15/03/2010 - 20:37

القدس: افتتاح "كنيس الخراب" واستمرار فرض الحصار على البلدة القديمة والأقصى

شارك المئات من المتدينين اليهود مساء الاثنين في تدشين كنيس الخراب في القدس المحتلة وسط إجراءات احتلالية مشددة. ويقع المعبد على بعد ثلاثمئة متر الى الغرب من حائط البراق والحرم القدسي والمسجد الأقصى.

القدس: افتتاح
شارك المئات من المتدينين اليهود مساء الاثنين في تدشين كنيس الخراب في القدس المحتلة وسط إجراءات احتلالية مشددة. ويقع المعبد على بعد ثلاثمئة متر الى الغرب من حائط البراق والحرم القدسي والمسجد الأقصى.

ووضعت الشرطة الاسرائيلية المتاريس والحواجز على مداخل البلدة القديمة وانتشرت قوات خاصة بلباس اسود متحزمين بقنابل الصوت والغاز باللون الازرق.

ولم تسمح الشرطة لاحد بالدخول اذا لم يكن من سكان البلدة القديمة وطالبت التجار بحمل اوراق ثبوتية او ضريبية عن محلاتهم داخل البلد.

وبدت البلدة القديمة والسوق الرئيسية فيها مهجورا، في الوقت الذي عجت الحركة في كافة انحاء الحي اليهودي المجدد وانتشرت الاصوات الصاخبة، فبدا وكأن الحي في مدينة اخرى.

وشارك رئيس الكنيست روفن ريفلين ووزراء وكبار حاخامات اسرائيل في حفل التدشين.

وشهد الكنيس الذي اعيد اعماره باموال عائلة روتشيلد احداثا تاريخية منها زيارة تيودور هيرزل مؤسس الصهيونية السياسية في 1989 وتنصيب اول حاخامات اسرائيل في 1921.

وبلغت كلفة اعادة اعمار الكنيس 15 مليون يورو مولت جهات مانحة اجنبية قسما منها. واعيد اعمار الكنيس الجديد على طراز القديم. ورافق الاستعداد لتدشين الكنيس دوء غير اعتيادي في المسجد الاقصى والقدس القديمة بسبب تشديد اجراءات الشرطة الاسرائيلية التي اعلنت حالة التأهب ومنعت دخول الرجال الفلسطينيين دون الخمسين عاما الى باحة الاقصى.


وكانت القوى الوطنية والاسلامية دعت الاثنين الى شد الرحال للاقصى، من وقال الشيخ عزام الخطيب مدير اوقاف القدس: "هناك حصار على المسجد وحصار على المدينة. حتى حافلات المصلين من عرب الداخل وضعت الشرطة العراقيل ولم تسمح بوصولها".

واوضح الشيخ عزام الخطيب لوكالة فرانس برس: "وصل اليوم للمسجد نحو الف مصل، هناك هدوء غير طبيعي في المسجد وفي البلد". وتابع: "هناك تجار لم يتمكنوا من الوصول الى محلاتهم داخل المدينة منذ ثلاثة ايام جراء الحصار على المدينة".


واضاف "لقد بلغتنا الشرطة رسميا بانهم لن يفتحوا الباب اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء، وهذا مطمئن من ناحية لانه لن يكون هناك احتكاك".

واجرت الجوقات والفرق الموسيقية تدريبات في ساحة كنيس هخربه (الخراب )استعدادا للتدشين الرسمي.

وفي شارع صلاح الدين في القدس القديمة حاول عدد من الشبان اغلاق الشارع بوضع اطارات سيارات وحرقها الا ان الشرطة الاسرائيلية تدخلت وفتحت الشارع.

واعتبر حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح ان "كنيس الخراب ليس مجرد كنيس عادي، فهو نقطة ارتكاز ومقدمة لما يسمى بناء الهيكل على انقاض الحرم، وهذا الكنيس سيكون مقدمة للعنف والتعصب الديني والتطرف".

واضاف المسؤول في حركة فتح ان مشروع بناء الهيكل "لا يقتصر على يهود متعصبين ومتطرفين بل على اعضاء مشاركين في الحكومة. هناك توجه رسمي في الحكومة لبناء الهيكل الثالث. القضية قضية ارادة سياسية".

واعتبر عبد القادر ان كل هذه الاحداث والاغلاق غير المسبوق واعلان المنطقة منطقة عسكرية مغلقة، محاولة لتفريغ البلدة القديمة وتقليص عدد الفلسطينيين المقيمين فيها.

واكد المسؤول الفتحاوي ان "مدينة القدس تشهد اكثر ايامها حساسية وخطورة منذ عام 1966"، مشددا على ان "الاوضاع متوترة جدا ومتفجرة جدا بسبب الاجراءات غير المسبوقة استعدادا لافتتاح ما يسمى بمشروع كنيس الخراب في البلدة القديمة".

ولفت عبد القادر الى انه وللمرة الاولى يجري التنسيق بين حركتي فتح وحماس "بهذا الشكل المكثف والمركز".

واعلنت الشرطة الاسرائيلية الاثنين الابقاء على حالة التأهب في القدس الشرقية والاستمرار لليوم الرابع على التوالي في حظر دخول الرجال دون الخمسين عاما الى باحة المسجد الاقصى.

التعليقات