25/10/2009 - 21:32

نتنياهو وبراك يتوصلان الى تفاهم: لن تُشكل لجنة فحص والتحقيقات التي اجراها الجيش حول الحرب على غزة كافية!

" اسرائيل ستعمل من اجل تصحيح قوانين الحرب الدولية لتتناسب مع الحرب ضد الارهابين الذين يعملون من داخل تجمعات السكان المدنيين "

نتنياهو وبراك يتوصلان الى تفاهم: لن تُشكل لجنة فحص والتحقيقات التي اجراها الجيش حول الحرب على غزة كافية!
توصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ووزير الأمن ايهود براك مساء اليوم إلى تفاهم بعدم تبني مقترح تشكيل لجنة فحص ذاتية حول الحرب على قطاع غزة.

وبحسب المصادر الاسرائيلية، تم الاتفاق في ختام جلسة مشاورات عقدت مساء اليوم في مكتب نتنياهو بحضور وزيري الامن والقضاء ورئيس هيئة الاركان، والمستشار القانوني للحكومة وعدد من رؤساء وقادة الاجهزة الامنية، تم الاتفاق على دراسة اقتراح "بتشكيل جسم مهني ضيق برئاسة قاض معروف دوليا (على الارجح القاضي اهرون براك-عرب48) وعضوية مهنيين وضباط محترفين لمعاينة النتائج التي توصل اليها الجيش في التحقيق الذي كان اجراه في وقت سابق حول وقوع تجاوزات من عدمه خلال حملة الرصاص المصبوب ".

وايضا تقرر ان يتم رفع التوصيات لرئيس الحكومة حول طريقة التعامل مع تقرير غولدستون لدراستها.ونقلت مصادر اعلامية اسرائيلية عن نتنياهو قوله في الجلسة ان مثول جنود وضباط امام لجنة تحقيق ليس ورادا على جدول الأعمال، وان مثل هذا الامر لن يحصل..والانظمة واجراءات التحقيق المعمول بها في الجيش ممتازة".

الى ذلك، نقل المصدر عن وزير الامن، براك تأكيده بعد الجلسة، أنه لن يتم تشكل اي لجنة تحقيق ولن يتم استجواب اي ضابط او جندي من قبل لجنة تحقيق كهذه" واضاف: " لقد ارسلنا الجنود الى هذه المهمة، ولهم الحق المطلق في الحصول على الدعم والحماية.." ونقل المصدر ايضا عن براك قوله " إن اسرائيل تنوي محاججة شرعية تقرير غولدستون وستعمل على الحلبة الدولية من اجل تصحيح قوانين الحرب الدولية لتتناسب مع الحرب ضد الارهابين الذين يعملون من داخل تجمعات السكان المدنيين".

وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية نقلت اليوم ان وزير الامن، ايهود براك، لا يزال يتمسك بموقفه المعارض بشدة لفكرة تشكيل مثل هذه اللجنة. وبحسب المصدر أحبط موقف براك هذا بحث الموضوع في المجلس الوزاري الأمني السياسي المصغر قبل أيام، وعلى ما يبدو تكرر الامر ذاته في جلسة اليوم.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مكتب باراك حذر مكتب رئيس الحكومة من «الانعكاسات المترتبة على تشكيل لجنة تحقيق ومن ردود فعل رئيس هيئة الأركان، غابي أشكنازي، الذي يرى في إقامة لجنة تحقيق تخليا عن الجيش، الأمر الذي قد يقوده إلى استخلاص استنتاجات شخصية". وان براك "يثق بالتحقيقات التي أجريت داخل الجيش بعد الحرب".

وكانت المصادر الإسرائيلية نقلت اليوم عن رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو بأن حكومته تدرس تشكيل "لجنة فحص"، إلا أنه يؤكد أن هذا التوجه غير مدفوع بتوصيات لجنة غولدستون بل لـ "احتياجات داخلية". غير أن هذه الفكرة تصطدم بمعارضة شديدة من قبل وزير الأمن إيهود باراك، وقادة الجيش.

وقال نتنياهو في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوسط" إن "إسرائيل تدرس إجراء فحص ذاتي لحملة الرصاص المصبوب ولكن ليس بسبب تقرير غولدستون بل بسبب احتياجاتها الداخلية". وأثارت هذه التصريحات – بحسب مصادر اعلامية اسرائيلية - ردود فعل صاخبة في وزارة الأمن وفي أوساط قيادة الجيش.

وأضاف نتنياهو في المقابلة التي أجريت قبل أسبوعين من زيارته للولايات المتحدة، أن " الطريق الأفضل لتجاوز الامر هو قول الحقيقة". ووصف نتنياهو العدوان على غزة بأنه حرب دفاعية. وقال إن "إسرائيل دافعت عن نفسها بوسائل مشروعة في وجه هجوم غير مشروع". ودعا إلى تغيير قوانين الحرب الدولية لتتناسب مع "الحرب على الإرهاب"، وقال: "ربما ينبغي ملاءمة قوانين الحرب لحقبة الإرهاب وحرب العصابات".

وقال نتنياهو في المقابلة إن "الإرهابيين يعتقدون أن لديهم رخصة للقتل، ويختارون العمل من داخل التجمعات السكنية مرة تلو الأخرى".وأضاف متسائلا: " ما الذي ينبغي أن تفعله إسرائيل؟ "

ويرى مراقبون ان مقترح تشكيل لجنة تحقيق ذاتية حول العدوان على غزة كان يهدف إلى الالتفاف على توصيات تقرير غولدستون والتحايل على نتائجه للحيلولة دون مثول مسؤولين إسرائيليين أمام القضاء الدولي بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

التعليقات