31/10/2010 - 11:02

فينوغراد: هل ستقتلع العاصفة أولمرت كما اقتلعت آخرين قبله..

تقرير فينوغراد اليوم في الساعة السادسة: "صدمة وهزة" بهذه الكلمات وصف مقربون من ملحقين عسكريين في لجنة فينوغراد انطباعهم من أداء الجيش في الحرب.

 فينوغراد: هل ستقتلع العاصفة أولمرت كما اقتلعت آخرين قبله..

تسود الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية حالة من الترقب والقلق؛ تزداد وتيرتها كلما اقترب موعد نشر التقرير النهائي للجنة فينوغراد، في الساعة السادسة من مساء اليوم. "صدمة وذعر" بهذه الكلمات وصف مقربون من ملحقين عسكريين في لجنة فينوغراد انطباعهم من أداء الجيش في الحرب.

ويقول مراقبون إنه بالرغم من أن التقرير سيكون قاسيا على الجيش إلا أن الدائرة الأولى من القيادة العسكرية أصبحت خارج اللعبة مما سيقلل من نتائج التقرير عليه مهما بلغت شدته. فرئيس الأركان دان حالوتس، ونائبه موشي كابلنسكي، وقائد منطقة الشمال أودي آدم، وقائد سلاح البحرية دودو بن بعشات، وقائد الجبهة الداخلية يستحاك غرشون، وقائدي الفرق غال هيرش وإيريز تسوكرمان" أصبحوا خارج اللعبة واستقالوا من مناصبهم عقب الحرب وبعد التقرير الأولي للجنة فينوغراد. ووزير الأمن عمير بيرتس الذي حث أولمرت على شن الحملة البرية في الستين ساعة الأخيرة والتي اعتبرت فيما بعد فشلا مدويا، استُبدل بإيهود باراك بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية للحزب، ولا يمكن أغفال دوره في حرب لبنان في هذه النتيجة.

وبالرغم من أن اللجنة أوضحت أن استنتاجات التقرير ستكون «بنيوية» أي ستشير إلى مواطن الضعف والخلل في أداء المستووين العسكري والسياسي، إلا أن أي نقد بنيوي سينطوي على نقد لأشخاص يقفون على رأس المؤسسات التي ستتعرض للنقد. ولا يتوقع آثار كبيرة على الجيش، إذ يقول مراقبون أن التغييرات في الجيش استنفذت وبدأ رئيس الأركان السابق باستخلاص العبر بعد التقرير الأولي للجنة فينوغراد والعمل على خطة إصلاح تشمل تكثيف التدريبات والاستفادة من الدرس الموجع الذي تلقاه الجيش في حرب لبنان الثانية.

كيف سيتعاطى التقرير مع المستوى السياسي؟ وبالتحديد كيف سيصف أداء رئيس الحكومة إيهود أولمرت؟
من الواضح أن الأوضاع الداخلية في حزب كديما أكثر استقرارا من عشية نشر التقرير الأولي للجنة فينوغراد. ويبدو أن الحزب المرشح لإحداث تغيير على المبنى السياسي الحالي، حزب العمل، لن يعاجل في الانسحاب من الحكومة ولديه حسابات تدخل في سياق ميزان الربح والخسارة. فحزب العمل لن يغامر بإسقاط الحكومة والذهاب إلى انتخابات تضمن فوز منافسه، حزب الليكود. لذلك سيفضل الانتظار وبناء قوته من خلال وزارة الأمن التي يتولاها رئيس الحزب والتي حظيت خلال العقود الأخيرة على قدسية إسرائيلية خاصة. وفي أسوأ الأحوال وإذا ما تعرض حزب العمل لضغوط سيضطر لمطالبة كديما باستبدال أولمرت إلا أن الاحتمالات تبدو ضئيلة إذا أن خطوة من هذا النوع من الممكن أن تقود لانتخابات مبكرة حسبما هدد رئيس الوزراء أولمرت، الأمر الذي لا يستسيغه حزب العمل.

وتشير التقديرات أن النقد لأولمرت لن يكون أشد من النقد الذي حمله التقرير الأولي للجنة فينوغراد والذي حمله مسؤولية الفشل بوضوح. وسيتركز النقد في التقرير النهائي على قرار شن الحملة البرية في الستين ساعة الأخيرة بالتزامن مع المفاوضات والتصويت على قرار مجلس الأمن 1701، وعلى الفشل الذي منيت به تلك الحملة، خاصة وبعد دحض ادعاءات أولمرت بأن الحملة ساهمت في تحسين القرار لصالح إسرائيل من قبل أوساط محلية وعالمية كان آخرهم سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة أبان الحرب جون بولتون.

وبتقدير عدد لا بأس به من المراقبين والمحللين، سيكون تقرير لجنة فينوغراد زوبعة تنتهي بعد عدة أيام، إلا أنه وبلا شك سيكون مفصلا هاما في تاريخ الحروب الإسرائيلية. ومن غير المتوقع إذا ما كانت احتجاجات أهالي الجنود القتلى في الحرب واحتجاجات ضباط الاحتياط ستغير شيئا من هذه التوقعات.

رئيس الوزراء إيهود أولمرت ومن أجل بث إيحاءات بأن الأوضاع تجري بشكل عادي، وأنه لا يوجد أزمات، أجرى يوم أمس جولة زار من خلالها قيادة فرقة غزة برفقة وزير الأمن إيهود باراك ورئيس الأركان غابي أشكنازي.

ستستمر العاصفة فترة ما ومن غير الواضح إذا ما ستكون قادرة على اقتلاع أولمرت كما اقتلعت رؤوسا كثيرة أم أن مراوغته ستضمن له البقاء سنة أخرى حسب أحسن التقديرات.

التعليقات