31/10/2010 - 11:02

ليبرمان يتهجم على النرويج بعد السويد ؛ نتنياهو يطالب السويد بإدانة

لم تحقق في الدلائل التي ساقها الصحفي السويدي: الداخلية الإسرائيلية تسحب تأشيرات الصحفيين السويديين ؛ ونتنياهو يطالب السويد بإدانة ما نشر في الصحيفة واسعة الانتتشار

 ليبرمان يتهجم على النرويج بعد السويد ؛ نتنياهو يطالب السويد بإدانة
شن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، هجوما عنيفا على النرويج، مساء أمس، وجدد هجومه على السويد. فيما طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في جلسة الحكومة، السويد بإدانة مقالة الصحفي على مقالة الصحفي السويدي المناصر للقضية الفلسطينية، دونالد بوستروم ، التي أورد فيها شهادات حول قيام جنود إسرائيليين بسرقة الأعضاء الداخلية لعدد من الشهداء الفلسطينيين.

واتنقل ليبرمان من ساحة الهجوم على السويد إلى جارتها النرويج، وقال في محاضرة أمام طلاب في جامعة "أرئيل" الواقعة في مستوطنة أرئيل في الضفة الغربية: "ذهلت حين علمت أن الحكومة النرويجية قررت الاحتفال بالذكرى الـ 150 للأديب هامسون(كونت هامسون) الذي شجع النازيين . وقام بالتبرع بالجائزة التي حصل عليها عام 11943 ليوسف غابلاس(وزير إعلام الرايخ الثالث)، بل وكتب رثاء لأدولف هتلر، قال فيه إنه حارب من أجل الإنسانية".

ويضيف ليبرمان: " أذكر أن في مؤتمر ديبرن 2، وخلال كلمة أحمدي نجاد، كانت النرويج من بين الدول القليلة التي لم تغادر القاعة، واليوم يتضح أن ذلك ليس صدفة. أسأل إلى أي حد يمكن التمادي؟".

وتطرق ليبرمان في المحاضرة إلى مقالة الصحفي السويدي دونالد بوستروم التي أثارت ردود فعل إسرائيلية عاصفة رغم اتسامها بالموضوعية والاتزان، وقال " الأمر الأكثر إثارة للسخط" في هذه القصة هو توبيخ سفيرة السويد في إسرائيل التي أدانت ما نشر. وتابع: "السفيرة تصرفت وتواصل التصرف حسب قيم راؤول فلنبيرغ، الذي عمل بشكل يتعارض مع سياسة السويد خلال الحرب العالمية الثانية".

وأضاف ليبرمان: "الحكومة السويدية تختبئ خلف حرية التعبير، ولكنني أذكر أنه حينما نشرت الكاريكاتورات عن محمد(النبي محمد صلعم)، خرجت وزيرة خارجية السويد ضد النشر وكتبت رسالة للرئيس اليمني (توضح فيها) كم كان الأمر خطير".

جلسة الحكومة الإسرائيلية تناقش تقرير الصحيفة السويدية


هذا وتواصلت ردود الفعل الإسرائيلية العاصفة على التقرير الذي نشرته الصحيفة السويدية واسعة الانتشار "أفتون بلاديت" وصعدت إسرائيل من لهجتها مطالبة الحكومة السويدية باستنكار ما جاء في المقالة والاعتذار. واصدر وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي قرارا بتجميد تأشيرات الإقامة في إسرائيل للصحفيين السويديين.

وخصصت جلسة الحكومة وقتا طويلا لبحث القضية، وأجمع الوزراء على إدانة المقالة، ووصفوها بأنها "فرية دم"، ولم يدع أي منهم للتحقيق في الحقائق التي جاءت فيها. وطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السويد باستنكار سويدي: "نطالب ونتوقع من السويد استنكارا رسميا وليس اعتذارا عما قيل".

وشبه نتنياهو مقالة بوستروم الخالية من أي إساءة أو تحريض بالإساءة للديانات، وقال: " في عهد حكومة أولمرت بُث برنامج ساخر ضد المسيحيين، واستنكر أولمرت الأمر، دون أن يعتبر ذلك مسا بحرية التعبير. طوال الوقت أحسنا التعامل مع مثل هذه الأمور الأمور التي تنطوي على هدر الدم وفرية الدم". وتابع: " نتوقع أن تتصرف حكومة السويد بنفس الطريقة".

وقال وزير المالية يوفال شطانتس: إن الحديث يدور عن فرية دم لاسامية وحكومة السويد لا يمكنها أن تبقى لامبالية". فيما دعا وزير الرفاه يتسحاك هرتسوغ إلى محاربة ما أسماه «النشر المخجل» بوسائل قضائية. وأضاف: " يجب الفصل بين هذا التقرير وبين حرية التعبير".

