إسرائيل تقاطع جلسة لمجلس حقوق الإنسان..

ستقاطع إسرائيل والولايات المتحدة جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والتي ستعقد في جنيف اليوم، لأول مرة، احتجاجا على مسودة قرار لا تتبنى مواقفها بما يتعلق بالأحداث في قطاع غزة وعلى خلفية ما تعتبره موقف المجلس المعادي لإسرائيل.

وستنعقد هذه الجلسة بالتزامن مع المشاورات التي تجري في مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في غزة. والذي بات واضحا أنها لن تتمخض عن صدور قرار إدانة لإسرائيل جراء فرض العقاب الجماعي على قطاع غزة وإغلاق المعابر ومنع إدخال الوقود والاحتياجات الأساسية للسكان.

وتعقد جلسة مجلس حقوق الإنسان بطلب من السلطة الفلسطينية ومصر، وذلك في أعقاب إغلاق المعابر وقتل عشرات الفلسطينيين. وأعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن استيائها من مشروع القرار المقدم لأنه برأيها لا يأتي على ذكر الصواريخ الفلسطينية التي تطلق على البلدات الإسرائيلية. وقالوا في الخارجية إن الحديث يدور عن جلسة تتبنى موقف طرف واحد وهو الموقف العربي.

وقد قررت إسرائيل مقاطعة الجلسة ودعت العديد من الدول لمقاطعتها إلا أن الولايات المتحدة هي الوحيدة التي لبت الدعوة. وقد حاولت دول الاتحاد الأوروبي طرح مشروع قرار بديل يكون بمثابة حل وسط إلا أنه رفض من قبل ممثلي الدول العربية.

مجلس الأمن عقد يوم أمس جلسة في نيويورك بمبادرة جامعة الدول العربية لبحث الأوضاع في غزة إلا أنها لم تتوصل إلى قرار بسبب رفض الولايات المتحدة صدور أي قرار يدين إسرائيل. وعلى ما يبدو سيكتفي المجلس بإصدار بيان رئاسي غير ملزم ولا يتضمن إدانة، وحسب المسودة سيطلب البيان من إسرائيل «القيام بواجباتها وفقا للقانون الدولي». وترفض إسرائيل هذا البيان المخفف وغير الملزم وتشاركها الولايات المتحدة وبريطانيا الرأي وتتحفظان من صيغة المسودة.

وقد شهدت جلسة يوم أمس في مجلس الأمن مشادات بين ممثل فلسطين والمندوب الإسرائيلي. وقال رياض منصور المراقب الفلسطيني الدائم في الامم المتحدة امام جلسة لمجلس الامن الدولي: "الوضع الحالي لا يمكن الدفاع عنه على الاطلاق ولا يمكن تحمله انسانيا ولا قبوله اخلاقيا."
واضاف ان "سياسة حافة الهاوية الاسرائيلية هي خلق كارثة انسانية في قطاع غزة وتصعيد المخاوف والتوترات والتحريض والاستفزاز وتغذية دائرة العنف الشريرة الرهيبة."
ورفض المبعوث الاسرائيلي جلعاد كوهين ما جاء في حديث منصور، وقال: "انه واجب كل الدول ان تضمن حق الحياة والامان لشعبها وخاصة من افعال العنف والارهاب الشريرة." واستدرك بقوله ان اسرائيل "ستكفل الرفاهية الانسانية" لغزة.
وقال السفير الليبي جاد الله الطلحي ان اسرائيل تحاول ابادة الفلسطينيين في غزة وحث المجلس على التحرك.
وقال ان المجلس "يجب ان يتبنى اجراءات عاجلة لحماية السكان المدنيين في غزة وحمايتهم من محاولات الابادة الجماعية من جانب سلطة الاحتلال."
واتهم السفير السوري بشار الجعفري اسرائيل بارتكاب جرائم حرب وقال إنها مذنبة بارتكاب "جرائم حرب في حق الشعب الفلسطيني الاعزل." ورد كوهين باتهام سوريا برعاية الارهاب.
وفضلا عن النقاش العلني للوضع يبحث اعضاء مجلس الامن مسودة بيان بشأن غزة وزعته ليبيا الرئيس الحالي للمجلس.
ويعبر النص الذي اطلعت عليه رويترز عن "القلق العميق" بشأن الوضع ويدعو اسرائيل الى ضمان التدفق الحر للمساعدات الانسانية الى غزة.

وقال دبلوماسيون غربيون ان النص يحتاج الى مراجعته لجعله اكثر توازنا.
وأبلغ بي. لين باسكوي وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية المجلس ان العنف في غزة تراجع لكنه حذر اعضاء المجلس من ان الوضع الانساني مازال هشا بالنسبة لسكان القطاع البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة أغلبهم يعتمدون على المساعدات الخارجية. واضاف باسكوي ان "العقوبات الجماعية" على سكان بكاملهم ليست قانونية بموجب القانون الدولي.

وقال "احداث السبعة الايام الماضية أكدت الاحتمالات الحالية لتقويض عملية انابوليس." مشيرا الى محادثات السلام في الشرق الاوسط التي عقدت في نوفمبر تشرين الثاني في انابوليس بولاية ماريلاند.

وقال السفير الامريكي زلماي خليل زاد ان الهجمات الصاروخية على اسرائيل يجب ان تتوقف وحث اسرائيل على بذل كل ما بوسعها لتجنب قتل المدنيين. واوضح ان واشنطن تحمل حماس مسؤولية الوضع في غزة.

واضاف "اذا ابدت حماس اهتماما برفاهية ومستقبل الغزاويين اكبر من اهتمامها بجدول اعمالها السياسي فسوف تنهي الهجمات الصاروخية المتواصلة."

وقال السفير البريطاني جون سورز ان بريطانيا تتفهم حاجة اسرائيل للدفاع عن نفسها من الهجمات لكنه حث إسرائيل على اعادة فتح المعابر الحدودية. واضاف "ليس مقبولا ان ترد اسرائيل على تلك الهجمات بتصرف يهدف الى التسبب في معاناة السكان المدنيين في غزة."