31/10/2010 - 11:02

أوباما يرضخ لضغوط المنظمات الصهيونية ويقرر مقاطعة مؤتمر ديربن لمناهضة العنصرية

نجح مناصرو إسرائيل في الولايات المتحدة في ثني إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما عن المشاركة في مؤتمر "ديربن2" لمكافحة العنصرية الذي يعقد في جنيف يوم الاثنين المقبل

أوباما يرضخ لضغوط المنظمات الصهيونية ويقرر مقاطعة مؤتمر ديربن لمناهضة العنصرية
نجح مناصرو إسرائيل في الولايات المتحدة في ثني إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما عن المشاركة في مؤتمر "ديربن2" لمكافحة العنصرية الذي يعقد في جنيف وتبدأ أعماله يوم الاثنين المقبل. وتشترط الولايات المتحدة مشاركتها في المؤتمر بتعديل البيان النهائي. ولكن بعد فشل المندوبين الأمريكيين، في المداولات التمهيدية، في التوصل إلى صيغة بيان نهائي مقبولة عليهم، بات شبه مؤكد أن الولايات المتحدة ستقاطع المؤتمر، وسجلت إسرائيل ومناصروها إنجازا.

وقد دمغ مؤتمر دربن الأول الصهيونية بالعنصرية، ووجه انتقادات شديدة لسياسات إسرائيل تجاه حقوق الفلسطينيين. مما حدا بالممثلين الإسرائيليين والأمريكيين إلى الانسحاب من المؤتمر قبل اختتام أعماله بأربعة أيام. وتدأب إسرائيل منذ ذلك الوقت على محاربته. ولم تكتف إسرائيل بمقاطعة المؤتمر ودعوة الدول التي تربطها معها علاقات وثيقة لمقاطعته، والضغط عليها لتحذو حذوها، بل جندت في السنوات الأخيرة كل طاقاتها للحيلولة دون اقتفاء المؤتمر الثاني أثر المؤتمر الأول.

واكدت مصادر إسرائيلية أن مسؤولين أمريكيين كبار أبلغوا قادة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة بأن الإدارة الأميركية ستقاطع المؤتمر إذا لم يتم تعديل البيان النهائي، وإذا لم يحذف منه البند الذي يتبنى ويؤكد على قرارات مؤتمر دربن الأول الذي عقد في جنوب أفريقيا عام 2001.

وقالت مصادر إسرائيلية إن سفيرة الولايات المتحدة، سوزان رايس، ومستشارة الرئيس سمنتا باور، ورئيس قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دان شابيرو، أبلغوا قادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة بأن الولايات المتحدة ستقاطع المؤتمر إذا لم يتحقق مطلبها بتعديل البيان الختامي. وقال المسؤولون الأمريكيوون إن مضمون البيان شهد بعض التحسن إلا أن ذلك غير كاف لإقناع الولايات المتحدة بالمشاركة.

وقال موقع "بوليتيكو" الأمريكي، إن مؤيدي الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اليهود ، دفعوا باتجاه مقاطعة مؤتمر "ديبرن2"، إلا أن مقربيه السود دفعوا باتجاه المشاركة وإيفاد وفد لجنيف. وفي نهاية المطاف قرر الرئيس مقاطعة المؤتمر، إلا إذا تم تعديل البيان النهائي وحذف أي ذكر فيه لقرارات مؤتمر دربن الأول.

وكان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قد أعلن أن الولايات المتحدة ستقاطع المؤتمر، إلا أن الرئيس الجديد الذي يطمح إلى إعادة الولايات المتحدة إلى مراكز اتخاذ القرار سعى للمشاركة في مؤتمر جنيف وأوفد مندوبين قبل عدة أسابيع للمداولات التمهيدية. وبعد أن اتضح لممثلي الولايات المتحدة أن مسودة القرار التي تقودها إيران وكوبا مقبولة على المشاركين وأن الولايات المتحدة لن يكون بوسعها التأثير على مداولات المؤتمر والتخفيف من حدة الانتقادات لإسرائيل، أبلغوا الإدارة الأمريكية بفشلهم واتخذ قرار المقاطعة.

