31/10/2010 - 11:02

الكنيست تسقط مشروع الميزانية وشارون أقال وزراء شينوي

رئيس الحكومة سيسلم وزراء شينوي رسائل اقالتهم من الحكومة الليلة* شارون قرر طرح الميزانية للتصويت كي يستغل اسقاطها للضغط على حزبه كي يوافق على ضم العمل الى الحكومة

الكنيست تسقط مشروع الميزانية وشارون أقال وزراء شينوي
سلم رئيس الحكومة الاسرائيلية، اريئيل شارون، الساعة الثامنة من مساء اليوم، وزراء حركة شينوي الخمسة، كتب اقالتهم من الحكومة، اثر تصويتهم ضد ميزانية الدولة التي اسقطتها الهيئة العامة للكنيست بغالبية 69 صوتا، مقابل تأييد43 نائبا فقط.

وكان شارون قد استدعى وزراء شينوي للمثول في مكتبه في الكنيست فور انتهاء التصويت على الميزانية. وحضر وزراء شينوي معا الى مكتب شارون لتسلم كتب الاقالة. وقال رئيس حركة شينوي، يوسيف تومي لبيد، ان اللقاء كان قصيرا لكنه دافئا، مضيفا ان شارون اعتذر خلاله عما قاله ضد شينوي، خلال ساعات النهار، واعتذر هو، لبيد، عما قاله ضد شارون.

وكانت الكنيست قد صوتت قرابة السابعة والنصف على الميزانية، اسميا، بعد ان تسلم رئيس الكنيست طلبا وقعه اكثر من 20 نائبا طالبوا بالتصويت العلني والاسمي على الميزانية. وتغيب عن التصويت ثمانية نواب. واسقطت الكنيست في تصويت الكتروني لاحق، قانون التسويات بغالبية 69 صوتا، مقابل تأييد 42 صوتا وامتناع نائب واحد.

وتهرب من القاعة اثناء التصويت على مشروع الميزانية، عدد من نواب شاس رغم اعلان رئيس الكتلة، ايلي يشاي، من قبل قرار الكتلة التصويت ضد الميزانية.

كما تهرب من التصويت عضو الكنيست دافيد ليفي، من الليكود، الذي اعلن صباح اليوم، من على امواج الاذاعة الاسرائيلية انه سيصوت ضد الميزانية.

ونفذ وزراء حركة شينوي تهديدهم بالتصويت ضد الميزانية على خلفية الصفقة التي توصل اليها رئيس الحكومة مع يهدوت هتوراة لضمان دعمها للميزانية، والتي تقضي بدفع 290 مليون شيكل لمؤسسات يهدوت هتوراة الدينية.

وكانت حركة شينوي قد تراجعت قبل نصف ساعة من التصويت على الميزانية عن نيتها المطالبة باعتبار التصويت على ميزانية الدولة، بمثابة تصويت بنزع الثقة عن حكومة شارون، خشية ان يؤدي ذلك الى تراجع العمل عن التصويت ضد الميزانية وبالتالي تمرير الميزانية في القراءة الاولى .

وتصاعدت اليوم، حدة الهجوم المتبادل بين رئيس الحكومة أريئيل شارون، ووزير القضاء، رئيس حركة "شينوي"، يوسيف تومي لبيد، قبل ساعات قليلة من التصويت على ميزانية الدولة للعام 2005، مساء اليوم.

ففي خطاب شديد اللهجة رد فيه على تصريحات شارون ضد حركته، اعلن رئيس حركة شينوي، يوسيف لبيد، من على منصة الكنيست، مساء اليوم، ان حركته ستصوت ضد الميزانية، ملمحا الى امكانية طلب تحويل التصويت الى تصويت بحجب الثقة.

واتهم لبيد رئيس الحكومة شارون بالتسبب باخراج شينوي من الائتلاف الحكومي عمدا. وقال انه كان يتوقع من شارون تصرفا اكثر جنتلمانية بعد عامين من الشراكة.

كما اتهم لبيد رئيس الحكومة بشراء ذمم اعضاء يهدوت هتوراة بالمال، وقال ان حركته ستعود وبقوة.

وكان شارون قد شدد من هجومه على شينوي، في تصريحات ادلى بها للصحفيين في مقصف الكنيست، بعد ظهر اليوم، حيث قال انه فقد الامل باقناع وزراء شينوي بالعدول عن موقفهم والتصويت الى جانب الميزانية. وشدد من هجومه على الكتلة قائلا: "شينوي تخرج ضد كل ما هو يهودي، في كل مرة يطرح في الحكومة موضوع يهودي يسارعون الى مهاجمته".

ورغم الازمة التي تعصف بحكومته والتي بات من الواضح انها لن تتيح له تمرير مشروع الميزانية في القراءة الاولى، الليلة، رفض شارون الاعتراف بالفشل والمضي نحو اجراء انتخابات جديدة. وقال للصحفيين انه لا ينوي عمل ذلك.

