31/10/2010 - 11:02

"العمل" باتجاه التفكك: رئيس الكتلة في الكنيست يقدم استقالته..

في عهد باراك حصل أكبر عدد من الاستقالات * ياتوم وسنيه غادرا في الكنيست السابقة * 4 "متمردين" يشكلون كتلة داخل كتلة * مسؤولون سابقون في "العمل" ينتقدون أداء باراك..

في أعقاب قرار رئيس كتلة "العمل" في الكنيست، دانييل بن سيمون، الاستقالة من منصبه، تناولت التقارير الإسرائيلية توجه حزب العمل نحو التفكك، خاصة في ظل أداء رئيس حزب العمل ووزير الأمن، إيهود باراك، في منصبه رئيسا للحزب، مشيرة إلى أنه حصل في عهده أكبر عدد من الاستقالات في الحزب.

يذكر أن داني ياتوم وأفرايم سنيه قد استقالوا في الكنيست السابقة، بعد سنوات من العمل في الحزب. وبعد الانتخابات الأخيرة ودخول حزب العمل إلى الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتانياهو، تحول عدد من أعضاء الكنيست من كتلة "العمل" إلى كتلة داخل كتلة، وهم عمير بيرتس وإيتان كابل وأوفير بينيس ويولي تمير.

وبالنتيجة فإن هذه الكتلة الصغيرة داخل كتلة "العمل" باتت تعلق الآمال على بن سيمون لتشكيل الثلث الذي يسمح لهم بالتوجه نحو كتلة جديدة منفصلة.

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن عضوة الكنيست شيلي يحيموفيتش، التي لم تنضم إلى الكتلة الصغيرة في الحزب لا تتردد في توجيه الانتقادات العلنية لأداء باراك، وهي تعمل بشكل مستقل. والأمر مماثل بالنسبة لأعضاء الكنيست أفيشاي بروفرمان ويتسحاك هرتسوغ، بيد أن الأخيرين لا يجهران بنقدهما علانية، وإنما يقتصر ذلك في المحادثات المغلقة.

ويعتبر كل من بنيامين بن إليعيزر وشالوم سمحون وأوريت نوكيد هم الجنود الوحيدون الحقيقيون لباراك في الكنيست أو الحكومة. ورغم أدائه في منصبه في وزارة الأمن، الذي يعتبر جيدا بالمنظار الإسرائيلي، إلا أنه بالمنظار السياسي فإنه يدفع حزب العمل إلى الانهيار والتفكك.

وما زاد الأمور تعقيدا بالنسبة لباراك هو الانتقادات التي وجهت له الأسبوع الماضي خلال الجولة التي قام بها مع طاقمه في الصالون الجوي في باريس، والتي وصفت بـ"جولة التبذير"، مما ساهم في إضعاف مكانته. وقبل ذلك أثار حفيظة الكثيرين من أعضاء الحزب عندما عمل مع نتانياهو على زيادة ميزانية الأمن وإجراء تقليصات في الوزارات الحكومية.

ونقل عن وزراء في حزب العمل قوله إن باراك قد نسج هذه الخطة، رفع ميزانية الأمن وتقليص الميزانيات الأخرى، بدون إبلاغهم بذلك وبدون إجراء أية مشاورات معهم.

ينضاف إلى ذلك الانتقادات التي يوجهها له كبار المسؤولين السابقين في حزب العمل أمثال أفراهام بورغ وموشي شاحال وعوزي بارعام وأوري نمير وحاجي ماروم، وآخرين ممن وصفوا بأنهم يعملون من وراء الكواليس ضد رئيس الحزب الحالي.

في المقابل، فإنه على أرض الواقع فإن باراك تمكن من تمرير كل قرار في مؤتمر الحزب، حيث صادق على الدخول إلى الائتلاف الحكومي وعلى الدستور الجديد للحزب. وفي هذا السياق تشكك التقارير الإسرائيلية بمدى قدرة باراك على تمرير ذلك بدون مساعدة رئيس الهستدروت عوفر عيني، الذي يواصل على التأكيد أنه "ليس لدية طموحات سياسية، وأنه من الأفضل له أن يبقى في منصبه الحالي". وفي كل مرة يصل فيها باراك إلى طريق مسدود يطرح اسم عيني كبديل له مستقبلا.

ونقلت التقارير الإسرائيلية عن مقربين من باراك تساؤلاتهم حول إذا ما كان الأخير قد فقد الرغبة بالعودة إلى السلطة في المكان الأول، في رئاسة الحكومة، وهل هو يتعايش مع حقيقة أنه "قبطان سفينة على وشك الغرق"، ولا يوجد طريقة لإنقاذها، ولم يبق لديه سوى العمل على ضمان ألا يحل أحد محله في الأمن. ورغم ذلك نقل عن باراك حديثه في جلسات مغلقة عن ترميم الحزب والفرصة للعودة إلى السلطة.

وكان رئيس كتلة العمل في الكنيست قد أعلن استقالته في مؤتمر صحفي عقده ظهر أمس، الإثنين، من منصبه، بعد "فترة تعيسة دامت خمسة شهور" على حد وصفه. وهاجم أداء الحزب في الائتلاف الحكومي، وحمل باراك مسؤولية المماطلة في إخلاء ما أسماه "البؤر الاستيطانية غير القانونية"، وعدم إحداث أي تقدم في "العملية السياسية".

وبحسبه فإن حزب العمل لا يستطيع البقاء في الائتلاف. وأشار إلى أن من يقف على رأس حزب العمل هو المسؤول عن "البؤر الاستيطانية"، وبدل أن يقل عددها فإنه في تصاعد مستمر.

وقال إنه يستقيل من منصبه تعبيرا عن خيبة أمله من حقيقة أن حزبه لا يعمل كما يجب، وأنه يسير في منحدر ليس من الواضح كيف يستيطع أن يتوقف".

كما أعلن أنه في هذه المرحلة لن ينضم إلى "المتمردين" في حزب العمل، إلا أنه لا يمكن عد صوته بشكل آلي مع الائتلاف.

تجدر الإشارة إلى أن علاقات بني سيمون مع باراك كانت متوترة في الشهور الأخيرة، وأطلق عدة تصريحات لوسائل الإعلام هاجم فيها باراك وانتقد سياسته.

التعليقات