، إذا لم يكن من كافة المناطق. ومقابل النسبة التي نحتفظ بها يجب أن نمنح الفلسطينيين نسبة مشابهة لأن من دون ذلك لن يكون سلام".
ويُسأل ألومرت: بما في ذلك القدس؟ فيجيب أولمرت بنعم، ويردف "بما في ذلك القدس، ولكن مع ترتيبات خاصة نحن نعرف بتصوري كيف نراها في موضوع جبل الهيكل والأماكن المقدسة والتاريخية".

وتابع: "من يتحدث بجدية بأنه يريد أمنا في القدس وأنه لا يريد جرارات وجرافات تقطع رجلي أعز أصدقائه كما حصل لقريب عزيز علي (المحامي شوكي كرمر) الذي فقد قدما لأن مخربا يقود جرارا دهسه ملزم بالتنازل عن أجزاء من القدس. من يريد الاحتفاظ بكل مناطق المدينة سيتعين عليه إدخال 270 ألف عربي إلى داخل أسوار إسرائيل السيادية- هذا لا ينفع. يجب أن نحسم الأمر. هذا الحسم صعب ورهيب، حسم تعارض مع مصالحنا الطبيعية ومع رغبات قلبنا ويتعارض مع الذاكرة الجماعية ومع صلوات شعب إسرائيل خلال ألفي سنة".

ويتابع: " أريك شارون تحدث عن ثمن مؤلم ورفض أن يقدم تفاصيل. أنا أقول، لا مناص من تقديم التفاصيل. في نهاية المطاف سيتطلب منا الانسحاب من معظم المناطق، ومقابل المناطق التي نبقيها سنحتاج إلى منح تعويض عنها على شكل مناطق داخل دولة إسرائيل بنسبة تقريبا واحد إلى واحد" .

ويضيف: "أنا أول من أراد فرض السيادة الإسرائيلية على المدينة كاملة. أنا أعترف. لم أتي لأبرئ نفسي بأثر رجعي على ما قمت به خلال 35 عاما. في قسم من تلك السنوات لم أكن على استعداد للنظر إلى الواقع بعمق. ويتابع: "أعتقد أننا قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق. في الموضوع السوري والموضوع الفلسطيني. ولكن المطلوب قبل كل شيء هو الحسم. أريد أن أعرف إذا كان هناك شخص جدي في إسرائيل يؤمن بأنه يمكن صنع السلام مع السوريين دون التنازل في نهاية المطاف عن هضبة الجولان.

ويضيف: "يبدو أن صناع القرار في إسرائيل يصلون دائما إلى هذا الاستنتاج حينما يصبحون غير قادرين على حسم تلك الأمور بأنفسهم(خارج السلطة) . ولكن في حالتي كانت لدي تلك الاستنتاجات وأنا قادر على الحسم. بدأت الاتصالات مع السوريين في فبراير 2007، أي قبل وقت طويل من انقضاض النيابة وشرطة إسرائيل علي، وعملت على ذلك بهدوء. في كل تلك الفترة بذلت جهودا، لإقناع السوريين عن طريق مبعوثين بأنني أنوي الحوار معهم بجدية. وقد وصلنا اليوم إلى نقطة يجب نسأل فيها أنفسنا هل نريد صنع السلام أم لا.

وعن ثمن السلام مع سوريا يقول أولمرت: " لا أقترح أن نصنع السلام مع سوريا من خلال التنازل عن هضبة الجولان فقط. السوريون يعرفون عما يجب ان يتنازلوا من أجل الحصول على هضبة الجولان . يتطلب منهم التنازل عن علاقتهم مع إيران بشكلها الحالي، سيتطلب منهم التنازل عن علاقتهم مع حزب الله، وعن الدعم الذي يقدمونه لإرهاب حماس، ولإرهاب القاعدة والجهاد في العراق. هم يعرفون، هذه الأمور، تم إيضاحها لهم".

