31/10/2010 - 11:02

اللجنة الوزارية الخاصة تصادق على إطلاق سراح نحو 200 أسير فلسطيني

عميد الأسرى الفلسطينيين سعيد العتبة ممن سيفرج عنهم وعميد أسرى الخليل أبو علي يطا. في شهر تموز وحده اعتقل الاحتلال 313 فلسطينيا.

اللجنة الوزارية الخاصة تصادق على إطلاق سراح نحو 200 أسير  فلسطيني
صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية الخاصة لشؤون الأسرى الفلسطينيين برئاسة رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، الإثنين، على إطلاق سراح نحو 200 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال كبادرة حسن نية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. . وتشمل القائمة أسيرين ممن قضوا أكثر من 25 عاما في سجون الاحتلال، وقالت مصادر إسرائيلية أن عميد الأسرى الفلسطينيين، سعيد العتبة، الذي أتم نهاية الشهر الماضي عامه الـ32 في السجن سيكون ممن سيفرج عنهم، في حين قالت مصادر فلسطينية أن الأسير الثاني عميد أسرى الخليل أبو علي يطا الذي سجن عام 1981 وقضى27 عاما في سجون الاحتلال . وأكدت المصادر الإسرائيلية أن معظم الأسرى الذين سيفرج عنهم يقضون حكما خفيفا على قضايا جنائية أو أنهم سينهون مدة حكمهم في الشهور القريبة. وأشارت إلى أن القائمة لا تشمل أسرى مقربون من حركة حماس.

وصوت وزير الأمن الداخلي آفي ديختر ضد القرار بسبب وجود أسيرين في القائمة ممن يعرفون إسرائيليا بأنهم«أيديهم ملطخة بالدماء»، أي شاركوا في عمليات مقاومة قتل فيها إسرائيليون. وقال ديختر إن الحديث يدور عن «قاتلين» كانا مسؤولان عن موت إسرائيليين، وخططوا عمليات أخرى ومن بينها «ذبح أسيرا فلسطينيا في السجن بشبهة تعاونه مع إسرائيل». واعترض ديختر على لأسير آخر من قطاع غزة زأزيل اسمه من القائمة. وقال ديختر أن الثلاثة يجب أن يكونوا مدرجين في صفقة التبادل مع حماس. واعترض وزير المواصلات شاؤول موفاز أيضا على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وقال: "لا أؤمن ببادرة حسنة عديمة الجدوى هدفها الوحيد هو الدبلوماسية. ستكون الخطوة دون مقابل تعبيرا عن الضعف".

وقد أقرت الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية يوم أمس الأول، الأحد، الإفراج عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين وفقا لتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.

يأتي القرار الإسرائيلي بالإفراج عن 200 أسير بينما تتواصل حملات الاعتقال بشكل يومي في محافظات الضفة الغربية بمعدل 10 فلسطينيين كل يوم، وأفادت معطيات المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال شهر تموز / يوليو "313" مواطنا فلسطينيا من محافظات مختلفة في الضفة الغربية المحتلة. ويمكن الاستنتاج أن ما بين تعهد أولمرت بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين(في قمة باريس في 14 تموز) وبين إطلاق سراح الأسرى بشكل فعلي(حتى نهاية أغسطس آب) فإن عدد المعتقلين مرشح لأن يصل إلى نحو 450 أسيرا حسب معدل الاعتقالات.

واستقبلت عائلة الأسير العتبة النبأ بحذر شديد واختلطت مشاعر الفرحة بالخشية من مجهول قد يعرقل خروجهما، وقالت العائلة إنها لن تتأكد من النبأ وتسمح لنفسها بالفرح إلا حينما يدخل العتبة لى منزله.

وقد جاء قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بإطلاق سراح نحو 200 أسير فلسطيني كبادرة «حسن نية» للرئيس عباس بمناسبة شهر رمضان بهدف تعزيز موقفه وموقعه في أوساط الجماهير الفلسطينية. وسيتم إطلاق سراح الأسرى حتى نهاية الشهر الجاري. وقال مكتب رئيس الحكومة إن «الحديث يدور عن بادرة حسنة وخطوة لبناء الثقة في إطار الجهود لتعزيز المعتدلين في السلطة الفلسطينية وعملية السلام».