ورد رئيس حركة "شينوي" الوزير تومي لبيد على تصريحات شارون، قائلا انه كان بامكان شارون انتظار مرور عدة أيام قبل ان يبدأ بمهاجمتهم في سبيل التملق للمتدينين.

وقال مصدر مطلع في الكنيست في ختام اجتماع كتلة شينوي، قرابة الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم ان حركة شينوي قررت عدم الاستقالة من الحكومة قبل التصويت على الميزانية، وتريد لشارون ان يفصلها على خلفية موقفها الرافض لدفع مبلغ 290 مليون شيكل ليهدوت هتوراة، لضمان تأييدها للميزانية.

واعلن لبيد من على منصة الكنيست، مساء اليوم، ان كتلته ستصوت ضد الميزانية، لان المشروع المطروح على طاولة الكنيست يتعارض مع المشروع الذي صادقت عليه الحكومة.

يشار الى ان رئيس حركة شاس، ايلي يشاي، اعلن، ايضا، من على منصة الكنيست، مساء اليوم، ان كتلته ستصوت ضد الميزانية، ولن تمتنع كما سبق الاعلان.

وكان الوزير تومي لبيد، قد اكد صباح اليوم (الاربعاء)، اصرار حزبه على التصويت ضد ميزانية الدولة للعام 2005، إذا ما تضمنت الاتفاق الذي توصل اليه رئيس الحكومة الاسرائيلية مع حزب "يهدوت هتوراة" والقاضي بدفع مبلغ 290 مليون شيكل لمؤسسات دينية تعود للحركة الدينية المتزمتة، لقاء دعم نوابها في الكنيست للميزانية.

ونفى لبيد في تصريحات ادلى بها للاذاعة الاسرائيلية ان تكون قد جرت اي اتصالات معه من قبل أعضاء في حزبه لثنيه عن التصويت ضد الميزانية، وقال ان القرار الذي اتخذه الحزب بالتصويت ضد الميزانية بعد شراء أصوات "يهدوت هتوراة" بقرابة 300 مليون شيكل ساري المفعول.

وواجهت حكومة أريئيل شارون يوما حاسما في الكنيست، اليوم الاربعاء، حاول خلاله شارون الحفاظ على ائتلافه، فيما بات في حكم المؤبد ان الحكومة لن تنجح بتمرير الميزانية في القراءة الأولى، اليوم. و لم يتمكن شارون حتى من تجنيد كافة أصوات حزبه في الكنيست، حيث اعلن عضو الكنيست دافيد ليفي صراحة، صباح اليوم، رفضه التصويت لميزانية تتجاهل الجانب الاجتماعي، حسب قوله.

وكما يبدو واضحا، حتى الآن، ستحظى الميزانية في صورتها الحالية بتأييد ما يتراوح بين 49 و 51 عضو كنيست، فيما يعارضها قرابة 70 عضو كنيست .

وقالت مصادر في مكتب شارون ان رئيس الحكومة قرر طرح الميزانية للتصويت بكل ثمن، وهو يعرف ان الكنيست ستستقطها، لانه يريد استغلال نتائج التصويت للتأثير على مركز حزبه الليكود كي يغير موقفه من ضم حزب العمل الى الائتلاف الحكومي.

وكانت مصادر قد اعلنت، صباح اليوم، ان شارون ينوي التوجه رسميا الى بيرس، اليوم، ودعوته الى استئناف المفاوضات لتشكيل حكومة "وحدة" رغم قرار مؤتمر الليكود المعارض لانضمام العمل الى الحكومة.

وحسب مصادر مطلعة يفترض بالمفاوضات بين الحزبين أن تكون عاجلة هذه المرة، وتعتمد على ما تم التوصل اليه خلال المفاوضات التي سبقت قرار مؤتمر الليكود. وقالت هذه المصادر ان حزب العمل يدرك بأنه قد لا يحصل على حقائب وزارية رفيعة في الحكومة، بل قد يبقى بدون حقائب، شريطة ان يقود انضمامه الى تطبيق خطة فك الارتباط.

وفي ضوء المعارضة التي قد يواجهها شارون في حزبه، قالت المصادر ان شارون ينوي طرح الموضوع امام الكتلة في الكنيست أولا، واقناعها بضم العمل الى الحكومة، مستغلا تخوف بعض نواب الليكود من احتمال اجراء انتخابات جديدة، لأن ذلك سيعني فقدانهم لمقاعدهم في الكنيست.

واذا ما تكللت خطوة شارون بالنجاح فسيضمن لحكومته تأييد ما لا يقل عن 63 عضو كنيست، اضافة الى أصوات أعضاء "يهدوت هتوراة" الخمسة الذين قد لا ينضموا الى الحكومة، لكنهم سيدعمونها بعد حصولهم على الثمن.


التعليقات