ولم تبادر الحكومة الإسرائيلية إلى فتح تحقيق حول ما جاء في مقالة باسروم، رغم ما ساقه من مؤشرات تستدعي ذلك. إلا أن الإسرائيليين فضلوا التعامل مع المقالة وكاتبها كما تعاملوا طواال الوقت مع منتقديهم. وتنتهج إسرائيل سياسة موحدة ضد منتقديها، اتهامهم بالـ "لاسامية"، والضغط على دولهم للاعتذار أو لتقديمهم للمحاكمة، وفرض المقاطعة عليهم وملاحقتهم قضائيا في حالات معينة. وتمارس هي ولوبياتها في الخارج ضغوطا شديدة على السويد والصحيفة المذكورة والصحفي رونالد بوستروم.

مزيد من ردود الفعل

وكان رئيس «مجلس الأمن القومي الإسرائيلي» عوزي أراد، قد أجرى مساء أمس، محادثة هاتفية مع وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت، وطالبه باستنكار تقرير الصحيفة.
ومن المقرر أن يزور بيلدت تل أبيب الشهر المقبل إلا أن تلك الزيارة باتت في مهب الريح ومرتبطة بما ستتمخض عنها «الأزمة الدبلوماسية»، كما تصفها وسائل الإعلام الإسرائيلية.


وكانت الخارجية الإسرائيلية وجهت انتقادات في وقت سابق للحكومة السويدية، وأعربت عن «خيبة أملها» من إعلان رئيس الوزراء السويدي فريدريك رايْنفلدت أن حكومته لن تستنكر التقرير. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية يوسي ليفي إن «في إسرائيل يعبرون عن خيبة الأمل من تنصل الحكومة السويدية (من استنكار التقرير)». وأضاف: " نحن نشدد على أنه ليس فقط للصحافة السويدية يوجد حرية تعبير، فالحكومة السويدية يجب أن تعبر عن رأيها في مواضيع جوهرية كمكافحة الـ لاسامية". وتابع: " ثمة شعور لدى الحكومة بأن تبرير حرية التعبير هو ذريعة لعدم إدانة التقرير".

السويد ترفض الإدانة أو الاعتذار

وقد أكدت حكومة السويد إنها لا تعتزم تقديم الاعتذار. ونقلت وكالة الأنباء السويدية "تي تي" عن رئيس الوزراء السويدي فردريك راينفلدت قوله "لا يستطيع أي إنسان أن يطالب الحكومة السويدية بانتهاك دستورها. حرية التعبير شيء لا غنى عنه للمجتمع السويدي".

وردت الخارجية الإسرائيلية على تصريحات رئيس الوزراء السويدي بالقول: "الموضوع الذي نحن بصدده ليس حرية التعبير، لا أحد يريد المس به". وأضافت: " المطلوب هو استنكار واضح للتقرير المليئ بعوامل عنصرية قد تدفع أناس معينين للعنف ولجرائم نابعة عن الكراهية لليهود".

وذكرت الصحف العبرية يوم أمس أن وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، طلب من المستشار القضائي لوزارة الأمن فحص إمكانية تقديم دعوى تشهير ضد كاتب التقرير. كما وجه رسالة إلى الخارجية السويدية يطالب فيها بأن تتنصل السويد مما أسماه "النشر الكاذب" الذي يتهم جنود الاحتلال بسرقة الأعضاء البشرية من أجساد الفلسطينيين. غير أن زير الخارجية السويدي، كارل بيلت، أكد انه مصر على احترام حرية التعبير. وقال في مؤتمر صحافي عقد في ريكيافيك "كعضو في الحكومة السويدية، من واجبي احترام حرية التعبير، بناء على الدستور السويدي،
واشار بيلت الجمعة الى ان رد فعل اسرائيل كان "قويا" واضاف "اظن انه يجدر بالصحيفة ان ترد بنفسها". وتابع "انا لست رئيس تحرير المجلة ولا اسعى لان اكون كذلك" الا انه قال انه يتفهم بعض ردات الفعل.

وحين سئل عن تأثير هذه الحادثة على العلاقات بين إسرائيل والسويد، اجاب "لا اظن ان العلاقات ستتأثر، العلاقة بين الدولة الاسرائيلية وحكومتنا متينة". في الواقع، كانت العلاقات قد شهدت توترا في السنوات الاخيرة اذ اتهمت اسرائيل ستوكهولم بالانحياز الى الفلسطينيين فيما اتهمت ستوكهولم اسرائيل بانتهاك حقوق الانسان.

وكانت السفيرة السويدية في اسرائيل قد ادانت المقال الا ان الوزارة رفضت تبني تصريحاتها.


التعليقات