31/10/2010 - 11:02

نتنياهو يطالب الفلسطينيين بالاعتراف «بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي» كشرط «للحديث» عن حل الدولتين

ميتشيل لليبرمان: التطوير الاقتصادي جزء من المحادثات السياسية * "يديعوت أحرونوت": إدارة أوباما تعرض صيغة "بوشاهر مقابل يتسهار" * ليبرمان: نتوقع حوارا عميقا في الشؤون الاقتصادية والأمنية للصراع".

 نتنياهو يطالب الفلسطينيين بالاعتراف «بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي» كشرط «للحديث» عن حل الدولتين
طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال لقائه مع المبعوث الأمريكي، جورج ميتشيل، مساء اليوم، الخميس، الفلسطينيين بالاعتراف «بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي» كشرط «للحديث» عن حل الدولتين.

وقال نتنياهو: "إسرائيل تتوقع من الفلسطينيين أن يعترفوا قبل كل شيء بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي قبل أن نبدأ بالحديث عن حل الدولتين". وأضاف نتنياهو: في كل تسوية، يجب أن تحافظ إسرائيل على مصالحها الأمنية. إسرائيل غير معنية بالسيطرة على الفلسطينيين، ولكنها عليها أن تضمن أن لا تقود العملية السياسية إلى "حماستان2" أخرى في القدس.

وطالب نتنياهو بتعاون من دول المنطقة في حملة إسرائيل ضد إيران وقال إن «كافة دول المنطقة باتت تدرك اليوم الخطر الإيراني».

وكان المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل قد اجتمع مع وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، ووزير الأمن إيهود باراك، ومع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، ومع رئيسة المعارضة تسيبي ليفني، لاستيضاح موقف الحكومة من عملية التسوية مع الفلسطينين، ودفع المفاوضات الثنائية. ويزور تل أبيب في الوقت ذاته أيضا وزير الخارجية الإسباني ميغيل موراتينوس، ونائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر سلطانوف.

ليفني: الجمود في العملية السياسية يضعف المعتدلين


وقالت رئيسة المعارضة، تسيبي ليفني في لقائها مع ميتشيل إن الجمود في العملية السياسية يضعف المعتدلين. وأضافت قائلة: "أؤمن أن الوقت لا يسير لصالح إسرائيل. الجمود في العملية السياسية يضعف من يؤمن أن حل الصراع يتم عن طريق التسوية. تسوية تحدد حدود إسرائيل الدائمة- حتى لو كان ذلك منوطا بقرارات صعبة- تعتبر مصلحة إسرائيلية خالصة للحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية مع أغلبية يهودية. القرار في هذا الشأن بات ملحا لمنع إجراءات تفرض علينا نتائج أخرى".
وفي الشأن الإيراني قالت ليفني: "الصراع مع الفلسطينيين ليس السبب للصراع الإقليمي مع إيران. لكن إيران تستخدم الصراع كتبرير من أجل دفع أهدافها. لذلك فإن توفير علاج للمشكلة الإيرانية سيساهم في حل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية.

من جانبه: قال ميتشيل في اللقاء إن الولايات المتحدة «ستعمل بجد لدفع رؤية الدولتين للشعبين».

نتنياهو: إسرائيل دولة الشعب اليهودي

في غضون ذلك التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزير الخارجية الإسباني، ميغال موراتينوس. وقال نتنياهو لضيفه إن «إسرائيل يجب أن تكون دولة الشعب اليهودي، كما هي إسبانيا دولة الشعب الإسباني مع مساواة في الحقوق للأقليات». وقال مكتب نتنياهو أن موراتينوس قال لنتنياهو أنه يجب أن «يصنع السلام بطريقته».


ليبرمان: نتوقع حوارا عميقا في الشؤون الاقتصادية والأمنية للصراع".


وقال ميتشيل في ختام لقائه مع وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي شرح فيه أهمية إقامة دولتين: أوضحت لوزير الخارجية أن «سياسة الولايات المتحدة تمنح أولوية لحل الدولتين، تعيشان بسلام، دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل كدولة يهودية». وأضاف ميتشيل: "نتوقع حلا سياسيا شاملا. أجرينا محادثة جيدة وصريحة واتفقنا أن نجتمع ثانية". ورفض ميتشيل فكرة «لسلام الاقتصادي» التي طرحها ليبرمان، وهي خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلا: من ناحيتنا الحاجة لتحقيق تقدم اقتصادي يجب أن يكون جزءا من المحادثات مع الفلسطينيين في الضفة الغربية".

من جانبه، قال ليبرمان: "تحدثنا عن التعاون الوثيق بيننا وبين الولايات المتحدة. ونسقنا المواقف حول الموضوع الفلسطيني ونتوقع حوارا عميقا في الشؤون الاقتصادية والأمنية للصراع".

معارضة الحكومة للمفاوضات وحل الدوليتين

وكان عدد من وزراء الحكومة أعربوا عن معارضتهم لحل الدوليتين. وقال الوزير إيلي يشاي إن: الصيغة السياسية التي ينبغي العمل على أساسها هي «اقتصادان لشعبين، وليس دوليتين للشعبين». وقال وزير المواصلات، يسرائيل كاتس إن الحكومة تعترض على رؤيا الدولتين: لقد فشل مسار أنابوليس وهو اتفاق غير ملزم.