وقد أعلنت 35 دولة حتى الآن أعلنت مشاركتها في مؤتمر "دربن الثاني".

وكان مؤتمر دربن الأول ضربة موجعة لإسرائيل فإلى جانب وصمها بالعنصرية وجه المتحدثون فيه انتقادات شديدة للممارسات والسياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة ووصفوا إسرائيل بأنها نظام فصل عنصري "أبرتهايد"، ووصموا الحركة الصهيونية بأنها عنصرية. كما وصف المؤتمر الاستيطان الإسرائيلي بأنه تطهير عرقي، واعتبر أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.



.ويشارك في المؤتمر وفد عن المنظمات الاهلية العربية من اتحاد الجمعيات العربية (اتجاه) وعدالة والمؤسسة العربية لحقوق الانسان ومدير مكتب لجنة المتابعة العيا. كما يشارك من الاحزاب والحركات السياسية كل من التجمع الوطني الدمقراطي والحزب العربي الدمقراطي. كما وتشارك منظمات اهلية فلسطينية من الوطن والشتات ومنظمات من العالم العربي، وذلك ضمن حوالي 350 منظمة غير حكومية من مختلف انحاء العالم.

هذا وتواجه المؤتمر الحالي صعوبات وصراعات كثيرة تتعلق في الحملة التي تشنها الانظمة العنصرية والاستعمارية وبالذات إسرائيل مدعومة بشكل كامل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، وكل دول الاستعمار القديم والحديث التي تسعى لمنع التطرق الى اية دولة بعينها، وبالذات إسرائيل. كما يشكل توجه ادارة اوباما الاخير تهديدا لمجمل المؤتمر حيث تسعى ادارته الى ابتزاز تراجع اضافي يقضي بفك الارتباط بين مؤتمر ديربان الاستعراضي الحالي وبين توصيات وبيان المؤتمر الاول عام 2001 والذي فيه ادانة لاسرائيل والصهيونية وفيه اعتراف بالشعب الفلسطيني كضحية للعنصرية والفصل العنصري.

وفي موازاة هذا الضغط يقوم اللوبي الصهيوني العالمي وبتوجيه من وزارة الخارجية الاسرائيلية بشن حملة غير مسبوقة على المنظمات الاهلية الفلسطينية وبالذات اتحاد الجمعيات (اتجاه) وعدالة والمؤسسة العربية لحقوق الانسان ومركز بديل واتهامها بالعداء للسامية وانها تسعى الى السيطرة على مؤتمر ديربان الثاني.

وقام مرصد المنظمات (NGO MONITOR) الصهيوني باعداد تقرير تفصيلي حول عمل المنظمات الفلسطينية ومنظمات دولية مناصرة للحق الفلسطيني المشاركة في المؤتمر وذلك في مسعى لابتزاز سكرتارية المؤتمر وعدم اتاحة المجال لهذه المنظمات بتنظيم فعاليات جانبية معتمدة في المؤتمر، وبالفعل يجري تضييق الخناق على حرية العمل والتنظيم خلال المؤتمر.
في المقابل فقد بادر اتحاد الجمعيات (اتجاه) والمنظمة العربية لحقوق الانسان (عربية اقليمية دولية) الى عقد لقاء تنسيقي للمنظمات العربية المشاركة وذلك يوم الاحد 19نيسان بهدف تقييم الوضع والتنسيق وتقاسم العمل والحوار مع الجامعة العربية والسفراء العرب والاجانب واقامة تحالفات خلال المؤتمر بغية فرض الحق الفلسطيني والسعي لادانة إسرائيل كنظام عنصري كولونيالي.

كما سيجري مؤتمر تمهيدي غير رسمي لحركات التضامن العالمية دعت اليه اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها بوصفها نظام فصل عنصري، وستجري مظاهرة جماهيرية في جنيف دعما للحق الفلسطيني وادانة للموقف الامريكي الاسرائيلي الاوروبي من مؤتمر ديربان وذلك يوم السبت 18 نيسان.

التعليقات