31/10/2010 - 11:02

الضابط أودي آدم: "فكرت بترك الجيش بعد الممارسات الاسرائيلية في الانتفاضة الفلسطينية "

-

الضابط أودي آدم:
صرّح الضابط أودي أدام، القائد الجديد للمنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، في مقابلة لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الجيش الإسرائيلي تعامل مع الفلسطينيين في المناطق المحتلة بشكل مهين. وقال أنه لا يفهم حتى هذه اللحظة لماذا بقي الجيش الإسرائيلي 20 عامًا في لبنان. كما وتوقع أن تكون الفترة القريبة "حارة جدًا" في المنطقة الشمالية القريبة من سوريا ولبنان.

تجنّد أودي أدام إلى الجيش الإسرائيلي في العام 1976 وأشغل مناصب عديدة فيه. والده يوكيتئيل (كوتي) أدام، كان نائبًا لقائد الأركان الإسرائيلي أثناء حرب لبنان في العام 1982، وكان مرشحًا أكيدًا لمنصب قائد الأركان بتأييد من رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه، مناحيم بيغن، إلا أن أرييل شارون ومع تسلمه منصب وزير الأمن الإسرائيلي بعث برسالة إلى "كوتي" أبلغه بأنه لا يؤيد تعيينه قائدًا للأركان. رغم أن كوتي كان مقربًا جدًا من شارون. وقتل (كوتي) بعد فترة وجيزة من تسلمه الرسالة في لبنان علي يد مسلحين اطلقوا عليه الرصاص من بعد صفر.

وقال أودي أدام معقبًا: "لو كان والدي يملك علاقات كثيرة لنال الرتبة وأنا لا انسى هذا لشارون".

وأضاف: "عندما قتل والدي في لبنان، شعر شارون شعورًا غير مريح. لم يستطع أن ينظر في عينيّ. رغم ان والدي وشارون التقيا قبل موته بشهر واحد ولكني حتى الآن لا أعرف ماذا كان في الجلسة".

فكر أودي أدام بأن يترك الجيش وأن يدخل سوق التجارة الإسرائيلية بعدما تلقى العديد من اقتراحات العمل في السوق الحرة، إلا أن قائد الأركان الإسرائيلي، دان حلوتس، اقترح عليه أخيرًا منصب قائد المنطقة الشمالية. وفي رد على سؤال لماذا فكّر بترك الجيش، أجاب: "لم افكر مرة واحدة فقط بترك الجيش ولكن المرة الأولى كانت في العام 1987 مع اندلاع الانتفاضة الأولى. كانت تلك فترة يميّزها عدم قول الحقيقة والكذب. كنت ضابطًا على كتيبة وبقينا مدة سبعة أشهر في مدينة نابلس. وشهدت في نفسي تخبطات عديدة حول شرعية الدولة (الإسرائيلية) في أن تطلب من الجيش أن يتعامل بهذا الشكل إلى السكان الفلسطينيين. كنا احيانًا نجبر على إغلاق الحوانيت للناس وكانت هناك حالات قمنا من خلالها بإرسال شبّان فلسطينيين لإنزال الأعلام فتضربهم الكهرباء ويموتون. لقد أحدثت سهولة الموت هذه في داخلي شيئًا ما".
وأضاف أدام: "هناك جروح علينا أن نفتحها. أنا اعتقد بأن علينا أن ننظر إلى أنفسنا ونسأل ماذا يجبر شاب في الثامنة عشرة من عمره (في إشارة إلى الجندي الإسرائيلي) على أن يدخل إلى بيت عائلة في منتصف الليل ويوقظها؟. أنا شاهدت عائلة فلسطينية أخرجوها من بيتها قبل هدمه بقليل. هذا صعب".
وحول إخلاء المستوطنين: "كان الإخلاء صعبًا جدًا، وتجولت في التجمعات السكنية الفارغة وكانت الصورة مخيفة بالنسبة لي. مثل الأفلام الخيالية. وكأن أحدًا جاء وأخرج كل السكان. هذه صورة سترافق الجنود الإسرائيليين لسنوات قادمة بالضبط مثلما سترافقهم عيون الفلسطينيين المطرودين من بيوتهم"
واستطرد أدام: "نحن نربي جنودًا يتحولون فيما بعد إلى مواطنين وآباء لأطفال. ولا يمكن ألا يكون شيء قد حفر في ذاكرتهم. ونحن بالمقابل لا نعالج هذا بالطريقة الصحيحة ونكتفي بالقول "سيمر". وخطة "فك الارتباط" كشفت الكثير من الأمور التي يجب علينا التوقف عندها مثل الشرعية التي أعطاها جمهور كامل لأولاده وشبيبته لخرق القانون والمشاغبات على السطوح".

وزاد أدام: "كنت فخورًا بقوة الجيش الإسرائيلي الذي اثبت أنّه يستطيع أن يخرج برامج إلى حيّز التنفيذ. وأن "فك الارتباط" ليس مهمة غير مؤكدة كما اعتقدنا ذات مرة. ولكن بدأت أسأل أسئلة تتعلق بحدود قوة الجيش الإسرائيلي. ففي "فك الارتباط" قامت الأجهزة العسكرية بوظيفتها أفضل من الأجهزة المدنية. وبعد 60 عامًا على قيام إسرائيل أسأل: هل على الأجهزة العسكرية أن تكون قوية بهذا الشكل؟ وهل هكذا يجب ان تكون الوضعية في نظام ديمقراطي؟ أنا أسأل هذا السؤال لأن الإنسان من الممكن ان يثمل نتيجة القوة التي يملكها".
وفي تعقيبه حول التطورات على الحدود السورية اللبنانية الإسرائيلية، قال أدام: "علينا ألا نصرّح الآن. ليس من الضروري الآن أن أظهر بأني قنّاص ماهر. المهم الآن أن نفهم أين السوريون ذاهبون وأين اللبنانيون ذاهبون والى أين سيذهب حزب الله . لأن هذا طاقم يمرّ الآن في مرحلة انفصال. أنا أشعر بأني سأكون مؤيدًا للهدوء مع أنه من الواضح أن المنطقة الشمالية ستكون حارة، وليس نتيجة الطقس".


التعليقات