31/10/2010 - 11:02

اسرائيل تهدد مجددا بمقاطعة محطة "بي. بي. سي" البريطانية، وهذه المرة على خلفية فيلم حول قوتها النووية

الفيلم يعرض مساء غد السبت، ويطرح جملة من التساؤلات حول انتهاج اميركا لسياسة الكيل بمكيالين في تعاملها مع اسرائيل والعراق!

اسرائيل تهدد مجددا بمقاطعة محطة
من المقرر ان تعرض شبكة التلفزة البريطانية "بي. بي. سي"، غدا السبت، الفيلم الوثائقي الذي يعالج القوة النووية لاسرائيل، وسياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، في كل ما يتعلق بالاسلحة النووية.

وكانت وزارة الخارجية الاسرائيلية، قد هددت، الثلاثاء الماضي، بمقاطعة محطة التلفزة البريطانية، اذا ما عرضت الفيلم. واتهمتها بتجاوز الخطوط الحمراء، وبخدمة العالم العربي وبانتهاج اللاسامية ضد اسرائيل"! وحسب الشبكة البريطانية من المقرر بث الفيلم، الساعة 23:10 ، من ليلة غد، حسب التوقيت الاسرائيلي.

ويطرح هذا الفيلم الجريئ جملة من التساؤلات حول التعامل الدولي، خاصة الاميركي، مع القوة النووية لاسرائيل، وانتهاجها لسياسة الكيل بمكيالين، مقارنة مع ما فعلته في العراق.

وكانت القناة الثانية في محطة "بي. بي. سي" التي يلتقط بثها في بريطانيا، فقط، قد بثت هذا الفيلم في آذار المنصرم. ومن جملة الأسئلة التي يطرحها الفيلم في مقدمته: اي دولة في الشرق الأوسط، تملك اسلحة نووية لم يتم الاعلان عنها؟ اي دولة في الشرق الاوسط تملك مقدرات الحرب الكيماوية والبيولوجية غير المعلنة؟ اي دولة في الشرق الأوسط لا تخضع للرقابة الخارجية؟ اي دولة حكمت بالسجن لمدة 18 عاماً على من كشف مقدراتها النووية؟

ويتم طرح هذه الأسئلة على الشاشة على خلفية سوداء، ويتم بين كل سؤال وسؤال عرض صور للمفاعل النووي الاسرائيلي وخبير الذرة المعتقل في السجن الاسرائيلي، مردخاي فعنونو.

ويجري الفيلم لقاءات عديدة مع مسؤولين كبار في اسرائيل، ابرزهم شمعون بيرس، الذي تربط وسائل الاعلام الاجنبية بينه وبين تأسيس المفاعل النووي الاسرائيلي، وتعتبره صاحب المشروع. ويرفض بيرس في الفيلم المقارنة بين التعامل الدولي مع العراق ومع اسرائيل، ويدعي ان العراق (في عهد صدام) "هو دولة دكتاتورية وان صدام حسين قتل الاف الاكراد بقذائف كيماوية"، بل يرفض اعتبار العراق دولة وانما مافيا يقودها قاتل، وهذا لا يمكن قوله عن اسرائيل، حسب رأيه.

وفي تعقيبهم على قرار عرض الفيلم، مساء السبت المقبل، هاجم مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الاسرائيلية، محطة التلفزة البريطانية واعتبروها تعمل في خدمة العرب، زاعمين ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي يتعرض كيانها الى التهديد، وهي مسألة لا يطرحها الفيلم، حسب ادعاءاتهم.

واتهم مدير مكتب الصحافة الحكومي، المحطة البريطانية بمعاداة اسرائيل وانتهاج اللاسامية.

ورفضت ناطقة بلسان محطة التلفزة البريطانية الاتهامات الاسرائيلية وقالت ان برنامج "مراسلون" الذي سيتم بث الفيلم في اطاره يقوم بمهامه الصحفية على افضل وجه.

واشارت الناطقة الى النقاش المطروح على الحلبة الدولية حول التعامل بمكيالين مع العراق واسرائيل، وقالت انه "تم طرح تساؤلات شرعية حول شن الحرب على العراق لانها لم تتعاون مع مفتشي الاسلحة، بينما لا يتم بتاتا القيام باي اشراف على الاسلحة الكيماوية والبيولوجية التي تمتلكها اسرائيل".

وأضافت: "يحاول الفيلم الرد على التساؤل حول تبرير اميركا واسرائيل لسياسة التعتيم على الاسلحة النووية في اسرائيل، فيما تطالبان بفرض رقابة دولية على اسلحة مماثلة في بعض الدول"

يشار الى ان اسرائيل كانت قد شنت حربا اعلامية على المحطة البريطانية، قبل عامين، عندما عرضت الفيلم الوثائقي "المتهم" الذي يتناول دور رئيس الحكومة الاسرائيلية، اريئيل شارون، في مذابح صبرا وشاتيلا في لبنان.

التعليقات