بوشاهر مقابل يتسهار"

تسعى إدارة أوباما للضغط على عن طريق ربط تعاملها مع ملف المشروع النووي الإيراني بتقدم المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. وحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" فإن مسؤولي الإدارة الأمريكية يتحدثون عن صيغة تدعى "بوشاهر مقابل يتسهار"، أي: إذا كانت إسرائيل معنية بالحصول على مساعدة الولايات المتحدة في الموضوع الإيراني، سيتعين عليها إخلاء المستوطنات في الضفة الغربية.

وتضيف الصحيفة أن خلال لقاء بين قادة تنظيمات يهودية ورئيس طاقم البيت الأبيض، رام عمانويل، قال الأخير: في السنوات الأربع القادمة سيتم التوصل إلى حل دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، على أساس دولتين للشعبين، ولا يهمنا من يكون رئيس الوزراء".

وقد التقى المبعوث الأمريكي، جورج ميتشيل، الذي وصل مساء أمس إلى تل أبيب، وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك والرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. ويسعى في جولته لدفع المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين للتوصل إلى حل الدولتين.

بيرس: إسرائيل ليس لديها نية لمهاجمة إيران


خلال لقائه مع المبعوث الأمريكي، قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس إن إسرائيل ليس لديها أي نية لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية: "كل الأحاديث في الموضوع غير صحيحة، لأن الحل في مسألة إيران لا يكمن في المسار العسكري ".
جاءت أقوال بيرس في أعقاب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، الذي حذر إسرائيل من ان " الهجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية لن يوقف مشروعها النووي بل من شأنه أن يوحد الشعب الإيراني ويعزز إرادتهم لصنع قنبلة نووية". وقال غيتس إن الهجوم يمكنه تأجيل المشروع النووي لسنة حتى ثلاث سنوات- ولكنه لن يمنع إيران من صنع قنبلة نووية. ويرى غيتس أنه "يمكن منع إيران من صنع قنبلة نووية بالطرق الديبلوماسية ، إذا أدرك الإيرانيون أن الثمن سيكون باهظا".

باراك يستعرض "التسهيلات" للفلسطينيين!

وكان المطبخ السياسي الإسرائيلي عقد جلسة يوم أول أمس لتنسيق المواقف التي ستعرض على ميتشيل. وعرض باراك على ميتشيل المطالب الأمنية لإسرائيل، واستعرض أمامه صورة الوضع في المنطقة من وجهة نظره. ورغم أنه لا يوجد ما يترجم ادعاءات باراك على أرض الواقع تحدث بإسهاب عما أسماه "تحسين نسيج الحياة، والتسهيلات في الحياة اليومية للفلسطينيين في الضفة الغربية، وتعاون إسرائيل في هذا الشأن مع جهات دولية".

وقال باراك إن العلاقات الإسرائيلية الأميريكية «عميقة ووثيقة. وينبغي التوصل إلى تنسيق وتفاهم في كافة القضايا التي على جدول الأعمال».

ويلتقي ميتشل اليوم باراك مجددا قبل ان يلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو على العشاء. وينتقل ميتشل الجمعة الى رام الله حيث يعقد لقاءات مع كبار المسؤولين الفلسطينيين قبل ان يزور في اليوم نفسه مصر.

اوباما عاقد العزم على منح أولوية للسلام في الشرق الاوسط

وكان ميتشل اعلن من تونس قبل بدء جولته الشرق الاوسطية ان الرئيس باراك اوباما "عاقد العزم على جعل اقرار السلام الشامل في الشرق الاوسط الامر من اولوية مطلقة". وتابع ميتشل ان هذا السلام يجب ان يشمل "حلا للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني يستند الى اقامة دولتين مستقلتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وامن".

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت الأسبوع الماضي أنه جولة ميتشيل في المنطقة التي تستمر أسبوعين تهدف إلى دفع المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وصرح نتنياهو مرارا انه يريد ان يركز في المحادثات مع السلطة الفلسطينية على المسائل الاقتصادية والامنية بدلا من القضايا الشائكة مثل حدود الدولة ومستقبل القدس واللاجئين الفلسطينيين. ولم يشر بأي حال الى دولة فلسطينية. وتوقع مراقبون أن يضع هذا الموقف نتنياهو في مسار تصادمي مع اوباما الذي دعا مرارا الى قيام دولة فلسطينية، إلا أن قوة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة التي استطاعت ثني الإدارة الأمريكية عن المشاركة في مؤتمر مكافحة العنصرية "دربن2" في جنيف، بسبب انتقاداته لإسرائيل، قادر على توفير الغطاء لنتنياهو. يشار إلى أن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان أعلن تنصله من تفاهمات أنابوليس التي تعتمد على حل الدوليتين. وتتسم تفاهمات أنابوليس بالعمومية وتكرس المفاوضات الثنائية وفقا لإرادة إسرائيل.

وزار ميتشيل المغرب والجزائر يوم الثلاثاء ويتوجه الى القاهرة لاجراء محادثات مع المسؤولين المصريين يوم الجمعة. وميتشيل عضو سابق في مجلس الشيوخ الامريكي توسط في عملية السلام في ايرلندا الشمالية.

هذا ويجري ألكسندر سلطانوف نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الأوسط اليوم الخميس مباحثات مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين في القدس تتناول عملية السلام في المنطقة.

وسينتقل المبعوث الروسي لاحقاً إلى رام الله للقاء المسؤولين الفلسطينيين. ولم يستبعد سلطانوف احتمال لقائه بنظيره الأمريكي جورج ميتشل. وكان المبعوث الروسي قد شدد على ضرورة تأمين جو مناسب لإنجاح مؤتمر السلام المرتقب في موسكو.






.

التعليقات