04/06/2010 - 07:37

تحت غطاء إبداء المرونة في الحصار: نتانياهو يخطط لإشراك جهات دولية في فرض الحصار..

نتانياهو يؤكد أنه لن يتم السماح للسفن بالوصول إلى قطاع غزة في أي حال من الأحوال، ويقترح أن تقوم جهات دولية بتفتيش السفن * "راشيل كوري" سيتم توجيهها إلى أشدود

تحت غطاء إبداء المرونة في الحصار: نتانياهو يخطط لإشراك جهات دولية في فرض الحصار..
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، مساء أمس الخميس، إنه لن يتم السماح للسفن بالدخول إلى قطاع غزة بأي حال من الأحوال.

جاءت أقوال بنيامين نتانياهو هذه خلال جلسة خاصة للمجلس الوزاري السباعي عقدت في أعقاب مجزرة أسطول الحرية، واستباقا لوصول سفينة كسر الحصار "راشيل كوري" الايرلندية.

ويتضح أن إسرائيل تسعى لامتصاص المطالبات الدولية بفك الحصار عن قطاع غزة من خلال الادعاء بالجاهزية لإبداء بعض المرونة وتخفيف الحصار المشدد، بيد أنها تخطط على أرض الواقع لإشراك جهات دولية في فرض الحصار.

وأكد نتانياهو أمام السباعية أنه "لن يتم السماح بدخول السفن في أي حال من الأحوال، ليس الآن ولا لاحقا"، بادعاء أن إسرائيل تصر على منع إدخال السلاح والعتاد لحركة حماس.

كما نقل عنه قوله إن إسرائيل تنوي توجيه سفينة راشيل كوري إلى ميناء اشدود، وبعد إجراء فحص أمني سيتم نقل الحمولة إلى قطاع غزة.

وكان قد سبق الإجتماع الوزاري لقاء ثنائي بين نتنياهو ومبعوث الرباعية الدولية للشرق الأوسط، توني بلير، أبلغ فيه نتنياهو استعداده لدراسة "سبل خلاقة" لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، شريطة فحصها والتدقيق فيها.

وذكر موقع "يديعوت أحرونوت" أن نتنياهو لم يقدم جواباً واضحاً إن كان سيسمح بوصول السفينة الى سواحل غزة بعد تفتيشها من قبل السلطات الإسرائيلية. وأضاف الموقع ان الوزراء سيبحثون "المعايير" التي ستسمح اسرائيل وفقها دخول البضائع الى القطاع، مشيراً إلى أن نتنياهو سيقترح على الوزراء "إبداء الليونة" في ما يخص التسهيلات في الحصار على القطاع في أعقاب مجزرة "أسطول الحرية".

وذكر موقع صحيفة "هآرتس" مساء الخميس أن نتنياهو يدرس القيام بعدة خطوات من شأنها تخفيف الحصار البحري على القطاع، مع التركيز على احباط ما يصفه تهريب الأسلحة والقذائف وتحول غزة إلى "ميناء ايراني".

في السياق ذاته، ذكرت القناة الاسرائيلية الثانية في نشرتها الأخبارية الرئيسية مساء الخميس إن نتنياهو أبدى استعداده لتخفيف الحصار البحري، من خلال السماح لقوات دولية بتفتيش السفن القادمة الى غزة. وأضافت القناة ان نتنياهو ابدى استعداده خلال لقائه بمبعوث "الرباعية الدولية"، توني بلير.

وأضاف نتنياهو أن التفتيش يمكن أن يتم في ميناء أشدود أو العريش.

وقال مراسل "هآرتس"، ألوف بن، إن نتنياهو يعتزم اشراك جهات دولية في الحصار البحري المفروض على القطاع.

ويأتي الخبر في "هآرتس" بعدما قال مصدر أميركي مسؤول، الخميس، لصحيفة "نيويورك تايمز" إن هناك حاجة لتغيير النهج تجاه القطاع، وأن الحصار البحري على القطاع لا يمكن الإستمرار فيه بصورته الحالية، وإنما حاجة لتغيير التوجه والسماح بعبور بضائع لقطاع غزة عبر البحر.

وأضافت الصحيفة الأميركية أن الموضوع نوقش في لقاء جمع كبار المسؤولين في مجلس الأمن القومي الأميركي بمستشاري نتنياهو يوم الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض.

وحسب "هآرتس" فإن نتنياهو أبلغ الأميركيين إنه منفتح على أفكار خلاقة جديدة.

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، الخميس، أن إدارة أوباما تعتبر حصار إسرائيل لقطاع غزة مسألة صعبة لا يمكن الضغط من خلالها على إسرائيل، وأنها تعتزم الضغط من أجل نهج آخر لضمان أمن إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم، إن هجوم إسرائيل الدموي على أسطول الحرية؛ لكسر الحصار عن غزة، والإدانة الدولية الناتجة عن ذلك، قد خلقت فرصة جديدة للضغط من أجل رفع مستوى التعامل مع السلطة الفلسطينية وسياسة أقل حدة تجاه غزة.

وقال أحد المسؤولين الذي رفض الكشف عن هويته، إنه ليس هناك من شك أنهم بحاجة إلى نهج جديد تجاه غزة يعكس وجهة نظر واسعة النطاق من الروافد العليا في الإدارة الأمريكية.

وأضاف أن إسرائيل سوف تستمر في الحفاظ عن حقها في الدفاع عن نفسها، ولكن قال إن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن نيتانياهو أدرك أن هناك حاجة لنهج جديد تجاه غزة.

ورأت الصحيفة أنه مع ذلك فقد قاوم نيتانياهو الضغوط الأمريكية في الماضي، فقد طالبت إدارة أوباما في البداية بتجميد كامل للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة المحتلة، ولكنها اضطرت لقبول تجميد جزئي لمدة 10 شهور، مشيرا إلي أن الضغط على إسرائيل يحمل مخاطر سياسية محلية لأوباما، نظرا لشغف مؤيديها في الولايات المتحدة.

التعليقات