ويتابع أولمرت قائلا: «إسرائيل هي أقوى دولة في الشرق الأوسط»، ويمكنها أن تنتصر في حربها ضد أي دولة في المنطقة بل يمكنها أن تنتصر على كافة الخصوم مجتمعين. ولكن أسأل ماذا بعد أن ننتصر، سندفع أثمانا مؤلمة ثم نعود إلى النقطة التي كنا فيها، سنعود للحديث عن هضبة الجولان، لماذا لا نوفر كل ذلك والوصول إلى سلام دون دفع خسائر باهظة.

ويعود للحديث عن التسوية مع الفلسطينيين قائلا: كل ذرة تراب في المنطقة بين الأردن للبحر نتنازل عنها تكوي قلبي. يدور الحديث هنا عن أجزاء من دولة إسرائيل التاريخية، والتي كانت لشعب إسرائيل وتاريخه، حينما نحفر في تلك المناطق ماذا نجد؟ خطابات جد عرفات أو لجد جد جد عرفات؟ نجد الذكريات التاريخية لشعب إسرائيل".

ويتابع: "الهدف هو محاولة الوصول لأول مرة لرسم حدود واضحة بيننا وبين الفلسطينيين، تعترف فيها كافة دول العالم، ونحن نثبتها بقرارات رسمية من المؤسسات الدولية".

ويحمل أولمرت مسبقا مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، ويقول "يجب أن يكون الأمر واضحا، للأسف الفلسطينيون ليس لديهم الجرأة القوة والإصرار والإرادة والحماس المطلوب. إذا لم نتوصل إلى اتفاق، لن أقبل أن تلقى التهمة على إسرائيل. ستكون ملقاة قبل كل شيء على الطرف الآخر".

ويقول: "ما أقوله لكم لم يقله أي قائد إسرائيلي قبلي. آن الأوان لقول تلك الأمور، وآن الأوان لوضعها على الطاولة".

ويتابع: " أريد أن أتعلم من أخطاء نفسي. لم أر الصورة بهذا الشكل حينذاك، لا أحاول أن أبرئ نفسي. قبل 30 سنة بالضبط حينما عاد مناحيم بيغين من كامب ديفيد تحدثت ضده وصوت ضده. أنا أعترف، لا اخفي ذلك، ولا أحاول تمويهه".

ويعود للحديث عن سوريا قائلا: ذات مرة كان يخيفنا وبحق التفكير بأن فيلق دبابات سورية يقف على الهضبة ويمكنه التدحرج إلى داخل دولة إسرائيل. ولك اليوم نحن نعيش في واقع آخر. لدينا الوسائل لصد الهجوم دون أن نحتل مترا واحدا من سوريا، ولدينا وسائل أخرى يمكننا أن نحسم فيها المعركة إذا اندلعت في أي مكان. أثبتنا ذلك والسوريون يعرفون ذلك.

وعن إيران يقول أولمرت: " إيران دولة عظمى وكبيرة وهي تشكل تهديدا على المجتمع الدولي. مهمة علاج الموضوع الإيراني ملقاة على عاتق المجتمع الدولي". ويتابع: "نحن دولة فقدت المعايير اتجاه ذاتها. شكل من جنون العظمة لدينا هو الحديث الذي يقال لدينا عن إيران. الافتراض بأننا الإسرائيليون نعرف كيف نعالج إيران هو مثال على فقدان الاتساق".
ويتابع: "تعالوا نكون متواضعين أكثر، نقوم بما نعرف وما نحن قادرون على القيام به، ونعمل في مجال قدرتنا الواقعية، أي العمل في إطار المجتمع الدولي حيث ليس نحن من يقود بل آخرون.

وعن حرب لبنان الثانية قال: "حرب لبنان الثانية ستسجل في التاريخ بأن فيها لأول مرة أدرك الجهاز العسكري أن الحرب التقليدية ولت من هذا العالم. هي الحرب الوحيدة التي انتهت بتسوية سياسية فورية. منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا لم تطلق رصاصة في المكان الذي كان بؤرة توتر. هذا أمر جيد لو كنا قادرين اليوم على تطبيق ذلك في الجنوب لأيد كل الجنود ذلك".

التعليقات