وأوضحت اللجنة الوزارية الخاصة التي عملت على إعداد قائمة الأسرى أنها لا تشمل أي أسير من القائمة التي قدمتها حماس في إطار صفقة التبادل. وحسب تقديرها فإن الأسيرين القديمين «لم يعودا يشكلان خطرا على الأمن ألإسرائيلي». وأشارت إلى أن العدد النهائي للأسرى الذين سيفرج عنهم سيتم تحديده في جلسة ستعقد اليوم، الاثنين.

وقالت مصادر إسرائيلية أن القائمة لا تشمل أسرى كبار، كمروان البرغوثي وأحمد سعدات، أو أيا ممن شددت السلطة الفلسطينية على ضرورة إطلاق سراحهم. وأكدت أن إعداد القائمة تم من طرف واحد بالرغم من المطالب الفلسطينية المتكررة بإشراك ممثلين عن السلطة في إعداد القائمة.

وقد أيد القرار 16 وزيرا، واعترض وزير المواصلات شاؤول موفاز وثلاثة وزراء حزب شاس. وكان رئيس حزب شاس، إيلي يشاي قد أبدى معارضة شديدة على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
الأسير سعيد وجيه سعيد العتبة الملقب بـ «أبو الحكم»من موليد 1951 في مدينة نابلس، وهو أعزب وكان يبلغ من العمر 26 عاماً حينما اعتقل عام 1977، وقد حكم عليه في حزيران عام 1978 بالسجن مدى الحياة، وأغلق بيت عائلته لمدة سبعة عشر عاماً. والتحق العتبة في بداية شبابه بالثورة الفلسطينية من خلال الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومارس نشاطه السياسي ضد الإحتلال ، ثم انتقل بعدها للعمل العسكري ، فتعلم فنون القتال واعداد العبوات الناسفة والإشراف والقيادة وشارك في العديد من الأنشطة العسكرية. خلال فترة أسره انضم العتبة في سنوات التسعين لاتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (فدا )، وذلك بعد الانقسام الذي حصل في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وكانت عائلة العتبة ممنوعة من زيارته في السنوات الأخيرة بزعم وجود موانع أمنية. وكان يسمح للعائلة بزيارته لمدة 45 دقيقة كل سنتين.

* وفي إحدى رسائله المهربة من خلف القضبان يقول فيها الأسير سعيد العتبة " لم تتعبني هذه الرحلة الطويلة مع أن التعب صفة إنسانية وقد أكون مكابراً لو أنكرت ذلك لكن التعب مسألة نسبية فإذا كنت تعبت من السجن فهذا لا يعني أني تعبت عن حمل قضيتي وقناعاتي التي قادتني إلى السجن ، لا زلت أملك الطاقة لأكمل. نحن كشعب لا نملك الكثير من الخيارات ، المسألة هي أن نكون أو لا نكون ، فإما أن تكمل بنفس الروح وإما أن تسقط وتنتهي كإنسان وكقضية .

* وفي احدى رسالة لأمه في عيدها يقول العتبة .. " اسمحي لي أن أصفك بهذه الكلمات؛ فأنت ملاكي وأنت بريق الشمس الذي لا أستطيع إلا الرضوخ والركوع أمام أشعتك الحادة، كلمة أمي هذه ليست مقاما أورده لجزاء منك؛ أو لتصفية حسابات عذبتك بها، لا وألف لا، فأنا قطرة من بحر عطائك الذي لا ينتهي، قلبك الحنون الذي يأسرني بكل الحب " '" وأخيرا وليس آخرا يا أمي: كل يوم هو ميلاد لك لأن حبي لك يسكن قلبي وجفوني التي لا تنام إلا بذكرك وتذكارك لأن حبك يسري في عروقي وشراييني وهذه العاطفة أنا محروم منها، وليس بإمكان سنوات اعتقالي أن تعطيك جزءا منها " .


* الرسائل من عبد الناصر عوني فروانة- أسير سابق وباحث مختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين
محمد إبراهيم محمود أبو علي والمعروف بأبو علي يطا ، من مواليد قرية يطا قضاء الخليل عام 1956،متزوج منذ عام 1976. واعتقل في شهر أغسطس/ آب 11981 بتهمة قتل مستوطن في الخليل. وتنقل خلال فترة السجن بين سجون هداريم ،عسقلان ،نفحة، والرملة إلى أن وصل إلى السبع . وحاز على لقب عميد أسرى الخليل، لأنه أقدم أسير من محافظة الخليل.
أبو يطا هو نائب عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في محافظة الخليل ويعاني من ضعف في بصره وأمراض أخرى نتيجة فترة السجن الطويلة.

التعليقات