31/10/2010 - 11:02

أولمرت يجري لقاءات سرية في بريطانيا لها علاقة بالمفاوضات مع سورية..

نتانياهو يؤكد بأنه ليس ملتزما بأية تنازلات تقدمها حكومة أولمرت - ليفني للسوريين * أولمرت: من الأفضل، للأسف، التقدم باتجاه حل الدولتين لأن البديل سيكون مدمرا.. للصهيونية

 أولمرت يجري لقاءات سرية في بريطانيا لها علاقة بالمفاوضات مع سورية..
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في عددها اليوم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت أجرى هذا الأسبوع لقاءات سرية في العاصمة البريطانية لندن مع جهات ذات علاقة بالمفاوضات مع سورية.

وأضافت أن ثلاث شخصيات إسرائيلية فقط علمت بأمر اللقاء بينها رئيس الموساد مئير داغان. ورفض مكتب اولمرت تأكيد الخبر أو نفيه، لكن كاتبه المراسل السياسي شمعون شيفر معروف بمصادره الوثيقة في مكتب رئيس الحكومة.

ونقل عن جهات مطلعة على سير المفاوضات أن اولمرت والرئيس السوري بشار الأسد تبادلا في الأيام الأخيرة رسائل تضمنت تفاصيل كثيرة لم يأت على ذكرها.

وتابع المراسل أن زيارة اولمرت لأنقرة الأسبوع المقبل تهدف إلى تهيئة الأرضية لمفاوضات مباشرة بين إسرائيل وسورية، وهو الذي أعلن أمس أن سلاماً مع سورية في متناول اليد.

من جهته أعلن زعيم "ليكود" بنيامين نتانياهو بعد لقائه في باريس الرئيس الفرنسي أنه ليس ملزما "بأية تنازلات تقدمها حكومة اولمرت – ليفني للسوريين" وأن هذه الالتزامات لا تلزم حكومته في حال شكلها بعد الانتخابات مضيفاً أن "إسرائيل ستبقى في الجولان".

وعن المفاوضات مع الفلسطينيين عاود نتانياهو الحديث عن "السلام الاقتصادي" في موازاة مفاوضات سياسية مضيفاً أن "الرخاء الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية هو الذي سيحقق السلام"!.

إلى ذلك، وفي حديثه في اجتماع ما يسمى بـ"المعهد لدراسات الأمن القومي بالقرب من جامعة تل أبيب"، يوم أمس الخميس، قال أولمرت إن السلام مع سورية قابل للتحقيق. وعلى المستوى الفلسطيني، قال إنه من المفضل، لأسفه، التقدم باتجاه الدولتين لأن الإمكانية الأخرى مدمرة للصهيونية، كما قال إن الوضع الديمغرافي هو بمثابة قنبلة موقوته تهدد إسرائيل.

وأضاف أن السلام ينطوي على تنازلات مؤلمة، ولكن المقابل هو تجنب سقوط ضحايا. وادعى أن "سورية ليست معنية بأن تكون في محور الشر، وهي ترغب بالتقرب من الولايات المتحدة.. اتفاق السلام مع سورية سيغير من ميزان القوى بين المعتدلين والمتطرفين في الشرق الأوسط"، على حد قوله.

وأضاف إن لإسرائيل مصلحة عليا في استمرار المفاوضات مع سورية. وبحسبه فإن الاتفاق مع سورية يقلص التهديدات بنشوب حرب في الشمال، ويقضي على المساعدات المقدمة للمنظمات التي وصفها بـ"الإرهابية".

ووجه أولمرت انتقادات لرئيس الليكود، بقوله إنه لا يمكن تحقيق سلام اقتصادي بدون سلام سياسي، مشيرا إلى أن جابوتنسكي كان قد صرح بذلك قبل 75 عاما. وقال في هذا السياق إن السلام الاقتصادي من الممكن أن يكون شعارا انتخابيا، ولكنه ليس إمكانية واقعية تؤدي إلى نتائج سياسية.

وقال أولمرت: "إسرائيل لا تريد ولا تستطيع أن تسيطر على شعب آخر.. أما مظاهر العنف في الضفة الغربية ضد سلطة القانون فهي مثال على تأثير الاحتلال". وفي سياق حديثه أشار إلى أن منبع هذا الموقف يعود إلى الوضع الديمغرافي الذي اعتبره بمثابة قنبلة موقوتة تهدد إسرائيل.

وتطرق في حديثه إلى إمكانية قيام دولة فلسطينية، فقال: "من المفضل، للأسف، التقدم باتجاه دولتين الآن، لأن الإمكانية الأخرى ستكون مدمرة للصهيونية".

وردا على تصريحات أولمرت، سارع عضو الكنيست يوفال شطاينتس (الليكود) إلى الرد بقوله إن "هضبة الجولان حيوية لأمن إسرائيل وازدهارها ومستقبلها.

إلى ذلك، من المقرر أن يصل أولمرت إلى أنقرة، الإثنين القادم، وذلك في زيارة سريعة يلتقي خلالها نظيره التركي، رجب طيب أردوغان.

وعلم أن أولمرت وأردوغان قد تحدثا هاتفيا، الخميس، للمرة الثالثة خلال الأسابيع الأخيرة، وتم الاتفاق في نهاية المحادثة على اللقاء في تركيا لمناقشة موضوع المفاوضات بين إسرائيل وسورية، وإمكانيات التقدم في المفاوضات قبل انتخابات الكنيست.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس السوري، بشار الأسد، كان قد سلم تركيا، الثلاثاء الماضي، وثيقة تحدد حدود الجولان السوري المحتل، والتي تصل الساحل الشرقي والشمالي لبحيرة طبرية.

ونقل عن مصادر مطلعة على المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية، قولها إن الوثيقة التي سلمت لإسرائيل عن طريق تركيا تحدد بالضبط النقاط التي يمر فيها الخط الحدودي. وبحسب المصادر ذاتها فإن الموافقة الإسرائيلية على الوثيقة من شأنها أن تتيح التوصل إلى اتفاق خلال العام القادم.

كما نقل عن المصادر ذاتها أن الرئيس السوري معني بالحصول على الرد الواضح من إسرائيل قبل التقدم في المفاوضات.

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، قد صرحت، الأربعاء، بأن السلام الذي تعنى به إسرائيل هو الذي يتصل بـ"وقف تهريب الأسلحة إلى حزب الله، والعلاقات المتينة مع إيران، والدعم المتواصل للمنظمات الإرهابية مثل حركة حماس".

ومن جهته فقد وصف وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك المطالب السورية في المفاوضات مع إسرائيل حول استعادة هضبة الجولان بأنها "غير واقعية"، معتبرا أن أي حكومة إسرائيلية لا يمكنها قبول المطالب التي عرضتها سورية..


يذكر أن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية، بوساطة تركية، كانت قد توقفت قبل 3 شهور، بعد أن أعلن أولمرت عن استقالته من منصبه.

التعليقات